دعا ممثل المجلس الأوروبي المعني بالهجرة واللاجئين، دراهوسلاف ستيفانيتش، البوسنة والهرسك إلى صياغة سياسة وطنية قادرة على الاستجابة لتدفقات الهجرة، وحث في الوقت ذاته المجتمع الدولي والمجلس الأوروبي على دعم جهود البوسنة في إدارة المخيمات، وتقديم مساعدات مالية لها لتلبية الخدمات الضرورية للمهاجرين.
أوصى دراهوسلاف ستيفانيتش، ممثل المجلس الأوروبي المعني بالهجرة واللاجئين، بـ “ضرورة قيام البوسنة بصياغة وتنفيذ سياسة وطنية من أجل توفير الإطار والتنسيق لاستجابة البلاد لتدفقات الهجرة”.
دعم جهود البوسنة
وقال ستيفانيتش الذي كان قد زار البوسنة والهرسك في بداية العام الجاري، في بيان عن تقريره حول البوسنة، إنه “يتعين على المجتمع الدولي والمجلس الأوروبي دعم جهود البوسنة، التي تحتاج إلى المساعدة في إنشاء أطرٍّ للتشاور بين السلطات على المستوى المركزي والمحلي”.
وأضاف أنه “في وقت مهمتي لتقصي الحقائق في الفترة من 24 إلى 30 كانون الثاني/ يناير من هذا العام، كانت العلاقات معقدة للغاية بالنسبة لمختلف المناطق”.
كما أوصى المسؤول الأوروبي، بأن يستجيب بنك التنمية التابع لمجلس أوروبا بشكل إيجابي لطلب السلطات البوسنية، بحيث يقدم مساعدات مالية للخدمات الضرورية للمهاجرين، بما في ذلك السكن والطعام، خاصة في مقاطعة أونا سانا.
وتابع “يجب دعم البوسنة في بناء الخبرة لإدارة المخيمات، التي تستضيف المهاجرين واللاجئين، ومعالجة الإجراءات المتعلقة بطلبات اللجوء وحماية القصر غير المصحوبين بذويهم”.
وكان المجلس الأوروبي ندد بشدة في وقت سابق بعدم “رغبة الدول الأوروبية بتطبيق سياسات حماية للمهاجرين، الأمر الذي يتسبب في إزهاق أرواح آلاف البشر”.
ومن ناحيته يتابع المجلس الدانماركي لحقوق اللاجئين عمله من أجل الاستجابة بشكل صحيح لاحتياجات الهجرة في البوسنة والهرسك، حيث تقوم فرقه بإجراء تدريب على تعميم الحماية لجميع موظفي الحماية والمترجمين والوسطاء الثقافيين، مع التركيز على إشراك المجتمع والمشاركة والملكية بين السكان المهاجرين.
ظروف قاسية
وذكر البيان، أن ستيفانيتش قال في وقت زيارته للبوسنة إن “الظروف في مخيم ليبا، الذي كان يضم خياما عسكرية، قاسية ورهيبة بالإضافة إلى تساقط الثلوج بكثافة”.
واستضاف المخيم حوالي 1000 مهاجر من غير المتزوجين، كانوا يعيشون في خيام عسكرية كبيرة تتم تدفئتها بتقنية “مدافع الهواء”، التي تعمل بمولدات كهربائية.
ومع ذلك، تم تأمين الاحتياجات الأساسية للسكان، وبذلت السلطات جهدها في هذه الظروف المأساوية، ولحسن الحظ لم تسجل أية إصابات.
وكان مئات اللاجئين قضوا قسما كبيرا من فصل الشتاء الماضي في العراء تحت الثلوج بعد حريق المخيم الذي كانوا يسكنون فيه.
ورأى ستيفانيتش، أنه “لمنع تكرار أزمة الشتاء، من الضروري إرساء أساس متين لحل مستدام في منطقة بيهاتش”.