قبطي يستقبل الأطفال بلعب وحلوى كل صلاة عيد: كلنا واحد مفيش فرق – صور
يُحلّي أفواههم ويسعد قلوبهم، صار قدوة لأجيال متتالية، شارك الآباء شعائر شهر الصيام وفرحة قدوم العيد، واستقبل أبنائهم بقطع الحلوى في جيوبه مُعلما إياهم درسا في أننا جميعا نسيجًا واحدًا على أرض مصر، بشرته السمراء التي اكتسبت لونها من حرارة الأراضي الزراعية، وملامح وجه بشوش أسرت قلوب أطفال صغار فشاركوه خيالاتهم صغارًا وطموحاتهم وأفراحهم شبابًا، الرجل القبطي الذي ملأ الشيب رأسه، بات جارا ودودًا لمئات الأسر من المسلمين في قريته، وصديقًا وفيًا لأطفال في عمر أبناء يتجسد فيه قول الرسول: أقوامٌ أفئدتهم كأفئدة الطير.
توزيع اللعب على الأطفال بعد صلاة العيد في واحدٍ من بيوت قرية النهضة بمنطقة العامرية في محافظة الإسكندرية نشأ الرجل القبطي ميلاد حنا الذي أوصاه والده بالأثر الطيب والمعاملة الحسنة للجميع، عهده الجميع جيرانًا وأصدقاءً بوجهه البشوش ولين المعاملة، واشتهر بين أطفال القرية بتوزيع الألعاب والحلوى على باب المسجد في كل عيد فأحبه الجميع وامتدت أواصر علاقته بهم حتى بعد أن صاروا شبابا في عمر أبناءه الثلاثة.
بقالي سنين بنزل يوم العيد على باب المسجد ومعايا شنطة كبيرة في أكياس كتير في كل كيس فيه لعبة وبسكوت وبالونة لكل طفل عشان أعيد عليهم وأفرحهم، يقول الرجل السكندري في حديثه لـالوطن عن عادته التي اعتاد عليها منذ نحو 8 سنوات في عيدي الفطر والأضحى.
يستمتع الأب الأربعيني المسيحي بفرحة الأطفال بهدايا العيد في كل مرة، وينجح بذلك في غرس روح المحبة بين الأجيال الصغيرة مسلمين ومسيحيين: لما يكبروا محدش هيقدر يلعب في عقلهم وهيفضلوا فاكرين إن كلنا واحد وأعيادنا واحدة، بحسب رواية ميلاد حنا الذي نجح في أن يصبح جزءُا من احتفالات العيد بالقرية.
مياه وعصير قبل الفطار في رمضان ليست هدايا العيد للأطفال هي العادة الوحيدة التي يحرص عليها الرجل القبطي، بل يحرص على توزيع المياه والعصير على الطريق الصحراوي في نهار رمضان وقبل أذان المغرب، يفعل ذلك حبا في العشرة الطيبة، أنا بطبعي عشري وبحب الناس وكل جيراني حواليا مسلمين والمنطقة هنا مفيش فرق بينا، لافتًا إلى تلقيه الزيارات المنزلية والمباركات الهاتفية في أعيادهم أيضًا.