بين الماضي والحاضر… كيف يحج الأقباط إلي القدس الآن؟
القدس بين الحاضر والماضي.. كيف يحج الأقباط إلي القدس الآن؟
يتوافد آلاف المسيحيين من شتي بقاع العالم إلي القدس في مثل هذه الأيام من كل عام، للاحتفال بـعيد القيامة في المكان الذي ولد وبشر وصلب فيه السيد المسيح.
هذه السطور تتناول أهمية القدس عند المسيحيين، وأقدس المعالم المسيحية هناك وكيف يحج الأقباط إلي القدس الآن؟
هل الحج عند المسيحيين فريضة ؟
الحج عند المسيحيين ليس فريضة أو ركنا من أركان الدين أو له طقوس معينة مثلما في دين الإسلام، لكن الحج له مكانة خاصة في قلوب المسيحيين، ويرجع ذلك للطبيعة الإنسانية، فتواجد المرء في نفس المكان الذي انطلق وبشر به الأنبياء والسيد المسيح وتلميذه، فذلك يبعث في داخل المرء نوعا من أنواع الترابط الروحي، وإحياء التعاليم والأحداث في الوجدان.
القدس في وجدان مسيحيي العالم
تُعد الأماكن المسيحية المقدسة بالقدس لها مكانة خاصة عند مسيحيي العالم علي مر التاريخ، وإن جاز التعبير فمدينة القدس لها مكانة خاصة عند الديانات الثلاث، مما يجعلها أكثر الأماكن قدسية علي وجه الأرض، ونري أن قدسيتها قد تحولت في أزمنة مختلفة إلى حروب ونزعات، وأبرزها الحروب الصليبية التي نشبت علي دافع ديني فى المقام الأول، وهو عدم تقبل الفرنج أن تكون الأرض التي عاش عليها المسيح ووطئت قدماه بين أيدي المسلمين.
أقدس المعالم المسيحية بالقدس
إذا تحدثنا عن الأماكن المسيحية المقدسة فعلي الأرجح، أول ما يتبادر في ذهنك كنيسة القيامة أشهر المعالم المسيحية علي مر التاريخ والتي بنيت في 325م علي يد الملكة هلانة، وتقع هذه الكنيسة علي تلة الجلجثة حيث صلب السيد المسيح، وتحوي علي القبر الذي دفن به المسيح وقام منه بعد ثلاثة أيام وفق ما ورد بالبشارات الأربعة بالعهد الجديد، وهي كنيسة مشتركة بين ثلاث طوائف (الروم الكاثوليك، الروم الأرثوذكس، والأرمن الأرثوذكس)، أما باقي الكنائس مثل كنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية، فإنها تمتلك مذبحاً أو ركناً بالكنيسة، وبسبب هذه المكانة الروحية والتاريخية يتوافد علي زيارتها مسيحيو العالم.
كيف يحج الأقباط إلي القدس؟
منذ البابا كيرلس السادس أعلنت الكنيسة رفضها للاحتلال الإسرائيلي، ورفض جميع البابوات زيارة القدس، كان آخرهم البابا تواضروس، بإعلان تمسكه بنفس قول البابا شنودة لن ندخل القدس إلا مع إخوتنا المسلمين .
في السنوات الأخيرة أعلن البابا تواضروس السماح لزيارة القدس لمن فوق الـ 41 سنة. مما ترتب عليه إعداد شركات السياحة لبرامج رحلات من كل عام في فترة الصوم الكبير، لكن بشروط معينة ولابدد من موافقة الأمن علي تصاريح السفر.