الرئيسيةالطب والصحةتبييض الأسنان.. هل آمن للصحة؟

تبييض الأسنان.. هل آمن للصحة؟



هناك عدة طرق لتبييض الأسنان، لكنها غالبا ما تسبب تلف المينا، لذلك لابد من توخي الحذر عند استعمال بعض العلاجات المنزلية، وينبه أطباء الأسنان بانتظام إلى خطورتها.
وتقول الكاتبة سيسيل تيبير، في تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إنه يوجد عدد كبير من منتجات تبييض الأسنان المتوفرة على الإنترنت وفي المحلات التجارية والصيدليات، في حين يُفضل البعض اعتماد الطرق المنزلية لتبييض الأسنان باستخدام المنتجات الطبيعية، فأيها أفضل وأكثر أمنا؟
أوضح الطبيب المختص في جراحة الأسنان الدكتور كريستوف ليكار أن تصبغ الأسنان الخارجي يكون ناتجا عن رواسب القهوة والشاي والتبغ، وجميع المواد التي تحتوي على العفص، وتؤدي إلى تغير لون الأسنان.
ويمكن إزالة هذه الرواسب من خلال التنظيف العميق للأسنان وتلميعها في عيادة طبيب الأسنان، ويضيف الدكتور ليكار أنه يمكن الحد من هذه الرواسب باستخدام فرشاة أسنان كهربائية ومعاجين الأسنان المبيضة التي تحتوي على بيكربونات مسحوقة متناهية الصغر لتجنب التأثير الكاشط، ويُنصح أيضا بشرب كوب من الماء بعد تناول مشروب يحتوي على العفص.
علاجات طبيعية يجب تجنبها
لابد من توخي الحذر عند استعمال بعض العلاجات المنزلية لتبييض الأسنان، مثل عصير الليمون والفحم ومسحوق البيكربونات التي يُروّج لها عادة على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما ينبه أطباء الأسنان بانتظام إلى خطورتها، أشار ليكار إلى أن عصير الليمون يزيل المعادن الأساسية من الأسنان ويمنحها مظهرا طباشيريا ويسبب تآكل المينا، وعند إضافة البيكربونات إليه فإنه يؤدي إلى ترقق مينا الأسنان وظهور عاجها.
وأقر طبيب الأسنان بأن استخدام بيكربونات الصوديوم مرة في الشهر كحد أقصى يُبيّض الأسنان، محذرا من الإفراط في ذلك بسبب التأثير الكاشط لحبات البيكربونات التي تضر بمينا الأسنان، كما نبه إلى أن الكربون “يصقل” سطح الأسنان ويزيل عنها المواد الواقية ويجعل ترميم المينا مستحيلا.
مع تقدم العمر، تصفر الأسنان حتى لو كنت لا تشرب القهوة أو الشاي ولا تدخن، وذلك يعود إلى تآكل مينا الأسنان وترققها بمرور الوقت وظهور العاج، وهو مادة صفراء اللون. وحتى تستعيد الأسنان بياضها، لا يوجد سوى منتج واحد فعال وهو المواد الهلامية القائمة على بيروكسيد الهيدروجين.
بيروكسيد الهيدروجين
في هذه الحالة، يقوم طبيب الأسنان بتثبيت أقواس الأسنان من أجل صنع مزاريب مخصصة، ثم يضع مادة تحتوي على بيروكسيد الهيدروجين. وحسب الدكتور ليكار “يخترق هذا الجزء الأسنان ويفتت الأصباغ الملونة التي تغطي سطحها مما يجعل السن أكثر بياضا”.
بعد ذلك، يُتم المريض باقي مراحل العلاج في المنزل، حيث يجب ارتداء المزاريب 3 ساعات على الأقل في اليوم لمدة أسبوعين، ومن الأفضل أن يكون ذلك في الليل. وأشار المختص في جراحة الأسنان إلى أن بيروكسيد الهيدروجين يكون فعالا فقط على الأسنان الطبيعية، وهذا يعني أنه إذا كانت إحدى أسنانك من السيراميك أو خضعت لعملية إعادة ترميم بالراتنج، فإنه عليك توخي الحذر.
يتمثل التأثير السلبي الوحيد المحتمل لهذا العلاج في فرط حساسية الأسنان بشكل مؤقت، وحسب الأخصائي “يختفي هذا التأثير نهاية العلاج”. علما بأنه لا يمكن استخدام بيروكسيد الهيدروجين مع الحوامل أو الأطفال دون 18 سنة، وأضاف “لا يمكننا تبييض الأسنان إذا كان المريض يعاني من التهاب في اللثة لأن بيروكسيد الهيدروجين قد يزيد الأمر سوءا، وإذا كان يعاني من تسوس الأسنان فيجب معالجتها أولا لأن بيروكسيد الهيدروجين يمكن أن يؤدي إلى نخر السن”.
مع تقدم العمر تصفر الأسنان حتى لو كنت لا تشرب القهوة أو الشاي ولا تدخن (غيتي)
جهاز تبييض الأسنان.. آمن؟
رغم أن العلاج باستعمال “جهاز تبييض الأسنان” ليس محفوفا بالمخاطر نظرا لانخفاض تركيز بيروكسيد الهيدروجين المستخدم، فإنه خيار غير موصى به من قبل المتخصصين. وينصح الدكتور ليكار بضرورة زيارة الطبيب قبل تبييض الأسنان باستخدام بيروكسيد الهيدروجين، بغض النظر عن المكان أو الطريقة التي يتم بها ذلك.
يفتقر جهاز تبييض الأسنان إلى الكفاءة. وفي مقابلة نُشرت عام 2017، أوضحت الدكتورة آن لو غوف المختصة في جراحة الأسنان بمستشفى جامعة رين أن “النتيجة التي يقدمها الجهاز لا تكون دائمة ولا يستمر مفعول التبييض سوى لبضع ساعات فقط. في المقابل، تدوم نتيجة العلاج الذي يجريه طبيب الأسنان عدة سنوات” مؤكدة أن “بعض المرضى لا يعودون لزيارتنا لمدة 5 أو 10 سنوات بعد إجراء هذه العملية”.
ويشير الدكتور ليكار إلى أن المنتجات التي تعتمد على بيروكسيد الهيدروجين ليست فعالة ضد التصبغ الذي تسببه عائلة من المضادات الحيوية تسمى التتراسيكلين.
ومن الأفضل تجنب تبييض أسنانك بمفردك في المنزل باستخدام بيروكسيد الهيدروجين خاصة عن طريق المنتجات المتوفرة على الإنترنت لأن تركيز هذه المادة لا يستجيب للشروط الصحية. وفي هذه الحالة، يمكن أن يصاب الشخص بحساسية مفرطة في لب السن، أو يحصل على نتيجة مخيبة للآمال. كما أن المزاريب التي تُباع على الإنترنت ليست مصممة على القياس، مما يعني أن المنتج يمكن أن يفيض على اللثة ويؤذيها.

Most Popular

Recent Comments