الرئيسيةأخبار الكنيسة“صليب المسيح”.. بعيون قادة الكنيسة الإنجيلية

“صليب المسيح”.. بعيون قادة الكنيسة الإنجيلية



يقول بولس الرسول “إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله” (1كو18:1)، ولا يوجد شخص مسيحي يختلف على العمل الخلاصي الذي أكمله السيد المسيح على عود الصليب، ويوضح لنا قادة الكنيسة الإنجيلية قوة وبركات الصليب في حياتنا وكذلك تعاليم الله للبشرية من خلال قصة موته على خشبة الصليب من خلال السطور التالية:
شكل ومعنى الصليب
قال القس رفعت فتحي، الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلي، ينظر البعض إلى الصليب كعلامة للمسيحية، يعلقونه على صدورهم، ويضعونه في بيوتهم، ويرسمونه على أجسادهم. وهذا أمر جيد؛ ولكنّ الصليب له معانى أكبر من ذلك بكثير. علينا أن نفرّق بين شكل الصليب ومعنى الصليب، ما الذي يعنيه الصليب بالنسبة لنا؟.
يعلمنا التضحية
وأضاف أن الصليب يقدّم أوضح صورة لمحبة الله للبشر، المحبة الباذلة المضحّية التي وصلت في المسيح إلى منتهاها. مبينا أنها محبة الله القدوس للبشر الخطاة، والتي رفع الله من خلالها البشر إلى أعلى درجة. مشيرا أن الصليب يقدّم لنا كيف تكون التضحية، وكيف يقدّم الله المتجسد جسده على الصليب من أجل البشر، الذين لا يستحقون هذه المحبة، فالإله غير المحدود يضحّي من أجل مَنْ هم متناهون في المحدودية. والصليب يقدّم لنا معنى أن يكون لنا هدف نسعى إلى تحقيقه، ورسالة تهون من أجلها كل التحديات والصعوبات التي نواجهها.
وتابع: إنّ الصليب هو خطة الله لخلاص البشر، والسمو بهم إلى أعلى الدرجات. إنه يعلّمنا كيف نحب محبة خالصة نقية، وكيف نضحي ونتألم من أجل إيماننا ورسالتنا، وكيف يكون لنا هدف أسمى نسعى إليه، ونحتمل من أجله. وأكمل: إنّ المسيح الذي صُلب على الصليب قد نقلنا من الموت إلى الحياة، وربطنا به برُبط المحبة الأبدية، وصيّرنا فيه خليقة جديدة. فلنفرح ولنبتهج بذلك الذي أحبنا وبذل نفسه لأجلنا
“أداة تعذيب وإعدام خشبية”
وفي نفس السياق شرح القس رفعت فكري، رئيس مجمع القاهرة الإنجيلي، أن الصليب هو أداة التعذيب والإعدام المصنوعة من عمود خشبي يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد، وقد تطور الصليب حتى أخذ الشكل المألوف في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبتا في طرفه الأعلى خشبة مستعرضة لتشد عليها يدا المصلوب وتسمر بها، وقد وردت كلمة الصليب 28 مرة في العهد الجديد، و فعل الصلب 46 مرة.
“بركات الصليب”
وعدد القس رفعت فكري بركات الصليب، فقال: إن الصليب صالح البشرية مع الله، ودخل الإنسان في علاقة جديدة مع الله، وبالصليب قدم المسيح الذبيحة الكاملة وفتح طريق السماء مرة واحدة وسيبقى مفتوحا إلى الأبد، وبالصليب تطهرنا وتقدسنا، وبالصليب سمر الإنسان العتيق، وبالصليب صار لنا ثقة بالدخول إلى الأقداس، وبالصليب نتمتع بشفاعة المسيح، وبصليب المسيح تحققت حاجتنا القصوى، موكدا أن الصليب هو طريقة الله في توحيد الألم مع الحب، فصليب المسيح هو فخر لنا.
“حل قاطع وشامل”
وأشار القس باسم بشرى، الأمين العام لمدارس سنودس النيل الإنجيلي، أن الله هو الذي أخذ على عاتقه إيجاد حل قاطع وشامل وأبدي لمشكلة الخطية؛ فكان الصليب هو الحل. فيقول بطرس في (1 بط 2 : 24 ) “الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم”.
“قوة الصليب”
وأوضح أن الصليب هو قوة الله للخلاص، فعلى الصليب جردت كل قوى الشر من سلاح، وعلى الصليب هزم يسوع الموت وكل قوة الشيطان، وعليه أظهر الله محبته الفائقة لنا، وأخذنا حكم البراءة من عقوبة خطايانا، ونلنا الحرية من سلطان الخطية وسلطان عدو الخير، وعلى الصليب نلنا قوة ننتصر بها على كل قوى الشر.
وأضاف أن الصليب أصبح أعظم أداة انتصار في العالم، لأننا به ننتصر على الخطية وعلى الشر وعلى ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس، لذلك هتف الرسول بولس في (1كو 1 : 18) “فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة لله” .

Most Popular

Recent Comments