الرئيسيةكندا اليومالبابا فرنسيس يقدّم الاعتذار لسكان كندا الأصليين

البابا فرنسيس يقدّم الاعتذار لسكان كندا الأصليين



قدّم البابا فرنسيس اعتذاره لسكان كندا الأصليين عن سوء المعاملة التي تعرضوا لها من قبل أعضاء في الكنيسة الكاثوليكية. وحصل ذلك اليوم خلال لقاء في الفاتيكان بينه وبين وفود تمثلهم.أريد أن أقول لكم، من كلّ قلبي، إنّي آسف جداًنقلا عن البابا فرنسيس لوفد من سكان كندا الأصليين
وأضاف البابا فرنسيس أنه، عندما كان يصغي إلى أصوات أعضاء وفود السكان الأصليين الذين اجتمع بهم هذا الأسبوع وهم يروون له قصصهم، شعر ’’بحزن عميق لقصص المعاناة والبلايا والتمييز ومختلف أشكال الإساءة التي عانى منها بعضهم، وتقريباً بشكل خاص في المدارس الداخلية‘‘.
’’كل هذا جعلني أشعر بقوة بأمريْن: الغضب والعار‘‘، كرّر رئيس الكنيسة الكاثوليكية أمام ممثلين عن سكان كندا الأصليين.

دافيد سركواك، وهو من شعب الإنويت، يعزف على الطبلة أمام البابا فرنسيس اليوم في الفاتيكان.الصورة: Corey Hobbsوأضاف البابا فرنسيس في كلمته أنه تأثر كثيراً بالحكمة التقليدية التي سمعها خلال الاجتماعات الثلاثة المنفصلة هذا الأسبوع، مع وفود الخلاسيين (Métis) والإنويت والأُمم الأُوَل على التوالي، والتي تمحورت حول مأساة المدارس الداخلية للسكان الأصليين في كندا.
’’صورة جميلة كانت تعود باستمرار. لقد شبّهتم أنفسكم بأغصان شجرة. كتلك الفروع التي قمتم بمدّها في اتجاهات مختلفة، مررتم بأزمنة وفصول مختلفة وهزّتكم رياح عاتية. ومع ذلك بقيتم راسخين بقوة في جذوركم التي حافظتم على قوتها‘‘، قال البابا لأعضاء الوفود الثلاثة.
وتابع البابا فرنسيس قائلاً إنّ ’’هذه الشجرة الغنية بالثمار شهدت مأساة‘‘ وصفها السكان الأصليون في الأيام الأخيرة: ’’مأساة الاقتلاع‘‘.
ونتيجة لذلك، أكّد البابا، ’’تمّ إلحاق ضرر كبير بهويتكم وثقافتكم. تمّ فصل العديد من الأُسر. وقع المجتمع المحلي وعدد كبير من الأطفال ضحية هذه المحاولات الهادفة لفرض تجانس يستند إلى فكرة مفادها أنّ التقدم يأتي من خلال الاستعمار الأيديولوجي‘‘.

رئيس وفد الأمم الأُوَل إلى الفاتيكان جيرالد أنطوان واقفاً في ساحة القديس بطرس.الصورة: Radio-Canada / Marie-Laure Josselin كما أكد البابا أنه سيأتي إلى كندا، دون أن يحدّد متى بالضبط، لكنه قال ’’ليس في الشتاء‘‘، بنبرة دعابة.
إلّا أنّه ألمح إلى الفترة المحيطة بعيد سانت آن (القديسة حنّة) الموافق في 26 تموز (يوليو). وهذا عيد هام للأمم الأوَل، لا سيما بالنسبة لشعب الإينّو (Innu) الذين يجتمع أفراده في هذه المناسبة في مدينة سانت آن دو بوبريه (Sainte-Anne-de Beaupré) قرب كيبيك العاصمة، حتى أنهم أقاموا مخيماً تقليدياً هناك.

هذه السنة أود أن أكون معكم خلال هذه الأيامنقلا عن البابا فرنسيس عن عيد سانت آن

وأعرب أعضاء وفود السكان الأصليين عن رغبتهم في المشاركة في التخطيط لهذه الرحلة التي سيقوم بها البابا إلى كندا.
’’نريد أن نكون شركاء فاعلين في التخطيط ولكن أيضاً في اختيار المواقع والأماكن التي سيزورها البابا. لماذا؟ لأنه بيتنا‘‘، قال رئيس وفد الأمم الأُوَل إلى الفاتيكان جيرالد أنطوان، مضيفاً أنه إذا لم يكن الأمر كذلك ’’فسيكون مخيباً للآمال‘‘.
تكبير الصورة (نافذة جديدة)بريانا ليزوت، فتاة من شعب الخلاسيين (Métis)، عزفت على الكمان أمام البابا في الفاتيكان.الصورة: Radio-Canada / Marie-Laure Josselinوحضر الجلسة العامة مع البابا فرنسيس اليوم نحوٌ من 200 شخص، غالبيتهم الساحقة من الكنديين من أفراد الأمم الأُوَل والخلاسيين وشعب الإنويت.
وعُقدت جلسة اليوم في ’’صالة كليمانتينا‘‘، إحدى قاعات القصر الرسولي، الواقعة بجوار كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان. ويستخدم البابا هذه الصالة لعقد اجتماعات ذات أهمية خاصة، كالاجتماع بأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمَد لدى الكرسي الرسولي.
ونُفِّذت عروض قرع طبول إنويت ورقص وعزف على الكمان، بالإضافة إلى توزيع الهدايا. وسُلِّمت للبابا رسائل تحتوي على شهادات.
ومباشرة قبل لقائها البابا قالت بريانا ليزوت، وهي من الخلاسيين (Métis)، إنها كانت متوترة ومتحمسة لأنها ستعزف على الكمان أمام البابا. ’’سأتخيل أسلافي وعائلتي يلعبون معي‘‘، قالت ليزوت.
(نقلاً عن تقرير لماري لور جوسلان على موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

Most Popular

Recent Comments