الرئيسيةأخبار الكنيسةكيف نصوم صوما مقبولا .. ماهي شروط و قواعد الصوم الكبير ؟!

كيف نصوم صوما مقبولا .. ماهي شروط و قواعد الصوم الكبير ؟!



بدأ الصوم الأربعيني المقدس (الصوم الكبير) منذ عدة أسابيع ونحن ندرك أن العديد من شعب الكنيسة يصوم الاصوام وينتظر قدومه
، لذلك يجب أن نبحث عن كيفية شكل الصوم الصحيح فى االمسيحية، يجب أن نتعرف أن الصوم ليس الانقطاع عن المأكولات الممنوعة فقط، فكيف يكون الصوم مقبول لدى الله.. ؟
لذلك تحدث موقع جريدة “وطنى” إلى كهنة الكنيسة لنجيب تساؤلات تدور فى ذهن القراء، ما الشكل الصحيح للصوم؟.. هل المسيحية تفرض شروط للصوم؟ .. ما وصية الأنبياء لفترة الصوم؟
_ بعض التصرفات تفسد الشكل الصحيح للصوم
قال القس ابرام جيد، كاهن كنيسة العذراء بعين شمس، كل صوم وكل تعب وكل عطيه من أجل الله هو صوم مقبول أمام الله ولكن هناك بعض التصرفات غير المقبولة والمرفوضة منه الناس التى تصوم خوف من الاخرين ولكسب مديحهم قال عنهم السيد المسيح في العظة على الجبل متى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكى يظهروا للناس صائمين
الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم واما انت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك لكى لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي فى الخفاء فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية (مت 6: 16-18)، لذلك الصوم الذى من اجل الناس ومديح الناس لا يقبل من عند الله .
صوم القديس الذى وقف امام الله يتباهى بفضائله ويقول : أصوم يومين فى الاسبوع وعشر جميع اموالى وليس يتباهى بفضائله فقط بل يدين الاخرين ( العشار) ولست مثل سائر الناس الظالمين الخاطئين وله مثل هذا العشار لذلك لم يتبرر القديس ولكن تبرر العشار .
أما الصوم المقبول دائما تسبقه توبة نقية ويحتاج الى اعمال رحمة ويحتاج الى عطاء ، والصوم المقبول يجب أن يكون من أجل اللهوهوة فترة امتلاء وشبع روحى من خلال الصلاة والتقرب من الله والكتاب المقدس والبعد عن الغضب ومحبة الآخرين .
ويشرح لنا إشعياء النبي عن الصوم المقبول والغير مقبول فى هذه الآية “يَسْأَلُونَ: مَا بَالُنَا صُمْنَا وَأَنْتَ لَمْ تُلاحِظْ، وَتَذَلَّلْنَا وَلَمْ تَحْفِلْ بِذَلِكَ؟ إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تَلْتَمِسُونَ مَسَرَّةَ أَنْفُسِكُمْ وَتُسَخِّرُونَ جَمِيعَ عُمَّالِكُمْ وَهَا أَنْتُمْ تَصُومُونَ لِكَيْ تَتَخَاصَمُوا وَتَتَشَاجَرُوا فَقَطْ، وَتَتَضَارَبُوا بِكَلِمَاتٍ أَثِيمَةٍ إِنَّ مِثْلَ صَوْمِكُمُ الْيَوْمَ لَا يَجْعَلُ أَصْوَاتَكُمْ مَسْمُوعَةً فِي الْعَلاءِ أَيَكُونُ الصَّوْمُ الَّذِي أَخْتَارُهُ فِي إِذْلالِ الْمَرْءِ نَفْسَهُ يَوْماً، أَوْ فِي إِحْنَاءِ رَأْسِهِ كَالْقَصَبَةِ، أَوِ افْتِرَاشِ الْمِسْحِ وَالرَّمَادِ؟ أَتَدْعُو هَذَا صَوْماً مَقْبُولاً لَدَى الرَّبِّ؟ أَلَيْسَ الصَّوْمُ الَّذِي أَخْتَارُه،ُ يَكُونُ فِي فَكِّ قُيُودِ الشَّرِّ، وَحَلِّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاقِ سَرَاحِ الْمُتَضَايِقِينَ، وَتَحْطِيمِ كُلِّ نِيرٍ؟ أَلا يَكُونُ فِي مُشَاطَرَةِ خُبْزِكَ مَعَ الْجَائِعِ، وَإِيْوَاءِ الْفَقِيرِ الْمُتَشَرِّدِ فِي بَيْتِكَ، وَكُسْوَةِ الْعُرْيَانِ الَّذِي تَلْتَقِيهِ، وَعَدَمِ التَّغَاضِي عَنْ قَرِيبِكَ الْبَائِسِ؟”( اش 58: 3-7).
ومما سبق يجب أن ندرك يا أحبائى أن المسيحية لا تفرض شروط للصوم ولا قواعد يجب السير عليها، بل تطالب فقط أن تصوم بقلبك وفكرك ليس فقط بانقطاعك على الطعام، الله اعطانا العديد من العطايا بدون مقابل ولن يفرض علينا شئ، بل يمد دائما يده لكى ينتشالنا من الخطايا والشر لذلك قبل أن تنقطع عن الطعام نقى قلبك وفكرك.
_ الحب الإيجابى والحب السلبي
ومن جانب آخر قال الراهب القس عزرا الأنبا بيشوي: الحب السلبي هو أن يقف الإنسان عند حد الحب فقط، ولا يفعل شئ لأجل هذا الحب، هو حب يقف عند الكلام فقط.
أما الحب الإيجابي، وهو الحب الذي يترجم فيه الإنسان مشاعره إلى شئ عملي محسوس، فهو الحب الذي قال عنه معلمنا يوحنا الإنجيلي(يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!)(١يو١٨:٣) .
فالكثيرون يتساؤلون، هل الصوم لازم لدخول الإنسان إلى الملكوت؟،هل الإنسان الذي لا يصوم سيكون مصيره الهلاك؟ بل إن البعض يعتبرون أن الأصوام التي مارسها بعض القديسين على أنها خيال أو نوع من التطرف الذي بلا فائدة، فمثلاً نسمع عن القديس العظيم الأنبا بيشوي أنه كان يأكل مرة كل ثلاثة أسابيع، والقديس الأنبا بولا الطموهي كان يأكل مرة كل أربعين يوم لدرجة أنه من شدة الصوم قد فارقت روحه جسده وأقامه الرب يسوع، وقيل عن القديس موسى الأسود أنه صار من النسك كخشبة محروقة، فلماذا هذا العناء؟ و هل الله يريد هذه الأصوام؟ هل بعض المأكولات الصيامي مثل الكفتة الصيامى أو البرجر الصيامى وغيرها ، تليق أم لا تليق؟ كل هذه التساؤلات تدل على أن الإنسان لم يصل إلى المعنى الحقيقي للصوم.
الصوم في معناه الحقيقي هو ترجمة لحب الله، أي أن الإنسان يترجم حبه إلى الله بالصوم، الصوم هو نوع من أنواع الحب الإيجابي، وبقدر حب الإنسان نحو الله تكون نوعية الصوم، فيوجد أشخاص قد ترجموا حبهم إلى الله إلى أعمال رحمة مثل المعلم ابراهيم الجوهري، ومنهم من ترجمه إلى صلاة وتسبيح مثل الآباء الرهبان، ومنهم من ترجمه إلى أصوام، ومنهم من ترجمه إلى حد أنه سفك دمه عن طيب خاطر لأجل اسم المسيح مثل الشهداء.وفي النهاية، كيف ستترجم حبك الى الله يا صديقي؟.

