أراها منذ حداثتى.. حوار نادر للبابا كيرلس عقب ظهور العذراء بالزيتون
كان لافتًا غياب البابا كيرلس عن مؤتمر الكنيسة لتأكيد ظهور العذراء فوق كنيستها فى الزيتون.
ورغم أن البيان البابوى صدر بتوقيعه إلا أن أحاديث قد انتشرت بشأن الغياب الغامض للرجل عن المؤتمر الكبير، وإن لم يظهر البابا فى مثل هذا المؤتمر فمتى يظهر؟..
هذه وغيرها من التساؤلات يجيب عنها البابا هنا فى حوار له مع أخبار اليوم.
بعد أن فرغ من الصلاة وصعد من الكاتدرائية المرقسية الكبرى إلى قاعة استقبال الزوار الذين توافدوا لالتماس البركات، كان اللقاء مع قداسة البابا كيرلس السادس، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية فى الجمهورية العربية المتحدة والسودان وإثيوبيا وسائر إفريقيا وبعض بلدان آسيا وكندا.
وبدأ الحديث بهذه الأسئلة: الناس يريدون أن يعرفوا.. لماذا لم ترأسوا المؤتمر الصحفى الذى دعوتم إليه الصحفيين لإعلان البيان الخاص بظهور العذراء فى كنيسة الزيتون؟
لماذا لم توقعوا هذا البيان المطبوع.. لماذا لم تذهبوا لرؤية ظهور السيدة العذراء؟
ابتسم البابا.. الرجل الفارع الطول.. الذى يشع من عينيه الواسعتين نور الصلاح والتقوى.. ثم قال: سأرد بتعديل بسيط فى الترتيب.
لقد سمعت كثيرا مما قيل عن سبب عدم حضورى المؤتمر الصحفى، كما سمعت اعتراضات البعض على ما زعموا من عدم توقيعى على البيان الذى أصدرته بصحة الظهور.. كما تردد أمامى سؤال من كثيرين.. لماذا لم أذهب حتى الآن لرؤية عذراء الزيتون؟
وكل هذا من قبيل الأقاويل التى تروج فى مثل هذه الأحداث العظيمة المقدسة.. لأن ظهور أم النور أمر يفوق تفكير البشر.
وحقيقة الأمر هى:
أولًا – إننى أرى أم النور.. حمامة السلام.. السيدة الطاهرة مريم العذراء أم يسوع المسيح.. أراها منذ حداثتى.. أراها بالإيمان.. وقد لمست آثار عجائبها فى البيت الذى نشأت فيه.. فى شارع النيل بالإسكندرية.
كان ذلك عام 1910.. وظهرت فى بيت أسرتى بملابسها النورانية وتاجها المتلألئ.. ويومئذ وهبت الشفاء لمريض بالمنزل.
وكان لهذا الحادث أعظم الأثر فى نفس جميع أفراد أسرتى.. وفى نفسى..
وظلت صورتها مصدر إشعاع بالبركات فى بيت أسرتى.. واحتلت الإيمان فى نفوسنا.. فنشأ الجميع. ونشأت على هذا الحب لها.. ولم يبرح من أمامى هذا الحدث القدسى المبارك.
والآن.. وقد شهدت الملايين ظهور السيدة العذراء فوق كنيسة الزيتون.. وتناقلت الأنباء هذا الظهور من أقصى الأرض إلى أقصاها.. وشهد الشهود العدول بهذا الظهور العجيب.. وعلى هذه الصورة الفريدة التى لم يسبق ظهورها بها فى أى مكان من الأرض.. فإننا نسجد لله مسبحين بحمده على عنايته بنا.. وإظهار آياته التى تبعث الطمأنينة فى القلوب، وتوثق أواصر الإيمان فى قلوبنا.
ثانيًا – أما عقد المؤتمر الصحفى.. فقد كان بناء على إرشادى.. وبعد بحث وتروٍ استمر شهرًا وثلاثة أيام.. وأصدرت بيانًا بالحقائق التى جمعناها عن هذا الظهور المقدس.. ووقعته وأمرت بطبعه وتوزيعه.. وانتدبت ثلاثة من الآباء الأساقفة لينوبوا عنى فى حضور المؤتمر.
وقد زودت هؤلاء الإخوة الأساقفة بالتوجيهات اللازمة للرد على الأسئلة التى وجهها الصحفيون.. وكانت ردودهم معبرة كل التعبير عما أعتقد وأرى وأؤمن.
