يحتفل المسحيون، اليوم، بأحد الشعانين، وهو يوم بداية أسبوع الآلام، حيث غادر السيد المسيح عليه السلام بيت عنيا متجهًا إلى أورشليم ودخل المدينة راكبًا على جحش ابن آتان واستقبله الجميع بسعف النخيل مرددين أوصنا (خلصنا) في الأعالي.
و فؤ ضوء هذا يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة أن احتفالية أحد الشعانين تشمل قراءة أربعة أناجيل في قداس هذا العيد وهو طقس تنفرد به كنيسة مصر وحدها ويصلي المسيحيون في هذا الأسبوع من كتاب يُسمى “دلال البصخة” أو “قطمارس البصخة” وبداية ظهور هذا الكتاب كان في القرن الثانى عشر الميلادي تاريخ وضع أول قطمارس للبصخة المقدسة في الكنيسة القبطية ويحوي مخطوط 312 المحفوظ بالمتحف القبطى السرد التاريخي لذلك، والذي تمت عليه الدراسة وإن النظام المعمول به في صلوات البصخة الآن قد تشكل نهائيًا بهذا الوضع الذى نراه منذ القرن 17م طبقًا لما جاء في دراسة أثرية للباحثة الآثارية نرمين رزق الله داود المتخصصة في الإرشاد السياحى من خلال كتاب يُسمى “دلال البصخة” أو “قطمارس البصخة” ومخطوطات من القرن 17 إلى 19م.
وينوه الدكتور ريحان، إلى أن هذه المخطوطات تصور طائر يشبه طائر اللقلق رمز الحلم واليقظة والطهارة ويُرسم مع صورة البشارة لأنه دائما يعلن عن مجىء الربيع فكان ذلك دليلًا على أن إعلان البشارة للسيدة العذراء مريم تدل على مجىء السيد المسيح عليه السلام كما تصور شجرة الحياة ومناظر نجمة بثمان رؤوس كندات بها وحدة زخرفية واحدة لسعفة نخيل تتبادل مع هلب حولها ثمان أوزات ويرمز السعف للانتصار على الخطية والهلب للسيد المسيح والنجمة رمز لاستقبال السيد المسيح بسعف النخيل والطاووس هو رمز للقيامة.
ويتابع الدكتور ريحان، أن يوم الإثنين خرج السيد المسيح من بيت عنيا ولعن شجرة التين وإخراج الباعة من الهيكل والعودة بالليل لبيت عنيا ويم الثلاثاء توجه من بيت عنيا لأورشليم ورأوا التينة قد يبست وتم الحديث مع التلاميذ عن الإيمان وسؤال الفريسيين عن إعطاء الجزية لقيصر وتحذير السيد المسيح للجموع من خُبث الكتبة والفريسيين ورثاء أورشليم لأجل خرابها وعلامات المجئ الثانى مَثَل العشر عذارى والوزنات ويوم الأربعاء استراحة السيد المسيح وحيدًا فى بيت عنيا وذهاب يهوذا إلى رؤساء الكهنة ليُسلم السيد المسيح ويُسمى “أربعاء أيوب” دخلت هذه التسمية إلى الكنيسة القبطية عن طريق الكنيسة السريانية الأنطاكية التي تصنع من هذا اليوم تذكارًا لأيوب البار.
ويوضح الدكتور ريحان، أنه فى خميس العهد أو خميس العدس كما أطلق عليه المقريزي أمر السيد المسيح تلاميذه بإعداد الفصح وأكل الفصح وغسل أرجل التلاميذ والحديث عن الذي يُسلمه وخروج يهوذا والإفخارستيا (التناول) وتعني في اليونانية الشكر وما يميز طقس هذا اليوم في الكنيسة أنه يقوم كل كاهن أو أسقف في كنيسته بعمل لقان وهو مغسل لغسل أرجل الشعب ويقام قداس.
أمّا الجمعة العظيمة ففيها الذهاب إلى بستان جسيمان والقبض على السيد المسيح والمحاكمة أمام حنان وقيافا وإنكار بطرس وإرسال السيد المسيح لبيلاطس، ثم هيرودس ثم بيلاطس مرة أخرى وجلد السيد المسيح، ثم صلبه وموته ودفنه ثم سبت النور وأحد القيامة.
وقد ذكره المقريزي، أن النور يظهر في قبر السيد المسيح بالقدس في ليلة العيد ويضئ منه الناس الشمع، أما باقي يوم الجمعة وليلة ونهار السبت وليلة الأحد ظل السيد المسيح مدفون داخل القبر وفي ذلك الوقت كان ينزل إلى الجحيم ليُخلص الذين ماتوا على رجاء مجئ المسيا والقيامة.