وداعا القمص لوقا قسطنطين .. اسد كنيسة مارمرقس بشبرا
كنيسة مارمرقس بشبرا تدق أجراسها حزنا على وداع ابيها و راعيها القمص لوقا قسطنطين
القمص لوقا قسطنطين .. الإنسان كما يعرفه الكثيرين
اليوم اكليل سمائى لتتويج جهاد القمص لوقا قسطنطين عبر مشواره الرعوى طيلة 42 عاما
دقت اليوم كنيسة مارمرقس بشبرا اجراسها حزنا على وداع ابيها و راعيها القمص لوقا قسطنطين الذى قدم للكنيسة الكثير عبر مشواره الكهنوتى الحافل فى رحلة جهاد عمرها 42 عاما , خدم فيها كنيسته و شعبه بكل أمانة و محبة متناهية ليكلل اليوم بمجد سمائى بعد أن فاضت روحه الطاهرة كى يسمع الصوت الفرح القائل له نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا فى القليل اقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك
أبينا الحبيب القمص لوقا قسطنطين راعى كنيسة مارمرقس بشبرا ابا جليلا خدم كنيسته على مدى 42 عاما بكل قلبه قدم خلالها يوما بعد يوم حياته ذبيحة حب من اجل كنيسته و شعبه على مدى سنوات طويلة دون ملل أو كلل رغم الآمه الصحية.
اليوم مشهد مهيب لوداع ابونا لوقا قسطنطين بكنيسة مارمرقس بشبرا , توديعه على رجاء القيامة فى ثقة و ايمان و يقين انه قد خدم طوال حياته كانسانا مباركا و ها قد أكمل جهاده و اخيرا ربح إكليل البر .. الكل تسبقهم دموعهم فى توديعه و هم يزفونه الى السماء لينعم فى أحضان الملائكة و القديسين بمشاعر مختلطة بين الالم و الفرح , ألما على الفراق و فرحا بتكليل جهاده و تعبه و ألمه لينضم الى الكنيسة المنتصرة كى يشفع لنا امام عرش النعمة و رفع الطلبات كى يعيننا الرب كما أعانه , و لسان حالنا يردد نودعك يا مذبح الله الذى حرصت على خدمته طيلة أيام حياتك .. امضى بسلام الى مسكن الفرح فى حضن آبائنا القديسين .. امض بسلام حيث الكاروز الإنجيلي الذى خدمت بيعته .. امض بسلام حيث تراتيل و تسابيح الملائكة .. امض بسلام و ليعوضك الله عن خدمتك فى أورشليم السمائية الموضع الذى حرب منه الحزن و الكآبة و التنهد
اليوم جاء التكليل السمائى لجهاد ارضى عمره 42 عاما , حمل فيها أبينا الحبيب على عاتقه مسئولية تسليم رسالة المسيح بكل امانة لشعب الكنيسة و لاسيما داخل مدارس الاحد للبنات بكونه المسئول عن التربية الكنيسة قطاع بنات , و التى كانت معه رفيقته و زوجته الراحلة ميس فوزية ابراهيم التى يشهد لها من الجميع بنشاطها و حبها للخدمة من القلب ليبدأ معا المشوار الحافل لتأسيس التربية الكنيسة داخل كنيسة مامرقس بشبرا لتصبح كما هى بحق الكنيسة العريقة داخل منطقة شبرا , و لا ننسى دور عدد كبير من الآباء الكهنة و خدام و خادمات الكنيسة معهم فى ذلك الوقت فى تأسيس كنيسة مارمرقس ككيان واحد ليقدموا ما لديهم من طاقات ربما منهم من فارقنا بالجسد و يحيون بالروح و غيرهم ممن لازالوا فى الجسد و يكملون المسيرة و المشوار .. فكان يهتم ببناء النفوس ليصبح كالشجرة المثمرة التى طرحت للكنيسة ثمارا مباركة .
اهتمامه بالتعمير
و لا يغفل علينا اهتمامه بالبناء المعمارى بالتوازى مع رسالته الرعوية فكم يشهد له الاهتمام بالخدمة و شراء ابنية لتوسيع الخدمة , و اهتمامه ببناء مستشفى مارمرقس لخدمة اهالى منطقة شبرا و خارجها مسلمين و مسيحيين يتلقون الخدمة العلاجية على حد سواء , و لعل تلك السطور تعجز عن وصفه و كم كان دوره الإنساني و شعوره بالآلام الناس و مساعدتهم من القلب , و هو ما تلامسناه من خلال كم الالتزامات المادية التى تحملها و سدد بها احتياجات اخوة الرب و كم من تسهيل عمليات و صرف علاج بالمجان دون مقابل . ناهيك عن مساندة ابونا القمص لأسرة محبة المعنية برعاية ذوى الاحتياجات الخاصة فيصير هو المحبة لاسرة محبة حيث يشهد لابينا المحبوب موقفه الحاسم بشأن قرار تقسيم الكنائس كمناطق و من ثم تقسيم المخدومين ( ذوى القدرات الخاصة ) على تلك الكنائس طبقا لنطاقهم الجغرافى فكان لقدس أبينا المحبوب موقف حاسم بتمسكه بابنائه و بخدمتهم و هو ما اسعد أسرهم بشكل كبير , و غيرها من الشهادات الحية التى تشهد لابينا القمص , فما يذكر اقل مما يستحق بكثير لمحبته و ابوته .
