هل أنت جائع حقا؟ وهل تريد الأكل لأن جسمك يحتاج الطعام حقا أم لسبب نفسي؟ وكيف تتعرف على الجوع الحقيقي؟ الإجابات في هذا التقرير.
قالت الكاتبة ماريغريس تايلور في مقال في موقع “ويت وتشرز” (Weightwatchers) إننا غالبًا ما نتناول الطعام بدافع العادة، فإذا كنت تميل إلى تناول وجبة خفيفة أثناء مشاهدة التلفزيون أو الأفلام، فيمكنك تناول الفشار دون حتى التفكير في الأمر.
وكما يقول الدكتور ستيفان جوينيت مؤلف كتاب “الدماغ الجائع”، فإن “جزءا من شهيتك يأتي من الجوع الجسدي، إذ يحتاج جسمك بالفعل الطاقة”، “لكن بعض جوانب الشهية يمكن أن تأتي من التفكير في أن كعكة الشوكولا تبدو رائعة حقا”.
بالطبع، فإن تناول الطعام عندما تكون جائعا بالفعل يعطي جسمك الطاقة للحركة خلال اليوم. إنه نوع آخر من الأكل يضمن عمليا أنك ستأخذ سعرات حرارية إضافية لا تحتاجها بالفعل.
إذن، كيف يمكنك معرفة الفرق؟ لحسن الحظ، فإن الأمر أسهل. إليك ما تحتاج إلى معرفته عن شهيتك، وكيفية فك رموز الإشارات المربكة التي يمكن أن ترسلها في بعض الأحيان.
لماذا نأكل عندما لا نكون جائعين؟
تتلخص الإجابة في علم الأحياء. فللوقاية من الجوع، يشتاق البشر إلى مصادر مركزة من الدهون والسكر والبروتين والنشا، فتناول هذه الأشياء لا يملأ بطوننا فحسب، بل تعمل هذه الأطعمة أيضًا على تحفيز الدماغ لإفراز هرمون الدوبامين، مما يُشعرنا بالرضا ويجعلنا سعداء.
ويوضح جوينيت “بغض النظر عما إذا كنت ممتلئا ولديك بالفعل ما يكفي من الدهون في الجسم، فأنت لا تزال تجد هذه الأطعمة مغرية”.
الحالة العاطفية
نظريا، أنت تعلم أن تناول الطعام عندما لا تكون جائعا يمكن أن يعيق عملية إنقاص الوزن. ولكن ما إذا كنت قادرا بالفعل أو غير قادر على تجاوز تلك الأطعمة المغرية فإن ذلك يعتمد غالبا على مجموعة من العوامل. مثلا، حالتك العاطفية: نظرا لأن الأطعمة اللذيذة تحسّن المزاج، فإن تناولها يمكن أن يخفف مؤقتا من مشاعر الحزن أو التوتر.
هذا ليس كل شيء. فنحن غالبا ما نكون مدفوعين لتناول الطعام بدافع العادة. وإذا كنت تميل إلى تناول وجبة خفيفة أثناء مشاهدة التلفزيون أو الأفلام، فيمكنك تناول الفشار دون حتى التفكير في الأمر. وفي أحيان أخرى، تكون الأشياء المغرية موجودة، ويقول جوينيت “الراحة قوية جدا جدا”، ويضيف “ليس عليك حقا أن تكون جائعا لأخذ حفنة من رقائق البطاطس وأنت تمر من أمامها”.
التعرف على الجوع الحقيقي
هناك الكثير من الأشياء السيئة التي يمكن أن تدفعك إلى وضع الطعام في فمك. إذن، كيف يمكنك معرفة ما إذا كانت شريحة البيتزا هذه تبدو جيدة جدا لأن خزان الوقود لديك ينفد أو لسبب مختلف تماما؟
أولا، تناغم مع جسدك. فالجوع الجسدي مصحوب بأحاسيس جسدية يصعب الإفلات منها. قد تشعر بمعدتك فارغة أو تبدأ في إصدار أصوات، في حين أن طاقتك قد تكون منخفضة بعض الشيء. وكلما طالت المدة منذ آخر وجبة لك، ازدادت هذه الإشارات قوة، كما تقول الدكتورة سوزان ألبيرز مؤلفة كتاب “الأكل كيو.. أطلق العنان لقوة إنقاص الوزن بالذكاء العاطفي”.
ثانيا، عليك ملاحظة الأطعمة التي تثير اهتمامك أيضا. وعندما تكون جائعا، فإنه حتى الأطعمة البسيطة والصحية مثل التفاح أو اللوز النيئ غير المملح ستبدو جذابة. ولكن إذا كان مزاجك مشدودا لشيء محدد فقط -مثل رقائق البطاطس المشوية أو قطعة حلوى- فمن المحتمل أن تكون رغبتك في تناول الطعام نابعة من شيء آخر.
جهز نفسك للنجاح
إن قدرتك على معرفة متى تكون جائعا حقا تساعدك على تجنب تناول الطعام لأسباب أخرى. لكن إجراء بعض التغييرات البسيطة يمكن أن يساعدك على منع حدوث المزيد من هذه المواقف المربكة في المقام الأول. ويقول جوينيت “إذا قمت بتعديل بيئتك بحيث لا تقدم إشارات غذائية سهلة ومغرية، فلن تضطر إلى مقاومة دوافعك بالقدر نفسه”.
إحدى الطرق للقيام بذلك هي عن طريق جعل الوصول إلى الأطعمة المغرية أكثر صعوبة. فعلى سبيل المثال، إخفاء الوجبات الخفيفة بعيدا في الجزء الخلفي من المخزن، بدلا من إبقائها على المنضدة حيث يسهل أخذها دون تفكير، أو حتى عدم وجودها على الإطلاق.
يقول جوينيت “إذا كان عقلك يعرف أنه سيتعين عليك الذهاب إلى متجر البقالة للحصول على المثلجات (الآيس كريم)، فمن الأسهل مقاومته، وربما لا تكون لديك الرغبة الشديدة فيه”.
لذلك في المرة القادمة التي تعتقد فيها أنك جائع، قم بإجراء الفحص التالي واسأل نفسك:
هل أشعر بأحاسيس جسدية، مثل قرقرة البطن والطاقة المنخفضة؟ إذا كان الجواب لا، فعلى الأرجح أنت لست جائعا.
ما الشيء الذي أنا على وشك أن أضعه في فمي؟ مثلا تفاحة أم قطعة شوكولاتة؟
هل سأظل جائعا وسآكل حتى إذا كان هذا الشيء تفاحة؟ إذا كان الجواب لا، وأنت تريد أكل قطعة الشوكواتة فقط، فعلى الأرجح أنت لست جائعا.
كيف تشعر؟.. حزين، مكتئب، متوتر.. المشاعر النفسية قد تشير إلى أنك تريد أن تأكل لتعويض ألم عاطفي وليس لأنك جائع.
وعبر الإجابة على هذه الأسئلة ستعرف هل أنت فعلا جائع أم ستضيف سعرات حرارية إضافية إلى جسمك دون فائدة؟