تختلف اساليب وطقوس الإحتفال بعيد إرتفاع الصليب بين الشعوب المسيحية في العالم فبعضهم يكتفي بالصلوات الطقسية داخل الكنائس وبعضهم يقيم إحتفالات كبري في الميادين الكبرى والبعض يشعل بخورا وسوف نتناول في هذا التقرير جانب من إحتفالات بعض الشعوب المسيحية حول العالم.
*إحتفالات الشعب الإثيوبي
تعد إحتفالات الشعب الإثيوبي المسيحي من أكبر إحتفالات عيد إرتفاع الصليب والتي يعدها الإثيوبيون مناسبة دينية ووطنية في آن واحد.
حيث يتم عمل مهرجان كبير بميدان الصليب بوسط العاصمة “أديس أبابا” وذلك بحضور حشود شعبية ورسمية.
وتقوم الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، بإشعال “داميرا” من الحطب والعصي الصغيرة والقش في عشية عيد الصليب، المعروف محلياً بـ”مسقل”، بمشاركة بابا الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية والوفود الرسمية.
يشارك في الإحتفال أكثر من 500 ألف شخص من داخل البلاد وخارجها سنوياً.
ويتضمن الاحتفال الرئيسي العديد من الفقرات والصلوات والطقوس والعادات الدينية الخاصة بهذا العيد، حيث يقوم الكهنة الذين يرتدون الملابس المنقوشة بحمل الصليب الفضي والمشاعل ويرددون الترانيم والأناشيد الروحية، بينما على الطرف الآخر يرتدي طلاب مدارس الأحد الملابس الإثيوبية التقليدية البيضاء حاملين رايات بها العلم الإثيوبي والصليب.
ويقدمون عروضا فنية تتخللتها أناشيد وترانيم دينية يلهبون بها حماس الجماهير المحتشدة بهذه المناسبة.
وكان يتخلل الاحتفال عروضا موسيقية من الشرطة الفيدرالية في مشاركة رسمية إلى جانب الحضور الكبير من البعثات الدبلوماسية.
ويبدأ المسيحيون عيدهم بقداس، السبت، الذي يستمر حتى وقت متأخر من الليل ولا يعودون إلى منازلهم قبل الساعة الـ3 صباحاً، ويأكلون اللحوم بعد العودة.
ويُقبِل المسيحيون في هذا العيد على شراء الخراف والأبقار والدجاج.
*إحتفالات دير الصليب “حدشيت” لبنان
لعيد الصليب نكهة خاصة في بلدة حدشيت حيث قامت جمعية “حدشيت اكتيفيتيز” بصنع أطول مبخرة في العالم بطول 9 امتار، وأُنزلت المبخرة التي فيها البخور المتصاعد من مشارف بلدة حدشيت نزولا الى دير الصليب في الوادي المقدس، الذي يقع تحت البلدة بـ60 مترا وذلك في عام ٢٠١٨م.
وجاءت فكرة إعداد المبخرة بهدف ابقاء البخور متصاعداً من دير الصليب في وادي قنوبين حيث المحابس والاديرة التي سكنها النساك والبطاركة والقديسين .
وكان أهالي لبنان يقصدون وادي حدشيت وما زالوا يحتفلون في هذا المكان لإقامة القداسات في احدى المحابس او المزارات التي كان يسكنها النساك والرهبان.
* إحتفالات شعب مدينة معلولا بسوريا
يحتفل شعب معلولا ” شمال شرقي دمشق” بطريقة خاصة حيث يجتمعون ويترجلون نحو أديرة معلولا في مجموعات جماهيرية ويرتلون هتافات خاصة بالصليب. معلولا هي واحدة من أعرق المدن التاريخية التي تشتهر بوجود معالم مقدسة وقديمة يعود تاريخها للقرن العاشر قبل الميلاد.
كما تحتوي معلولا على معالم أثرية منها:
-دير القديسين ساركيس وباخوس الذي بني في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني
-دير مار تقلا التي تضم رفات القديسة تقلا والذي يتوافد عليه الزوار من حول العالم.