احتمال صليب المرض بشكر
كان أبينا الحبيب يعانى من آلام صحية منها الفشل الكلوى لسنوات طويلة بما يضطره الغسيل لأكثر من مرة اسبوعيا , و كان يتحمل الكثير و ما كان من تجربة صليب المرض إلا و تدفعه لتقديم خدمة لمرضى الفشل الكلوى فكانت فكرته بإنشاء وحدة مارمرقس لأمراض الكلى و التى كانت بمثابة النور لكثيرين وسط عتمة ليل المرض , و يشهد كم الحالات التى تقدم لهم الخدمة العلاجية بأسعار مخفضة لتخفيف الآلام هؤلاء .
كان فى تسليم كامل لإرادة الله لما منحه اياه من صليب المرض , يخدم بكل امانة بشكر دون اى تذمر بوجه بشوش و كان حريصا ألا يشعر أحد بما يتحمله كان بابه مفتوحا للجميع فى اى وقت كى يسمع و يساند و يدبر بحكمة و يعطى المشورة للكل , و رغم آلامه الجسدية نجده يأتى للكنيسة مبكرا لصلاة القداس و تدبير الخدمة و رعاية الكنيسة و شعبها بجانب الآباء الكهنة و ايام كثيرة وسط ألمه نجده يبات بالكنيسة لاسيما ايام الثورة والانفلات الأمنى لنجده يسهر مع رجال أمن الكنيسة لحراسة الكنيسة و رعايتها و فى اوقات اخرى اذا لزم الامر , فلم يتوانى عن الخدمة لحظة .. كان مهموما بكنيسة مارمرقس شبرا و شعبها حتى فى أوقات جلسة الغسيل الكلوى كثيرا ما كان يفكر فى شئونها و كيفية تدبيرها .
خادم مذبح
و لا يفوتنا ان قدس ابينا الحبيب كان بحق خادم مذبح لحرصه على صلاة القداسات يوميا و فى اوقات الصيام لاسيما الصيام الكبير كان يتحمل الصوم لفترات طويلة و يصلى قداسات فى أوقات متأخرة , كما تميز بصلاته لكل ابنائه فى الثانوية العامة و و ضع اقلام على المذبح و من ثم توزيعها على الأبناء و تشجيعهم بالكلمات التى تلغى اى رهبة أو خوف من الامتحانات , فلم يدع صليب المرض عائقا فى طريق خدمته بل فى تسليم كامل لارادة الله كان يقدم خدمته بحب . كانت شخصيته متميزة و مختلفة فى روحانيته و صوته الجهورى الجميل الذى تميز به فى صلاة القداسات و عشقه للترنيم , فى حبه للكنيسة , أصالته , شموليته , ابوته .. ولعل تلك الروح انطبعت فى ابناءه .
جارى الاعداد لتنظيم صلاة الجناز بحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا انجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية باستعدادت لتكريم أب جليل عاش طوال حياته و كأنه الانجيل المعاش , فهو بحق عاش كما ينبغى ان يكون تلميذا للمسيح عاملا بكلمته و حافظا لوصاياه .. عرفت منطقة شبرا اسمه حينما كان خادم علمانى يخدم مع آباء عظام شرفت كنيسة مارمرقس بشبرا بهم أمثال ابونا القديس ميخائيل ابراهيم الذى تنبأ بدعوته للكهنوت و ابونا مرقس داود و ابونا اسطفانوس عازر و غيرهم , فكم كان شعلة نشاط و هو لايزال خادم علمانى بخدمته , نشاطه , و افتقاده .
تاريخ كنيسة مارمرقس بشبرا لم و لن ينسى مشوار أبينا الحبيب لوقا قسطنطين لما قدمه من خدمة لكنيسة مارمرقس بشبرا التى بدأت بكنيسة صغيرة لتصبح كما هى عليه اليوم , لم ننسى ابونا الحبيب لكونه باقى فى ابنائه سواء الروحيين و الجسديين و ما يعزينا قول الكتاب ليس موت لعبيدك بل هو انتقال الآن تحررت من الآلام الجسد و ثقله , اذكرنا امام عرش النعمة و لا تتركنا بل تسندنا بصلاتك و لا تنسى اولادك .
يذكر أن الأب الراحل من مواليد 13 يوليو 1948 وسيم كاهناً في 14 يناير 1979، وترقى إلى القمصية فى 14 نوفمبر 1998