أعلن رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو اليوم من لاتفيا أنّ كندا تمدّد مشاركتها العسكرية في مهمة ’’رياشورانس‘‘ (’’إعادة التطمين‘‘ Operation REASSURANCE (نافذة جديدة)) لمنظمة حلف شمال الأطلسي (’’ناتو‘‘) وتعزّزها في هذه الدولة البلطيقية المحاذية لروسيا.وفي مؤتمر صحفي عقده في العاصمة اللاتفية ريغا مع رئيس الحكومة اللاتفية، أرتورس كريسجانيس كارينز، والأمين العام لحلف الـ’’ناتو‘‘، ينس ستولتنبرغ، ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أعلن ترودو أنّ كندا تجدد منذ الآن مشاركتها في المهمة.
وكان من المقرر أن تنتهي صلاحية تفويض نشر مئات الجنود الكنديين في لاتفيا في عام 2023، لكنّ حكومة ترودو مدّدت هذا التفويض إلى أجل غير مسمى ردّاً على الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا.
وفي ريغا شرح ترودو بأنّ الغزو الروسي لأوكرانيا غيّر الوضع وبرّر بشكل أكبر تواجد القوات الكندية في أوروبا في إطار مهام الـ’’ناتو‘‘.
جنود كنديون في مخيم أدازي قرب العاصمة اللاتفية ريغا (أرشيف).الصورة: (Stephanie Jenzer/CBC)كما أعلن ترودو عن نشر 130 جندياً كندياً إضافياً في لاتفيا قريباً، ما يرفع عدد الجنود الكنديين المنتشرين في هذه الدولة إلى 540 ويساهم في مساعدتها على تنظيم دفاعها ضد الأهداف التوسعية الروسية.
وعند سؤاله عن مخزونات الأسلحة التي ترسلها كندا إلى أوكرانيا من ترسانتها الوطنية، أجاب ترودو بأنّ هذه الأسلحة ’’هي في الوقت الراهن أكثر فائدة في أيدي الأوكرانيين‘‘ وأنّ حكومته ستضمن على أيّ حال تجديد الترسانة الوطنية بسرعة تبعاً لذلك.
وفي إطار جهود الردع لحلف الـ’’ناتو‘‘ في أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية تنشر كندا حالياً 240 بحاراً على متن الفرقاطة هاليفاكس، و540 جندياً في لاتفيا، بالإضافة إلى ست طائرات مقاتلة من طراز ’’سي أف – 18 هورنيت‘‘ (CF-18 Hornet) و135 من أفراد سلاح الجو الملكي الكندي.
وفي 26 كانون الثاني (يناير) الفائت مدّدت كندا مهمة ’’يونيفاير‘‘ (Operation UNIFIER (نافذة جديدة))، التي يقوم في إطارها جنود كنديون بتدريب جنود أوكرانيين على مدار السنة، ثلاثَ سنوات إضافية ووسّعت نطاقها استجابةً لطلب أوكرانيا بعد أن كان من المقرَّر أن تنتهي في آخر آذار (مارس) الحالي.
لكن مع ارتفاع التوتر على الحدود الروسية الأوكرانية جراء حشد روسيا قواتها هناك، قامت كندا بإخراج جنودها من أوكرانيا وأعادت نشرهم في بولندا.
جندي كندي أثناء التدريب في لاتفيا (أرشيف).الصورة: Avec la gracieuseté de l’OTANوفي 22 شباط (فبراير) أعلنت كندا أيضاً وضع حوالي 3.400 جندي في حالة تأهب كجزء من نشر محتمل لقوة الرد التابعة لحلف الـ’’ناتو‘‘ والمكونة من 40.000 جندي من دوله.
وتشارك كندا في جهود الردع التي يبذلها حلف الـ’’ناتو‘‘ في أوروبا منذ ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 وبدء التمرد المسلح للقوات الانفصالية الموالية لروسيا والمدعومة منها في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
ولاتفيا هي ثاني دولة يزورها ترودو في إطار جولة أوروبية بدأها من العاصمة البريطانية لندن التي وصلها مساء الأحد.
(نقلاً عن تقرير لستيفان بوردولو على موقع وآخر لموراي بروستر على موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)