تحتفل الكنيسة تلك الأسبوع بأحد المخلع من الصوم الكبير، ومعجزة هذا الرجل المخلع تعطينا رجاء جميل، وهو كيف يظل الإنسان بجانب البركة حتى ولو طالت الفترة ولم يشفى .. كيف نظل فى الكنيسة حتى ولو مازلنا بعد فى ضعفات…كيف لا نقطع رجاءنا من أنفسنا فى الشفاء .. كيف لا نتعامل مع أنفسنا على أننا سنظل هكذا ولن نتغير .
وكذلك نتعلم من المخلع إيمانه الذى لم يفقده طوال 38 عام ينتظر دون يأس أو تمرد على حاله، صبر المخلع وثقته فى الله الذى لم يتخلى عنه وجاء بنفسه ليكافأه على صبره طوال ال38 عام.
وتحدث موقع جريدة “وطنى” إلى مسئول الكنيسة حتى يشرح لنا جميع أبعاد الحكمة.
قال القس بسخرون سعد، كاهن كنيسة العذراء والقديس موريس بالعمرانية، أحد المخلع عمل الله مع النفس التى إستمرت لزمان طويل فى قيود الخطية لكنه هو يعطيها شفاء من عنده ورجاء من عنده، وفى قصة المخلع درس مفيد جدا وهو إنه لم يفقد رجاءه، تخيل إنسان يقيم بجانب البركة وفى كل مناسبة يأتى الملاك ويحرك الماء .. ويتسابق أقارب المرضى ويحملوا مرضاهم ويلقوهم فى البركة .. والذى يلقى أولا يشفى.
وتخيل كم مرة حاول المخلع أن ينزل البركة وكم مرة نال مرضى أمامه الشفاء وكم مرة نال مرضى لم يكن لهم زمن طويل فى المرض الشفاء أمام عينيه بينما هو عتيق فى المرض .. ثمانية وثلاثون سنه.
إنسان له بضعة أشهر أو سنة يشفى وهو له ثمانية وثلاثون سنة فى مرضه ولم يشفى بعد … مرضى حوله كثيرون شفوا وهو مازال فى مرضه … أيضا تخيل المرضى يجلس بجانبهم أقاربهم ليلقوهم فى البركة بينما هو تخلى عنه الكل لذلك أتى له ربنا يسوع خاصة فقال له أنه ليس لى إنسان .. وكأن ربنا يسوع يقول له أنا لن إنسانك .. أنا تجسدت من أجلك وأخذت طبيعتك من أجلك لكى أعينك أنا أتيت لأحملك .. وأنت معى لاتحتاج لأن أحملك ولا تحتاج لأن ألقيك فى البركة …. أنت معى ستشفى بكلمة ” قم أحمل سريرك وإمش “.
ولذلك نقول ان أحد المخلع اعطانا رجاء جميل فى أن نبقى بجوار البركة ولنا رجاء فى القادر ربنا يسوع المسيح ” رجاء من ليس له رجاء معين من ليس له معين عزاء صغيرى القلوب.
أحيانا فى حياتنا مع ربنا يسوع لا نعرف إن كنا نتقدم أم لا … نشفى أم لا … وأحيانا تأتى على الإنسان حروب يأس وفشل كثيرة جدا …لا…لننتبه أن اليأس هو من الإنسان والفشل من الذات … ومجرد أن تتكل عليه هو سيبتعد عنك الفشل ويطرد اليأس لأنك إتكلت عليه وهوقوته قوة لا بداية لها ولا نهاية
قد تأتى على الإنسان فترات ضعف وفترات إستهتار لكننا فى الكنيسة نقول له ” لاتقطع رجاءنا ياسيدى من رحمتك بل بفضلك خلصنا ”
لذلك يجب أن نظل بجانب البركة .. والبركة هى عمل الوحى القدس … البركة المطروح حولها كل المرضى ترمز الى الكنيسة … نحن كلنا مرضى بأ نواع أمراض كثيرة لكننا أتينا بجانب البركة لنشفى .. أتينا وجلسنا نقول له أنت رجاءنا وإن كان ليس لنا إنسان يلقينا فى البركة فأنت إنساننا وأنت معيننا وأنت هو الذى سيحملنا لأننا فقدنا القدرة على أن نحمل أنفسنا ولان كل من حولنا قد عجز فينا لكن انت يا رب عندك الحل … أنت رجاء من لا رجاء له .
لذلك يا أحبائى لنحذر اليأس من أنفسنا يقول معلمنا بولس الرسول ” مكتئبين لكن غير متضايقين مطروحين لكن ليس هالكين متحيرين لكن ليس يائسين مضطهدين لكن غير متروكين” ….ما هذا ؟ يقول بولس الرسول أنا لا أنكر أن هناك ضيقات وقد يأتى وقت أكتئب فيه … نعم فأنا إنسان ولى مشاعر وضعيف لكنى غير مطروح ولا هالك ولا متحير لانى واثق فيه هو واثق فى يمينه وذراعه وتدبيره
كل يوم يقف الإنسان امام الله مادام الله قد أعطاه صباح جديد وشمس جديدة إذاً هذه رأفة جديدة ورحمة جديدة وحب جديد ونعمة جديدة يعطيها الله لنا كل يوم جديد نقول له ” يارب إشرق فينا الحواس المضيئة والأفكار النورانية ولا تغطينا ظلمة الآلام “يارب كل يوم هو ملك لك أنت أنا أشعر ان كل يوم هو لك وانت قد اعطيتنى إياه … نحن نريد ان تكون حياتنا هى ملك لك أنت.
ونرى فى المخلع الجالس بجانب البركة .. جالس حتى وإن كان مطروح لكن غير يائس .. إن كان متحير لكن غير يائس .. إن كان مكتئب لكن غير متضايق يأتى ربنا يسوع ويقول كان يجب عليك أن تنتظر الملاك ليحرك الماء، ويجب أن تنزل الماء وأن أناس هم الذين ينزلوك للماء.
ويجب أن ندرك أن الله يريد أن يقول لنا قم إحمل سريرك وإمش .. وبعد أن تسود عليك الخطية أنت تسود عليها ..وبعد أن كانت الخطية تقيدك أنت تنتصر عليها بعد أن كانت الخطية تحملك صرت أنت تحملها.
الله يعطينا يا أحبائى فى هذه الأيام المقدسة المباركة أن ننفك من رباطات خطايانا وأن يكون لنا رجاء وقيام .