والبيان الذى وزع فى المؤتمر هو نتيجة بحث اللجان المختلفة برئاستى.. وقد وقعت على أصل هذا البيان المحفوظ الآن فى ملفات البطريركية. وليس من المألوف أن أوقع على كل نسخة مطبوعة.. يكفى أنها صادرة من المقر البابوى.
ثالثًا – أما زيارتى للكنيسة.. فلها ترتيب خاص.. ولسوف أتوجه إليها فى الوقت الذى يختاره الله، لأؤدى فيها فروض الصلاة كعادتى المتبعة فى جميع الكنائس.. وسيكون ذلك يوم يتم تنفيذ المشروعات التى يقوم بها المهندسون الآن لبناء مقصورة خاصة.. فى المكان المواجه للظهور المقدس الذى تم وتأكد.. سيكون ذهابى إلى هذا المكان القدسى بعد أن يؤمن بهذه المعجزة كل الناس.. لقد أردت ألا يقال إننى أوحى للناس بأن يفعلوا طبق ما أفعل.. ولذلك تركتهم يتأكدون بأنفسهم.. حتى إذا ما استقر الأمر وآمنوا ذهبت لتدشين المنشآت الجديدة التى ستتم قريبًا بإذن الله.
– وما تعليق غبطتكم على ظهور السيدة العذراء؟
فأجاب البابا: إن ظهور الملائكة والقديسين للناس ثابت فى الكتاب المقدس..
– هل تتوقع غبطتكم أن يعاود طيف السيدة العذراء الظهور؟
فأجاب: سبحان العالم.. وهى لم تظهر فقط بشكل طيف.. فقد ظهرت بشكل طيف كأنه جسم سحابى واضح منير.. وأحيانًا ظهر نور عجيب فى القباب وخارجها.. وأحيانًا بشكل جسم كامل مضىء.. وأحيانًا ظهر حمام نورانى يضىء السماء ويبهر المناظر.. لقد اتفق الناس فى وصف هذه المناظر.. ولسنا نعلم متى ينتهى هذا الظهور.
– يقال إنه لم يحدث أثناء حياة السيدة العذراء على الأرض أن قامت بمعجزات.. فلماذا تقوم روحها الآن بمعجزات شفاء؟
– ذكر التاريخ عن السيدة العذراء صلاتها عن متياس الرسول حين كان مسجونًا ومقيدًا بسلاسل.. فانفكت السلاسل عنه وخرج من السجن.. من قال إنها لم تعمل معجزات فى حياتها؟ هذه معجزة ثابتة.. كل ما هناك أنها لم تكن مبشرة.
يفسر البعض الحمام الذى يظهر مع طيف السيدة العذراء بأنها تتنقل فى البلاد تبشر بالمسيحية بل بقيت فى أورشليم، ويقوم على الاهتمام بهذه المعجزة، ولا شك غيرها.
أما بعد صعودها إلى السماء فهى بهدوئها أيضًا وطريقتها الوديعة تعمل المعجزات والرب يتمجد فى قديسيه.
وحدثت أعجوبة أخرى عندما حمل التلاميذ جسد السيدة العذراء متوجهين لدفنه.. فتصدى لهم يهودى يريد أن يمنع دفنه فى المكان الذى أعده التلاميذ.. وعندما رفع يديه ليغير سير الموكب تعلقت يداه فى الصندوق ويبستا.. فأخذ التلاميذ والحاضرون يبكون إلى الله متشفعين بالسيدة العذراء فرجعت يداه تتحركان مرة أخرى.
– فما رأى غبطتكم فى هذا التعليل؟
فأجاب البابا: الملائكة كثيرا ما كانت تظهر فى العهد القديم والجديد بشكلها النورانى الطبيعى.. مثل بشارة الملاك للسيدة حنة.. يبشرها بميلاد السيدة العذراء وظهور الملاك للعذراء يبشرها بميلاد المسيح.
ولم يحدث قط أن غيرت الملائكة أشكالها إلى أشكال حمام أو خلافه.. ولكن حدث فى العهد الجديد عندما تقدم يسوع من يوحنا المعمدان يطلب منه أن يعمده.. ولما اعتمده يسوع صعد للوقت من الماء.. وإذا السماوات قد انفتحت له ورأى روح الله نازلًا مثل حمامة وأتت عليه.