لن تكون هناك اجوبة.. بقلم دكتور فرنسيس رزق
بقلم دكتور فرنسيس رزق – السويدعندما تَفعل الاعراف والشرائع ( الدينية ) في اوساط المجتمعات التي لم تصل الي محو العامية والامية ( الحقوقية البسيطة والوعي السياسي البسيط ) تصبح القوانين هشه لانه يصعب تطبيقها وهنا تقع الدوله بين مطرقة القانون وسنديان العواطف الشعبوية والعقائد التشريعيه. وهنا تضيع الاجوبة علي كل سؤال حقيقي في الامور التي تتعلق بالتجانس الاجتماعي بين عقائد مختلفة
انني اعجب لمثل هذا التجانس الرهيب بين عشرات العقائد والقوميات في امريكا واروبا ، ولكنني دائما اجد اجابة لهذا العجب وهو ان الجميع يقع تحت مظلة واحده وهي مظلة دستور حر وقانون لا تحكمة او تصيغه شريعه معينة. وكل فرد له الحرية ان يعيش حسب شريعته بشرط ان لا تصادم القانون والدستور والذي لا يقبل الجمع بين الاثنين في حالة التصادم ، فمثلا لا يسمح لرجل ان يجمع بين اكثر من زوجه لان هذا ضد حقوق المراة وان أصطدم مع بعض الشرائع. ولا يسمح بزواج القصر من الصبية والفتيات ويجرم التغرير بهم او حتي معاملتهم ضد القانون ولو من الوالدين.
لذلك ظاهرة القبطيات ( تحت مسمي الاختفاء ) هي ظاهرة سياسية حقوقية في المقام الاول والاخير.
وللاسف هي ظاهرة قد يستغلها ( بسبب عدم تفعيل القانون ) اي فريق كما يحلو له.
فالاقباط يشعرون بعدم الامان وقد يظنون ان هناك مخططا لضربهم واذلالهم من هذا الفريق او من الاخر او من الاثنين.
والاخوان يستغلونه كرتا ليلعبوا مع الدوله لعبه الفتنة وشق الشعب المصري.
والمتربصون يجدونها نارا تحتاج الي زيتا اجنبيا طويل المدي حتي لا تنطفئ هذه النار قبل ان تاكل الاخضر واليابس، فالمتربصون لا يعرفوا اليأس في تحقيق اهدافهم ولديهم من الخطط ( من الالف حتي ما بعد الياء ).
لذلك سوف لا نجد اجوبه ( علي الرغم انها معروفه لمن يقومون علي هذا الامر ) علي جميع الاسئله
لماذا القبطيات ؟ ولماذا الان ؟ ومن هم الذين يجهزون عمليه الاستقطاب ؟ وكيف يتم اختيارهن ؟ وهل يتعلمون الاسلام قبل الشهادة ؟ وما دور الازهر ؟ ومن من الاخرين لهم ادوار ؟ من يمول العمليات ؟ من يصور وينشر ؟ هل هناك ايادي لمخابرات اجنبية ؟ وان كانت الظاهرة تهدد امن مصر ماذا نفعل ؟ هل فكرنا في المادة الثانية من الدستور ؟ خانة الديانة ؟ مناهج التعليم ؟
صدقوني انني اتفهم الشباب والجهات التي تأسلم الاقباط لانها تري ان في هذا الامر جهادا لنشر الدعوة وان الاجواء مناسبه. نعم لان تكفير الاقباط والتحقير بهم متروكا بلا اي ضابط في الاعلام والكتب ومكبرات الصوت.
يكفي انهم يرون جامعة الازهر ولها ميزانية تتعدي عشرات المليارات من مال الشعب المصري كله وفيها تدرس مواد كامله ضد الكفار ويحرم علي المصري المسيحي دخولها.
فلا تنتظروا اجابه الان قبل ان يأتي الوقت المناسب للتغيير الذي بدأه الرجل الحكيم الذي يقود هذه البلد في ظروف قاسية كالاعصار المستديم ، فهو من يبني الكنيسة بعد ما كنا نحتاج تصريحا من الرئيس المؤمن السادات او مبارك شخصيا. وهو من يقول ويعمل علي الحرية الدينية رغم شراسة التيارات الدينية بكل انواعها وهو من يعيد علي الاقباط في كنيستهم كل عام ….. الخ.
الجمهورية الجديدة تعمل ولكنها تعمل في موروث عفن من المتعصبين ومهوسي الدين وخونه الوطن ، لذلك علي الاقباط ان يدركوا ان ظاهرة اختفاء الاقباط ما هي الا ظاهرة مقيته من الخونة واعداء مصر وعلينا ان نحاربها عن طريق وعينا وتوعية اجيالنا بعناية شديدة ولا داع ان نقحم الكنيسة فيها.
الثعالب والذئاب كثيرة ولكن الراعي عليه ان يكون ساهرا ومتيقظا وشجاعا والراعي هنا هو كل فرد فينا بلا اي استثناء
وعلينا بالحكمة حتي يأتي الوقت الذي يجيب علي كل اسئلتنا