_ الصوم تدريب وغذاء للروح
وفى نفس السياق قال القس فيلوباتير زكى كاهن كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بالخصوص: الصوم تدريب وغذاء للروح وليس للجسد الصوم فترة للتقرب من الله والبعد عن الخطايا، الصوم ليس منع أنفسنا من أكل المأكولات المحرمة فقط، الصوم يجب أن يكون صوم عن الخطايا احفظ لسانى من قول الشر،أحفظ عيني من النظر إلى الخطية، أحفظ جسدي وحواسي من فعل الشر اتوب عن افعالى السابقة وأغير الحاضر بفعل الخير والرحمة وقبول الاخر، يجب ان تكون فترة الصوم فترة سلام نفسى وتقرب من الله بالصلاة ومحبة الآخرين والسماح، فكيف أكون صائم وانا احمل غضب وكره لأخى فهنا يكون صومى باطل بل حين صمت يجب أن أصفح عن من أخطأ إليا حتى يقبل الله صومى ويصفح.
الصوم انتعاش للروح بالتخلي عن الغضب والحقد والحسد ، وملء الروح بقراءة كلام الرب وحضور القدسات والتناول على استحقاق وحضور التسابيح والمواظبة على الاعتراف ومحبة الآخرين.
وكذلك يا أحبائي لا يجوز اكون صائم وملتزم بما سبق واجلس مع الآخرين ونتكلم بالسوء عن الغائبين ونظل نتحدث بالصدق أو بالكذب عن حياتهم الخاصة أو أفعالهم الخاطئة لذلك اجعل الصوم تدريب لحفظ لسانك من القيل والقال و يستوجب التخلي عن أفكار وهموم الحياة التى دائما تشغل تفكيرنا وتسيطر على هدوء النفس دع غدا فى يد الله وانظر من بعيد كيف سيغير الله حياتك دون تدخلك ألقى على الرب همك وهو يمحيه.
فى النهاية أجعل من الصوم فترة لتغيير حياتك للأفضل وأجل الله وحده يسيطر على جميع امورك.

Most Popular

Recent Comments