سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 مايو 1968.. البابا كيرلس السادس يؤكد أمام الصحافة العالمية «معجزة ظهور السيدة العذراء فى كنيسة الزيتون بالقاهرة»
احتشد 150 صحفيا، يمثلون صحف العالم ووكالات الأنباء فى مؤتمر صحفى، 4 مايو، مثل هذا اليوم، 1968 للاستماع إلى بيان قداسة البابا كيرلس السادس، حول معجزة ظهور السيدة العذراء فى كنيسة الزيتون بالقاهرة، التى بدأت الثلاثاء 2 إبريل1968، وفقا لجريدة الأهرام التى نشرت وقائع المؤتمر، 5 مايو 1968، وبدأه الأنبا أثناسيوس، مطران بنى سويف، بتلاوة بيان قداسة البابا، ثم ردت لجنة من ثلاثة مطارنة وأساقفة على أسئلة الصحفيين.
نص البيان: منذ مساء الثلاثاء 2 إبريل 1968، الموافق 24 برمهات 1684، توالى ظهور السيدة العذراء أم النور فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المسماة باسمها فى شارع طومان باى بضاحية الزيتون قرب القاهرة، بأشكال مختلفة، فأحيانا بالجسم الكامل، وأحيانا بالنصف العلوى، تحيط به هالة من النور المتلألئ، وذلك تارة من فتحات القباب بسطح الكنيسة، وأخرى خارج القباب، وكانت تتحرك وتمشى فوقها وتنحنى أمام الصليب العذرى فيضئ بنور باهر، وتواجه المشاهدين وتباركهم بيديها وإيماءات رأسها المقدس، كما ظهرت أحيانا بشكل جسم كأنه بياض سحاب ناصع، أو بشكل نور يسبقه انطلاق أشكال روحانية كالحمام شديد السرعة، وكان الظهور يستمر لفترة زمنية طويلة، وصلت أحيانا إلى ساعتين وربع الساعة، كما حدث فجر الثلاثاء 2 إبريل سنة 1968، حيث استمر شكلها الكامل المتلألئ من الساعة الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين إلى الساعة الخامسة.
يضيف البيان: شاهد هذا الظهور آلاف المواطنين من مختلف الأديان والمذاهب، والأجانب، وطوائف رجال الدين والعلم والمهن وسائر الفئات، الذين قرروا بكل يقين رؤيتهم لها، وكانت الأعداد الغفيرة تتفق فى وصف المنظر الواحد بشكله وموقعه وزمانه بشهادات إجماعية، تجعل ظهور السيدة العذراء أم النور فى هذه المنطقة ظهورا متميزا فى طابعه، مرتقيا فى مستواه عن الحاجة إلى بيان أو تأكيد.
يتابع البيان: صحب هذا المظهر أمران مهمان، الأول انتعاش روح الإيمان بالله والعالم الآخر والقديسين، وإشراق نور معرفة الله على كثيرين كانوا بعيدين عنه، مما أدى لتوبة العديدين وتغيير حياتهم، والثانى حدوث آيات باهرة من الشفاء المعجزى لكثيرين ثبت علميا وبالشهادات الجماعية، وقام المقر البابوى بجمع المعلومات عن كل ما سبق، بواسطة أفراد ولجان من رجال الكهنوت، الذين تقصوا الحقيقة، وعاينوا بأنفسهم هذا الظهور، وأثبتوا ذلك فى تقاريرهم التى رفعوها إلى قداسة البابا الأنبا كيرلس السادس، والمقر البابوى، ويصدر هذا البيان ويقرر بملء الإيمان، وعظيم الفرح، وبالشكر العظيم أمام العزة الإلهية، أن السيدة العذراء أم النور والت ظهورها بأشكال واضحة ثابتة فى ليال كثيرة مختلفة لفترات متفاوتة، وصلت فى بعضها لأكثر من ساعتين دون انقطاع، وذلك ابتداء من مساء الثلاثاء 2 إبريل سنة 1968 حتى الآن، فى كنيسة السيدة العذراء القبطية الأرثوذكسية بشارع طومان باى فى ضاحية الزيتون فى طريق المطرية بالقاهرة، وهو الطريق الثابت تاريخيا، أن العائلة المقدسة اجتازته فى تنقلاتها خلال إقامتها فى مصر.. جعل الله هذه البركة رمز سلام للعالم، ويمن لوطننا العزيز.. شعبنا المبارك الذى سبق الوحى الإلهى فنطق عنه مبارك شعبى مصر.
تذكر الأهرام أن الأنبا صموئيل أسقف الخدمات، أعلن أن أحد استديوهات التصوير فى ضاحية الزيتون، تمكن من تصوير السيدة العذراء أثناء ظهورها ليلا فى أحد الأيام، ثم عرض الصورة على الصحفيين، وأمام عدسات التليفزيون، وبدأت الأسئلة بعد ذلك، ومنها سؤال: هل هذه الظاهرة مقبولة علميا ودينيا، كانت الإجابة: أى ظهور للسيدة العذراء كطيف يحوم حول قبة كنيسة أو فى أى مكان خلاء أو فى أى مكان آخر، ظاهرة مقبولة دينيا، فإن القديسين والرسل والأطهار كثيرا ما يستجيبون لدعاء المؤمنين، وتظهر أطيافهم لهم لمساندتهم وشد أزرهم فى وقت الضيق أوالشدة، وأرواح القديسين أو طيفهم ظاهرة روحية يبعثها الخالق إلى المؤمنين، عملا بقوله المقدس: ادعونى فى وقت الشدة، فأجيب، أما من الناحية العلمية، فثبت أن لكل إنسان أنويته التى لا تمحى من الوجود، والتى يمكن تجسيدها فى أى وقت على شكل درات أثيرية تأخذ الصورة المتكاملة للإنسان، فمثلا تمكن العلم من تصوير عشرات الرجال أوالنساء الذين توفوا منذ مئات السنين، وإذا كان ذلك يحتاج إلى آلات وأجهزة إلكترونية معقدة بالنسبة للإنسان العادى، فأعتقد أنه لا يحتاج إلى كل هذا بالنسبة للقديسين والشهداء، بل يكفى الإيمان.
تناول البابا تواضروس الثانى، هذا الموضوع فى لقاء تليفزيونى معه، ووفقا لجريدة الوطن، 25 يوليو 2020، قال: الموضوع ده ظهر مرة وحيدة، لكن مفيش امتداد للظهور، وأضاف: عندما شاهد الكثيرون السيدة العذراء فى كنيسة الزيتون عام 1968، درست الكنيسة القبطية هذه الظاهرة المستمرة لمدة أربعين يوما، وراحوا وحضروا وشافوا وعاينوا وعاشوا وسمعوا الناس اللى حضرت، وكتبوا وقتها تقريرا وطلّعت الكنيسة بيانا بهذا الظهور.