تسعى كل أم جاهدة أن تربي أبنائها على الخلق والمبادئ، بل تعمل دائماً أن تثقل نفسها بقراءة كتب التربية الحديثة التي تعرف منها أراء المتخصصين في التعامل مع مشاكل الأبناء وتقويم سلوكهم ..فهل أيضا تسعى كل أم أن تذكر نفسها بأهم سير الأمهات التي ذكرهن الكتاب المقدس، وخصوصاً في عهده القديم؟ لتتعلم من قصص نجاحهن بل وإخفاقاتهن التنشئة السليمة لأبنائها؟..في هذا التقرير “وطني” تنشر أهم أمهات العهد القديم وتأثيرهن في تربية أبنائهن سواء بالسلب أو الإيجاب..
حواء
يعني اسم حواء أم كل حي، وهي أول أم في التاريخ، وهي أم هابيل البار ولكنها أيضاً أم قايين الذي قتل أخيه هابيل بسبب قبول الله لذبائح أخيه، وقد يرجع ارتكابه لهذه الحادثة إلى وجود روح انتقامية لديه بسبب شعوره بصغر النفس.
امرأة نوح:
من خلال قصة زوجها نوح _ بحسب ما رواها لنا الكتاب المقدس، يتضح إنها كانت زوجة مطيعة، وقد أنجبت سام و يافث الذين احترموا أبوهم، ولكن خرج منها أيضاً حام الذي أخد ابنه كنعان اللعنة.
سارة:
سارة هي زوجة إبراهيم أبو الآباء، وهي التي شهد لها الكتاب إنها من (النساء القديسات المتوكلات على الله)، وهي التي أنجبت إسحق ابن الموعد رغم شيخوخاتها، وإنقطاع الأمل في الإنجاب، ومن خلال قصتها يتضح عمل الله وصدق وعوده .
امرأة لوط:
امرأة لوط مثال سيء للأم، حيث أرتبط قلبها بالعالم و الأشياء التي في العالم، وهي لم تستطيع أن تربي بناتها بشكل سوي، ولم و تستطيع أن تفصلهم عن السلوكيات الشريرة التي في المجتمع حولهم، وقد ذكرها السيد المسيح، وحذر من خلال قصتها من النظر لمشتاهيات العالم ولا لمتعه، حيث قال “أذكروا امرأة لوط!”
رفقة:
رفقة هي التي ذكر عنها الكتاب المقدس أنها عزّت إسحق بعد موت سارة، ولكن من أهم ما ذكر عنها أنها وقعت في غلطة كبرى في التربية هي “التمييز”، حيث ميّزت في المحبة يعقوب عن عيسو، وكانت النتيجة إن عيسو بِعِد خالص عن خطة ربنا، بينما يعقوب خدع أبيه عشان ياخد البكورية.
راحيل
اسم رحيل يعني “المحبوبة”، التي عمل يعقوب من أجلها 14 سنة لكي يتجوّزها، وهي ولدت يوسف الرجل العظيم، والذي أمتاز بطاعته وعفته وتسامحه وحبه لعمله.
يوكابد:
يوكابد هي أم موسى الذي يعد أعظم أنبياء العهد القديم، وهي أم ائعة على كل المستويات، فلم تخشى من أمر فرعون وحاولت تحافظ على حياة ابنها، إلى أن وصل إلى قصر فرعون وهناك ربته وعلمته تعاليم الله، وعاشت معه لسنوات على أنها مرضعته ومربيته، وكذلك ربّت مريم بنتها على تحمّل المسئولية، لدرجة إنها كلّمت بنت فرعون لكي تصبح أمها يوكابد مرضعة لموسى، ومن الواضح أن يوكابد ربّت موسى تربية تقية لدرجة أن موسى ذكر ضمن أبطال الإيمان، حيث قال الكتاب المقدس عنه في العهد الجديد: “بالايمان موسى لما كبر ابى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلاً بالأحرى أن يُذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية”، وكذلك أنجبت يوكابد هارون، الذي أصبح رئيس كهنة العهد القديم .
أم شمشون:
كانت أم شمشون إمرأة تقية لكنها عاقر لم تلد، وعندما جاء ملاك الرب يبشّر بميلاد شمشون و يوصي بأنه نذير، أتى لها بمفردها، قبل ظهوره مرة ثانية لها ولزوجها منوح، وهي ربّت شمشون تربية صالحة، وحاولت كثيرا أن تنصحه و تحذّره من شهوته، ولكنه لم يسمع لها، إلى أن وِقِع تحت إيد الأعداء لكنه تاب في النهاية.
راحاب:
رحاب هي المرأة التي اتغيّرت حياتها 180 درجة، ولم تدخل إلى شعب الله فقط بل تجوّزت سلمون (ابن نحشون، كبير سبط يهوذا في هذا الوقت) و ابنها هو بوعز العظيم، أي أنها أصبحت جدة السيد المسيح.
نعمة
تعد نعمة من أعظم أمهات العهد القديم، رغم إنها ذهبت إلى أرض أممية، وتركت أورشليم وقت الجوع مع جوزها وأولادها إلا إنها اهتمت جداً في اختيار زوجات أولادها، وكانت مؤثرة جداً فيهم لدرجة إن بعدما مات أولادها، قرّرت ترجع أورشليم، أصرت راعوث إنها ترجع معاها واترك شعبها و آلهتها.
راعوث:
راعوث هي أممية ولكنها أصبحت من جدّات المسيح، وإخلاصها و عفّتها جعلوا بوعز العظيم يختارها زوجة له وأصبحت من جدّات داود النبي.
حنة:
حنة هي أم صموئيل التي كانت عاقرا لكنها تقية و مداومة على الصلاة، وربنا رزقها بابن فكرّسته لربنا طول حياته، حيث صلّت حنة صلاة و تسبحة رائعة تقرأ في سبت النور في سفر (صموئيل الأول 2)، وأهدت للبشرية نبي وقاضي عظيم في وقت كانت كلمة ربنا عزيزة جداً.
المرأة الشونمية:
المرأة الشونمية هي سيدة عظيمة، استضافت رجل الله إليشع وأكرمته مرات كثيرة، ولم تطلب منه شيء رغم أنها كانت عاقرا، لدرجة أن تلميذه جيحزي هو اللي نبّه إليشع إنها ليس لها أولاد، وبالفعل رزقت بولد و لكنه وهو صبي، أصابته حمّى ومات، لكن هذه الأم العظيمة تصرّفت بمنتهى الإيمان، أدخلت ابنها عليّة إليشع وأرسلت له، ولما جاء إليشع صلّت بإيمان، بالفعل أقام إليشع ابنها.
أم طوبيا:
في سفر طوبيا الإصحاح الخامس نسمع عن هذه الأم المؤمنة، عندما كانت الظروف المادية صعبة، خافت على ابنها من السفر، وقالت لا مانع أن نعيش حياة صعبة، بل المهم أن يكون ابني يكون في أمان، و لما طمّنها طوبيت وقال لها أن الله سيحفظه ..آمنت، و ظلت منتظرة عودته بإيمان ، فيقول عنها الكتاب المقدس “وأما حنة فكانت كل يوم تجلس عند الطريق على رأس الجبل حيث كانت تستطيع أن تنظر على بُعد”.