الرئيسيةأخبار الكنيسةلمحة عن تاريخ الصوم الكبير فى الكنيسة

لمحة عن تاريخ الصوم الكبير فى الكنيسة



تحتفل الكنيسة القبطية، الأرثوذكسية هذه الأيام بالصوم الكبير ، ولا يسمى بالكبير نظرا لطول مدة الصوم فقط ولكن أيضا لأنه أقدس أصوام السنة.
و ينقسم الصوم الكبير إلى ثلاثة أصوام، هى أسبوع الاستعداد، والأربعين يومًا المقدسة التي صامها السيد المسيح، وأسبوع الآلام وهو الفترة الأخيرة من الصوم، بحسب ميعاد عيد القيامة المجيد.
وينتهي الصوم ويحدده حساب يسمى “الحساب الأبقطي” وهو الحساب الذي وضع قواعده البابا ديمتريوس الكرام البطريرك الثاني عشر من باباوات الكرسي السكندري، حيث تولى رئاسة الكنيسة في عام ١٨٨ م ، والحساب الأبقطي هو الذي يحسب موعد الأعياد الكنسية المتنقلة وعيد القيامة المجيد بطريقة حسابية منضبطة، حسب تعاليم كنيسة الإسكندرية والتي تبعها العالم كله في القرون الأولى للمسيحية.
متى بدأ صوم الأربعين؟
وتمتد جذور الصوم إلى العصر الرسولي، فصوم الأربعين المقدسة كان موجودًا منذ القرن الأول المسيحي،‏ وكان صوم الأربعين المقدسة مدته يوماً واحداً إلى أن وصل إلى أسبوع قبل الفصح، وبعد ذلك جاء الصوم الأربعيني الذى يصام بعد عيد الغطاس إلى أن جاء البابا ديمتريوس الكرام وقام بضم الأربعين المقدسة إلى الأسبوع حتى صار أمراً مستقرا عليه منذ عام 325 م إلى يومنا هذا.
هذا وكان يتم طقس تكريس الميرون المقدس، في الأربعين يومًا، ونادى أيضًا البابا كيرلس الكبير عمود الدين في رسائله الفصحية بالصوم في تذكار الأربعين المقدسة، ومن خلال رسائل القديس أثناسيوس الرسولي والقديس البابا كيرلس الكبير ، تقررت قاعدة الصوم الكبير بشكلها الحالي، والتي أشار إليها القانون الخامس من قوانين مجمع نيقية، كشيء ثابت في حياة المسيحيين والكنيسة وأصبح من الممارسات الروحية الثابتة والتي بدأت من عصر الرسل حتى الآن.
أسبوع الاستعداد
وعن أسبوع الاستعداد، قال بعض العلماء والباحثين إن سبب إضافة هذا الأسبوع إلى صوم الأربعين المقدسة ، تذكارا لخلاص المؤمنين بأورشليم بواسطة هرقل، وقد ذكره عدد من معلمى الكنيسة منهم القس كيرلس كيرلس، الذى نقل عن المقريزى (1364 – 1441) قوله عن هذا الأسبوع: “ثم سار هرقل وأوقع اليهود وقيعة شنعاء أبادهم فيها حتى لم يبق منهم إلا من فر واختفى، فكتب البطاركة والأساقفة إلى جميع البلاد بإلزام النصارى بصوم أسبوع فى السنة فالتزموا بصومه إلى اليوم وعرفت عندهم بجمعة هرقل، وهى تذكار لخلاص مؤمني أورشليم بواسطة هرقل”
والأقباط والروم الأرثوذكس فقط هم مازالوا يصومون أسبوع الاستعداد بخلاف الكنائس الأخرى.
وقال البعض، إنه أضيف استعدادًا للصوم الأربعينى المقدس ومقدمة له، وسُمى مقدمة الصوم الأربعيني، وقال آخرون إنه أضيف لكمال الصوم ثمانية أسابيع.
سر الزيجة
أما عن بعض الأسرار مثل سر الزيجة لا يتم في الصوم الكبير ، فذكر ‏القانون‏ ‏الثاني‏ ‏والخمسين‏ ‏من‏ ‏قوانين‏ ‏مجمع‏ ‏اللاذقية‏ ‏المنعقد‏ ‏سنة‏ 364 ‏م، أنه لا‏ ‏يجوز‏ ‏أن‏ ‏بقام‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏الصوم‏ ‏الكبير‏ ‏عُرس‏.
‏وذكر ‏الصفي‏ ‏ابن‏ ‏العسال‏ ‏في‏ ‏كتابه‏ “مجموع‏ ‏القوانين‏” ‏ ، أنه لا‏ ‏يجب‏ ‏في‏ ‏الأربعين‏ المقدسة ‏أن‏ ‏يصنعوا‏ ‏عُرسا‏ ، ‏ولا‏ ‏دعوات‏ ‏ولا‏ ‏متكآت‏.
و في كتاب تاريخ البطاركة ذكر ‏أيضا‏ أن ‏البابا‏ “خرسطوذولوس‏” والذي تولى رئاسة الكنيسة في عام 1046 ، قرر أن الأربعين ‏يوما‏ ‏الصوم‏، ‏تصام‏ ‏بالزهد‏ ‏والتواضع‏ ‏وتجنب‏ ‏الشهوات‏، ‏ولا‏ ‏يكون‏ ‏فيها‏ ‏تزويج‏.

Most Popular

Recent Comments