الرئيسيةالهجرة"أطباء بلا حدود" تطلق حملة لتلقيح المهاجرين في منطقة باريس وضواحيها

“أطباء بلا حدود” تطلق حملة لتلقيح المهاجرين في منطقة باريس وضواحيها

حملة تلقيح ضد جائحة كورونا أطلقتها منظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية في منطقة إيل دو فرانس، تستهدف توفير اللقاح لعدد يتراوح بين ستة آلاف وعشرة آلاف مهاجر ومشرد.

أطلقت منظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية في الثامن من الشهر الجاري حملة تلقيح في منطقة إيل دو فرانس، تستهدف المهاجرين والمشردين. المنظمة خصصت لتلك المهمة عيادات متنقلة تنفذ مهماتها ضمن نطاق المناطق التي تتواجد بها الفئات المستهدفة، كمنطقة بورت دو لا فيليت شمال باريس.

كورين تور، رئيسة فرع المنظمة غير الحكومية في فرنسا، قالت لمهاجر نيوز إن وتيرة التلقيح مستمرة، “والإقبال تجاوز التوقعات. عادة تقوم الوكالة الإقليمية للصحة في إيل دو فرانس بتنسيق هذا النوع من الأنشطة بين الجمعيات والمنظمات المعنية، لكن غالبا ما نتلقى اتصالات من مسؤولي مراكز الإيواء والجمعيات لمطالبتنا بالتدخل”.

ويقوم في الوقت الحالي فريقان تابعان للمنظمة بمهمة التلقيح، الأول مسؤول عن المهاجرين المتواجدين في أماكن ثابتة (مراكز إيواء، منازل، منظمات…) والآخر يتنقل بين المناطق المختلفة لتزويد من هم بلا مأوى بالطعم. وتعمل أطباء بلا حدود حاليا على تشكيل فريق ثالث لتعزيز تلك المهمة.

وحول تحرك الفرق ميدانيا تقول تور “تقوم جمعيات مثل أطباء العالم أو يوتوبيا بتوجيهنا إلى أماكن تواجد المهاجرين ومواقع التجمعات الخاصة بهم”. وتضيف “هدفنا هو الوصول إلى تلقيح ستة آلاف إلى عشرة آلاف شخص مع نهاية أيلول/سبتمبر القادم. الصيف قادم ونتوقع وصول المزيد من الوافدين الجدد، كما أننا نعاني من نقص متزايد بالعاملين في هذا المجال”.

إقبال من قبل المهاجرين

ولم تخف رئيسة بعثة المنظمة في فرنسا مفاجأتها من إقبال الفئات المعنية على تلقي اللقاح، “قبل انطلاق الحملة، قمنا بحملة توعية على ضرورة تلقي اللقاح لمدة أسبوعين. من المدهش كيف أن المعنيين أقبلوا على الأمر وكانوا على أتم الاستعداد. كنت أعتقد أن الأمر سيكون أكثر تعقيدا”.

وتضيف “غالبا ما يشعر المهاجرون بقلة الثقة تجاه السلطات أو المنظمات العامة هنا، لكن ليس تجاه المنظمات غير الحكومية… كثر منهم يعرفوننا كوننا نعمل في بلدانهم الأم، كما أننا لا نسعى لجمع أي نوع من البيانات عند تلقيحهم”.

بناء الثقة مع الفئات المستهدفة

وذكرت تور أن مسألة الثقة تنشأ لدى المهاجرين في مراكز الإيواء أو المباني المخصصة لإسكان العمال، حيث الكثير منهم لا يحملون أوراقا ثبوتية. “حملة السلطات لتلقيح هذه الفئات لم تنجح، بعكس حملتنا. المهاجرون يخشون السلطات، في حين نحن نأخذ وقتنا بداية للتعريف بأنفسنا وبمهمتنا لكسب ثقتهم”. ونتيجة لذلك، عهدت السلطات مؤخرا بهذه المهمة إلى منظمة “أطباء بلا حدود”.

وشددت على أن فرق العمل تكون مترافقة بالإجمال مع وسطاء مترجمين، يتحدثون لغات المهاجرين، “نجهد لأن تكون أسئلتنا مفهومة وأن نتمكن من مناقشة كل شيء مع المهاجرين”.

مع ذلك، تبرز عدة صعوبات سيكون على فرق التلقيح التعامل معها بشكل مباشر، ومنها متابعة من تم تلقيحهم بالجرعة الأولى لينالوا الثانية. فغالبا ما يتنقل المهاجرون بين عدة أماكن ويصبحون خارج نطاق رقابة الجمعيات المعنية بهم. وحول هذا تقول تور “حتى لو فقدنا أثر المهاجرين ممن تلقوا الجرعة الأولى، هذا لا يهم إذ وفقا للسلطات الصحية تلك الجرعة كافية في المرحلة الأولى لتكوين نوع من الحماية”.

وبشكل متزامن، ما زالت المنظمة غير الحكومية تجري فحوصات الكشف عن كورونا في عياداتها المتنقلة، بعد أن أغلقت السلطات مقرها في مدينة أنيير سور سين نهاية أيار/مايو الماضي. ومن حينها، تعمد المنظمة إلى إحالة الحالات الإيجابية إلى مركز تديره جمعية “أورور” في الدائرة الـ20 لباريس. ولا تخفي تور قلقها من هذه الناحية حيث قالت “لدي قلق تجاه توافر الأماكن، آمل أن لا تجد السلطات الصحية في إيل دو فرانس نفسها في ورطة”.

 

Most Popular

Recent Comments