مع استمرار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، أعلن الجيش اللبناني عن إحباط محاولة تهريب 11 شخصا من سواحل البلاد الشمالية بواسطة قارب، دون ذكر الوجهة التي كانوا يبغون الوصول إليها. وشهدت السواحل اللبنانية مؤخرا تكرارا لمثل تلك الأحداث، حيث تم اعتراض أكثر من 120 مهاجرا كانوا يحاولون الوصول إلى قبرص خلال الشهرين الماضيين.
أعلن الجيش اللبناني أمس الأحد، أن دوريات تابعة له تمكنت من إحباط محاولة تهريب 11 شخصا عبر البحر من سواحل البلاد الشمالية.
وفي تغريدة على حسابها على تويتر، قالت قيادة الجيش إن “وحدة من القوات البحرية أوقفت مركبا تمّ رصده على مسافة 5,5 ميل بحري قبالة شاطئ طرابلس” (شمال).
وأوردت القيادة في تغريدتها أن المركب كان يحمل 10 أشخاص سوريين ولبناني واحد، دون أن تشير إلى الوجهة التي كان المركب يقصدها.
يذكر أن السواحل اللبنانية بدأت تشهد مؤخرا ارتفاعا بأعداد القوارب المحملة بالمهاجرين المغادرة باتجاه قبرص تحديدا، العضو في الاتحاد الأوروبي، وذلك على وقع انهيار اقتصادي متسارع رافقه أزمة اجتماعية غير مسبوقة عكست نفسها على كافة مفاصل الحياة في البلاد.
محاولات متكررة
وسبق للجيش اللبناني أن أعلن في العاشر من أيار/مايو الماضي إحباط محاولة تهريب 59 مهاجرا، معظمهم من السوريين، عبر المتوسط. كما كانت دوريات تابعة للجيش قد أوقفت في 25 نيسان/أبريل 69 مهاجرا، معظمهم من السوريين أيضا، قبيل محاولتهم ركوب قارب للتوجه نحو قبرص.
وكانت السلطات اللبنانية قد أحبطت خلال العام الماضي عددا من محاولات الهجرة من سواحلها إلى قبرص، التي قامت بدورها بالاتفاق مع السلطات اللبنانية على إعادة كافة المهاجرين الواصلين إلى سواحلها.
ولهذه الغاية، أرسلت قبرص في أيلول/سبتمبر 2020 وفدا إلى لبنان للعمل على وقف تدفق اللاجئين إلى سواحلها، بعد وصول خمسة قوارب إلى الجزيرة الأوروبية.
أكثر من 90% من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان تحت خط الفقر
منظمات ومراكز دراسات دولية أشارت في عدد من التقارير إلى الارتفاع الحاد بنسب الهجرة من لبنان، نتيجة للأوضاع الاقتصادية والسياسية المتفاقمة.
ومنذ عام 2019، ارتفعت معدلات الفقر في البلاد لتتخطى الـ50% في صفوف اللبنانيين، في حين بلغت مثيلاتها أكثر من 90% في صفوف اللاجئين الفلسطينيين والسوريين المقيمين بالبلاد.
المنظمة الدولية للهجرة كانت بدورها قد حذرت الشهر الماضي من أن الأزمات المتلاحقة في لبنان، والتي تشمل الانفجار الكارثي الذي أتى على ميناء العاصمة بيروت، فاقمت معاناة العمال المهاجرين أيضا، حيث بات أكثر من نصفهم عاطلا عن العمل.
وقالت المنظمة إن “أكثر من 50% من العمال المهاجرين باتوا غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية”. وأوردت أن نحو “نصفهم يقيمون في ظروف غير آمنة ودون المستوى المطلوب بسبب عدم ملاءمة المساكن وارتفاع الإيجارات والتهديد بالإخلاء الوشيك…”.
وفي تقرير أصدره مطلع الشهر الجاري، قال البنك الدولي إن الأزمة الاقتصادية الحالية في لبنان يمكن تصنيفها على أنها الأزمة المالية الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.
ويقدّر لبنان وجود مليون ونصف مليون لاجئ سوري، نحو مليون منهم مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.