قالت مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي إن انعدام اليقين لا يزال مسيطرا بشأن التوصل إلى إنشاء آلية تضامن مؤقتة لنقل المهاجرين من إيطاليا، مشيرة إلى أن المناقشات بشأن هذه المسألة جارية ولكن ليس من الواضح ما إذا كان ذلك سوف يؤدي إلى اتفاق حول هذا الموضوع.
قالت مصادر في الاتحاد الأوروبي يوم الخميس الماضي إن المناقشات بشأن آلية التضامن المؤقت “لنقل المهاجرين من إيطاليا، لاتزال جارية إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كانت سوف تسفر عن اتفاق”، وتأتي هذه التصريحات تعليقا على المباحثات الجارية حاليا في هذا الشأن بين كل من إيطاليا وفرنسا وألمانيا.
موقف إيطاليا “غير بنّاء للغاية”
وقالت المصادر إن هناك افتراضا بأن أي مساعدة لن تكون دون مقابل، وأنه طُلب من إيطاليا أن تكون “أكثر مرونة” في المحادثات بشأن ميثاق اللجوء، الذي توقف منذ أشهر بسبب القضية المركزية المتمثلة في التوازن بين التضامن والمسؤولية.
ووصفت المصادر موقف إيطاليا والدول الأخرى المطلة على البحر الأبيض المتوسط بأنه “غير بنّاء للغاية”، بينما تركز المحاولات الحالية على استكشاف ما إذا كانت القضية يمكن أن تصبح أكثر ديناميكية في ظل الحكومة الإيطالية الجديدة التي يرأسها ماريو دراغي.
وجاءت بوادر التشجيع – بفضل ضغط المفوضية الأوروبية – من ليتوانيا ولوكسمبورغ، اللتين سارتا على خطى أيرلندا وعرضتا استقبال المهاجرين الذين هبطوا على سواحل صقلية.
ومع ذلك لا يشكل هذا العرض سوى مجرد إظهار لحسن النية أكثر من أي شيء آخر، حيث يوجد أقل من 30 مكانا متاحا بين دبلن وفيلنيوس ولوكسمبورغ مجتمعة.
وكان رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي التقى رئيس الوزراء الليبي وكانت مسألة إدارة تدفقات الهجرة في صدارة الأولويات خلال هذا الاجتماع.
مناقشة الموضوع خلال الأسبوع الحالي
ومن المقرر أن تتم مناقشة موضوع المهاجرين مرة أخرى في 8 حزيران/يونيو الجاري في لوكسمبورغ ضمن مجلس الشؤون الداخلية، حيث تم تخصيص موعد لبحث التطورات المتعلقة بمحادثات ميثاق اللجوء.
وكانت صحيفة “لوموند” الفرنسية قالت في أواخر أيار/مايو الماضي إن “ميثاق الهجرة واللجوء، يفضل اتباع نهج أمني على حساب الاستقبال الكريم لطالبي اللجوء”.
ومن المتوقع إجراء مناقشة أوسع نطاقا حول هذه القضية على جدول أعمال وزراء الداخلية المعنيين.
ويعد موضوع الهجرة أحد البنود المطروحة في مسودة جدول أعمال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في 24 إلى 25 حزيران/يونيو الجاري.
وقالت مصادر دبلوماسية إنه “في بعض الأحيان يتم نسيان أن فرنسا وألمانيا استقبلتا ولا تزالان تستقبلان المزيد من اللاجئين والمهاجرين أكثر من إيطاليا” بسبب التحركات الثانوية، وأشارت هذه المصادر إلى أن هذا يثير أيضا تساؤلات بشأن نوع آلية التضامن المؤقتة المطلوبة.
ويزعم البعض أنه من الأهم التركيز على الجانب الخارجي من خلال الشراكة مع الدول الأفريقية والعودة إلى الوطن، ما قد يعزز مناخا يمكن أن يساعد في حل أكثر القضايا الداخلية إزعاجا.