شهد الترويج للأعمال الفنية الجديدة في مصر خلال الفترة الأخيرة تغيرًا ملحوظًا، إذ انتهج الفنانون طرقا مختلفة، وكلها على شبكات التواصل، البعض يراها طبيعية، وينتقدها آخرون.
وتحدث عدد من النقاد الفنيين وخبراء الإعلام الرقمي عن مدى مساهمة منصات التواصل الاجتماعي في هذا التغيّر الذي شهده الترويج للأعمال الفنية.
ويقول الناقد الفني، أندرو محسن، إن الترويج للأفلام قديمًا كان يتم بطرق تختلف عن ما يحدث اليوم، فعلى سبيل المثال الترويج لفيلم «الرجل الثالث» و»فرقة بنات» كان يتم من خلال إعلان يتم عرضه من خلال سؤال «من هو الرجل الثالث؟» و»ما عدد البنات»؟ فكل عصر له وسيلته الخاصة والملائمة له .
وتابع في حديثه : «يسعى المنتجون ومتخصصو الإعلان نحو تطوير طريقة الترويج للعمل الفني بأشكال مختلفة، وعصرنا هذا هو عصر وسائل التواصل الاجتماعي، فبالتأكيد أن طريقة الترويج للعمل الفني تكون مرتبطة به، فالشركات الخاصة بالترويج للأعمال الفنية أصبحت تخاطب جمهور منصات التواصل بشكل مباشر».
وأردف: «في عصر التواصل الاجتماعي أصبح يتحتم على مسؤولي الإعلان عن الأعمال الفنية البحث عن أفكار ترويجية تتوافق مع سياق العمل وتتلائم أيضًا مع جمهور التواصل الاجتماعي، لأن ذلك يساهم في زيادة الانتشار ويتابع الجمهور العمل بسبب هذه المنصات، ولكن ليس شرطًا أن ينجح العمل بسبب طريقة الترويج هذه ونجاحها ودليل ذلك عدم تحقيق فيلم «بشتري راجل» إيرادات كبيرة أثناء طرحه بالسينمات».
ولفت إلى أنه من الطبيعي أن يظهر كل فترة فكر جديد يروّج من خلاله للأعمال الفنية، قائلًا: «أثناء فيلم «بشتري راجل» للفنانة نيللي كريم قاموا بعمل حساب لفتاة تريد شراء رجل للزواج منه لمجرد الإنجاب فقط ثم تنفصل عنه» وأثار ذلك ضجة كبيرة وبعدها بفترة أعلنوا أن ذلك جزء من الحملة الدعائية للفيلم.
العارف
وأشار إلى أن فيلم» العارف» الجميع يعلم به من فترة نظرًا لأنه كان من المفترض طرحه بالسينمات ولكن تم تأجيله، ولكنه لم يسمع عن فكرة «الهاكينج» إلا بعد الإعلان عن أنه ضمن الخطة الترويجية للعمل.
وبسؤاله عن شروط أو معايير تحكم هذه النوعية من الحملات الترويجية للأعمال الفنية، أوضح أندرو أن كل فريق عمل له فكره التسويقي الخاص، ويسعى إلى أن يطوره حتى يحقق أكبر نجاح ممكن للدعايا للعمل الفني .
حالة من الجدل
وعلى جانب آخر يرى خبير الإعلام الرقمي خالد البرماوي أن توافق فكرة الترويج مع مضمون العمل وفكرته من أهم الأولويات، لافتًا إلى أن فكرة الترويج لفيلم «العارف» من خلال «الهاكينغ» فكرة مناسبة لطبيعة العمل كثيرًا وكان موفقًا في اختياره لملائمتها لمضمون الفيلم ومحتواه .
ونوه البرماوي في حديثه لموقع»سكاي نيوز عربية» إلى أن عدم تلائم الفكرة الدعائية مع سياق العمل الفني يجعلها ثقيلة على الجمهور المتلقي، فالترويج بشكل عام ليس به أي مشكلة مادام لا يسبب أية مشكلات ويكون ملائم للعمل حتى لا يضلل الجمهور أو يروج للعمل الفني بشكل سيء.
الترند
وحول مساهمة هذا النوع من الدعايا في الترويج بشكل كبير للعمل الفني، قال خبير الإعلام الرقمي إن هذا النوع يساهم وبشكل كبير في خلق حالة من الجدل حول أبطال العمل الفني وتخلق حولهم حالة من الجدل والعديد من التساؤلات من قبل الجمهور ومستخدمي التواصل الاجتماعي مما يجعلهم يتصدروا التريند ويزيد من انتشار العمل وأبطاله بشكل كبير .
وعن التطور الذي شهدته الحملات الدعائية والترويجية للأعمال الفنية، أكد الخبير على أن التطور الذي شهده الترويج للأعمال الفنية سببه التواصل الاجتماعي ومساهمته في نجاح الأعمال الفنية وتأثيرها على نجومية الفنان، فطريقة الترويج من قبل كانت مختلفة فالدعايا سابقًا كانت من خلال إجراء عدد من اللقاءات الصحفية قبل طرح العمل الفني ولكن مع وجود منصات التواصل أصبحت الدعاية تتم بشكل مباشر بين الفنان والجمهور.