فى الوقت الذي تعرض فيها جنودنا لعمليات إرهابية بشمال سيناء مؤخرا سواء فى بئر العبد ورفح ، وتزايد الضربات من قواتنا المسلحة للجماعات الإرهابية ، خرجت محافظة شمال سيناء بقرار غير مدروس فجر طاقات الغضب لدى أقباط شمال سيناء الذين تم تهجيرهم فى فبراير عام 2017 ، وذلك بعد إرسال خطابات للأقباط بالمحافظات المختلفة التى تم تسكينهم فيها ، بإنهاء مأموريات العمل بشمال سيناء والندب فى اقرب موقع بالمدارس والهيئات التعليمية بالمحافظات التى يقطنون بها بعد تهجيرهم عام 2017 .
و جاء غضب الأقباط تجاه القرار أن هذا يعنى إجبارهم العودة لشمال سيناء ، أو ان يخسروا وظائفه والامتيازات التى يحصلون عليها كموظفين بشمال سيناء هي من المناطق النائية التى تمنحهم امتيازات مالية أعلى من محافظة أخرى ، وفى حالة إنهاء المأموريات والندب للمحافظات التى يقطنون بها تقل مرتباتهم إلى النصف أو اقل من ذلك ، وهو ما يؤثر دون شك على حياتهم الصعبة نظرا لأنهم يعيشون كمغتربين بمحافظات أعلى فى مستوى الحياة والأسعار فضلا عن دفع جزء كبير من مرتباتهم فى إيجار السكن والمياه والكهرباء ، بعد أن تركوا منازلهم وممتلكاتهم ، وهو ما يزيد من الأعباء الاقتصادية عليهم ، فى ظروف تم وضعهم فيها رغما عنهم فى سبيل الدفاع عن وطنهم بعد أن تم استهدافهم من قبل الجماعات الإسلامية.
وقال إيهاب أمين أحد أقباط شمال سيناء والمتضرر من القرار حيث أنه فى نهاية شهر فبراير 2017 تمت أحداث إرهابية متتالية مستهدفه الاستقرار الامنى فى مدينة العريش على أثارها تم الترحيل إلى محافظات متعددة، حفظاً على سلامة الأرواح .وبناءً عليه توجهت إلى محافظة أسيوط لوجود أقارب بها، وقد تم تسليمي العمل بقرار المأمورية المفتوحة الصادر إلى مديرية التربية والتعليم بأسيوط أعتباراً من 1/4/2017
و فوجئت فى هذه الأيام الصعبة وما تعانيه محافظة شمال سيناء من أحداث إرهابية غاشمة أستشهد على أثرها أحدى عشر من أبطالنا أبطال الوطن من أبناء القوات المسلحة، وإصابة 5 من المدنين بأن مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء تطالبنا بإجراءات ندب أو رجوع بسبب ضمنى غير واضح المعالم وهذا بالمكاتبة الصادرة من شمال سيناء برقم 906 بتاريخ 19/4/2022 والوارد إلى ديوان مديرية التربية والتعليم بأسيوط برقم 260 بتاريخ 28/4/2022 ، ولم أستطع تبين سبب تلك المكاتبة الواردة بها كلمات مثل :
( حسب تعليمات السيد اللواء محافظ شمال سيناء –بضرورة القيام بإجراءات الندب ) فى تلك الايام بالرغم من عدم الإستقرار الامنى فى محافظة شمال سيناء مما يجعلنى متحسباً من العودة فى هذه الاوقات الغير مستقرة مع العلم إن قرار المأمورية المفتوحة صادر من وزارة التربية والتعليم . ولا نعلم أى شئ عن أى قرار صادر من أى جهة مختصة أخرى بتغير هذا الوضع .
من جانبه عبر همت نظير أحد الأقباط بشمال سيناء ويعيش بالإسكندرية عن غضبه من القرار الغير مدروس والذي يخالف قرارات مجلس الوزراء الصادر فى 2017 إثناء تهجير الأقباط وأثناء وجود عدد من الوزراء وعلى رأسهم الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن، الذين أكدوا للأقباط آنذاك أنهم ضيوف فى المحافظات المختلفة يحتفظوا بحقوقهم كاملة على قوة شمال سيناء حتى يتم عودتهم ، واليوم يجبر محافظ شمال سيناء الأقباط على العودة فى ظل هذه الظروف الصعبة التى شهدت عدة عمليات ضد جنودنا ، أو أن يخسر الأقباط وظائفهم وحقوقهم كموظفين بشمال سيناء ، التى هجروا إليها منذ سنوات طويلة من أجل هذه الامتيازات .
وأصبح الأقباط إمام خيارين كلاهما أصعب من الأخر ، أما اختيار العودة وتعريض حياتهم للخطر ، وعدم صدور أي قرار من القوات المسلحة بالعودة وهى من تملك هذا القرار وحدها ، وتأكيد عودة الأمان للمحافظة ، أو أن يتم الندب وإنهاء المأموريات وبالتالي خسارة حقوقه كأحد أبناء شمال سيناء وخسارة الامتيازات فى ظل معاناتهم فى محافظاتهم الجديدة وهم يشعرون أنهم ضيوف ويكبلون بأحمال وإنفاق يفوق أضعاف حياتهم فى شمال سيناء.
وأرسل أقباط شمال سيناء استغاثات عدة لمجلس الوزراء لإنقاذهم من هذا القرار التعسفي الذي هو إجبار لعودتهم لشمال سيناء وتعريض حياتهم للخطر ، أو ان تزداد معاناتهم فى الغربة بالمحافظات التى نزحوا إليها فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، لاسيما أن العديد منهم يتحمل دفع إقساط وقروض ويتعايش بالكاد مع مرتباتهم التى يحصلون عليها كموظفين بشمال سيناء وحياتهم خارج منازلهم ، وفى حالة تنفيذ الندب سوف ينخفض هذا المرتب للنصف أو أقل وهو ما يعنى صعوبة تحمل هذا الأمر وقد يضطر البعض للمخاطرة بحياته والعودة لشمال سيناء محملين محافظ شمال سيناء مسئولية حياتهم .