معرض فني يحكي رحلة العائلة المقدسة إلى مصر
يروي المعرض رحلة العائلة المقدسة إلى مصر وحياة المسيح (الصفحة الرسمية للمتحف القبطي على فيسبوك)
أمضت العائلة المقدسة في مصر ما يزيد على ثلاث سنوات، باركت فيها أكثر من 25 بقعة في ربوعها من سيناء شرقاً إلى دلتا النيل، وصولاً إلى أقاصي الصعيد، لتصبح واحدة من الأحداث التي تحمل أهمية تاريخية ودينية كبيرة لدى المصريين. واحتفاءً بها أقام المتحف القبطي معرضاً تحت عنوان “الهروب إلى مصر” ضم أكبر مجموعة من الآثار القبطية في العالم، إذ احتوى على 26 قاعة، بلغ عدد مقتنياتها نحو 16000 قطعة أثرية.
الهروب إلى مصر
يروي المعرض رحلة العائلة المقدسة بمصر، وحياة المسيح منذ البشارة بميلاده وحتى العودة إلى فلسطين مرة أخرى، ويقع المتحف القبطي داخل حدود حصن بابليون الروماني بالقرب من كنيسة أبي سرجة، وكنيسة السيدة العذراء الشهيرة بـ”المعلقة”، والمعبد اليهودي، بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة.
وقد لعب العالم الفرنسي، جاستون ماسبيرو، دوراً مهماً في فكرة نشأة المتحف، إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطي، وخصص قاعة لها في المتحف المصري، وقد بدأت فكرة إنشاء متحف للآثار القبطية باقتراح من مهندس لجنة حفظ الآثار العربية هيرتس باشا عام 1889، إلا أنها لم تنفذ إلا في عام 1908.
وعن أبرز القطع الأثرية التي ضمها المعرض، تقول جيهان عاطف، المدير العام للمتحف القبطي بالقاهرة، لـ”اندبندنت عربية”، “احتوى المعرض على 11 قطعة أثرية، منها ثلاث مخطوطات نادرة، هي مخطوطة تمثل أسفار موسى باللغة العربية، وتحكي عن مجيء يعقوب إلى أرض مصر، وإنجيل متى الذي يقصّ نسب السيد المسيح مكتوب باللغة العربية والقبطية، متضمناً العبارة الشهيرة قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، ومخطوطة توضح المعجزات التي قام بها السيد المسيح في طفولته أثناء وجوده في مصر”.
وتضيف عاطف، “توجد سبع أيقونات، منها أيقونة توضح ميلاد السيدة العذراء وبجانبها أبوها يواقيم وأمها حنة، وأيقونة تمثل بشارة الملاك غبريال بميلاد السيد المسيح، وأخرى تمثل مشهداً لميلاد يوحنا المعمدان، وأيقونة تمثل العذراء والمسيح، ومن أسفلهما يوسف النجار، وأخرى تمثل العذراء والمسيح، وهو طفل في الهيكل يحاور الكتبة، كما ضم المعرض أيضاً مجموعات من العملات الحديثة التي أصدرتها مصلحة سك العملة عن محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر”.
قصة المتحف القبطي
في بداية إنشائه كان المتحف القبطي ملكاً للبطريركية حتى جرى ضمه للجنة حفظ الآثار العربية، التي كانت تعادل وزارة الآثار حالياً، ليتحول إلى واحد من أهم المتاحف النوعية في مصر، ويتكون المتحف من جناحين: القديم جرى افتتاحه في 14 مارس (آذار) عام 1910، والجديد افتتح في 20 فبراير (شباط) عام 1947، ويربط بين الجناحين ممر، وجرى تطوير وترميم المتحف في عام 1984، ثم أغلق مرة أخرى بجناحيه عام 2000، لإعادة تطوير العرض المتحفي به ليجري افتتاحه مرة أخرى للجمهور في 2006.
وعن بداية إنشائه، تقول مديرة المتحف “جرى إنشاء المتحف القبطي بمبادرة من مرقس سميكة باشا، الذي كان مهتماً بحفظ التراث القبطي، حيث عرض الفكرة على البابا كيرلس الخامس، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذي كان مقره وقتها الكنيسة المعلقة، ليمنحه أرضاً ملاصقة للكنيسة وتابعة لها لإقامة المشروع في عام 1908، وبالفعل بدأ مرقس سميكة بجمع الآثار القبطية والعديد من العناصر المعمارية من الكنائس القديمة والأديرة الأثرية وقصور الأغنياء من الأقباط، ليتم افتتاح المتحف عام 1910، ويتولى سميكة إدارته كأول مدير للمتحف القبطي حتى وافته المنية في أكتوبر (تشرين الأول) 1944”.
وتضيف، “ظل المتحف ملكاً للبطريركية حتى عام 1931، فقد قررت الحكومة المصرية ضمه لإشرافها المباشر، نظراً إلى قيمته الأثرية المهمة، ومن وقتها أصبح تابعاً لها، باعتباره أحد المتاحف النوعية التي تمثل حلقة مهمة من حلقات التاريخ المصري المتواصل”.
يضم المتحف القبطي مجموعة نادرة من الآثار التي تعود إلى عصور قديمة وتعكس نماذج متنوعة من الفنون القبطية يصل عددها إلى 16000 قطعة، تقول عاطف “من أهم وأقيم القطع الأثرية الموجودة في المتحف القبطي هو كتاب للمزامير يعود للقرن الثالث الميلادي، وما يميزه هو أنه وجد كاملاً، ومخطوطات نجع حمادي، وستارة الزمار وهي قطعة من نسيج القباطي الشهير الذي يجمع بين الصوف والكتان تعود للقرن الخامس الميلادي، وأفاريز حجرية تحكي وصول السيد المسيح لأورشليم واستقباله بالزعف وغيرها كثير من القطع النادرة التي تنتمي للثقافة القبطية في عصور مختلفة في كل أنحاء مصر، فهو يضم مجموعة من أهم القطع الأثرية القبطية في العالم وأكثرها ن