أطلق الاتحاد الأوروبي وصربيا أول عملية مشتركة بين وكالة حماية الحدود الأوروبية «فرونتكس» وشرطة الحدود الصربية، وذلك على طول الحدود بين صربيا وبلغاريا، من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية. كما وقع الطرفان على اتفاقية سيقدم الاتحاد الأوروبي بموجبها مساعدات تقدر بنحو 11 مليون يورو لدعم صربيا في إدارة أزمة المهاجرين.
أطلقت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي إيلفا يوهانسون ووزير الداخلية الصربي ألكسندر فولين، عملية مشتركة على الحدود بين صربيا وبلغاريا، تنفذها وكالة فرونتكس وشرطة الحدود الصربية.
أول مهمة مشتركة
وقالت يوهانسون إن المبادرة تكتسي أهمية كبيرة لجعل مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة أكثر فعالية. مشيرة إلى أنها أول مهمة مشتركة بين فرونتكس والشرطة الصربية.
وأضافت خلال حديثها أثناء حفل أقيم عند معبر ديميتروفغراد الحدودي الصربي – البلغاري، «أشعر بالرضا التام، وأنا شخصيا سعيدة للغاية لوجودي هنا، والهجرة غير الشرعية تحدث على طول الحدود، لذلك من المهم للغاية العمل معا لمواجهة هذه الظاهرة».
وأردفت المسؤولة الأوروبية «أنا فخورة بفرونتكس، وهي وكالة تقدم لنا جميعا توقعات عالية، وتحقق تقدما كل يوم في أنشطتها».
وكانت مسؤولة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي دافعت في وقت سابق عن ثقتها بجهاز فرونتكس قائلة « فرونتكس ليست وحشا»، كما نقلت عنها الصحافية البلجيكية «إيلودي لامير».
التعاون مع فرونتكس ميزة لصربيا وأوروبا
واعتبر وزير الداخلية الصربي ألكسندر فولين، أن «التعاون مع فرونتكس ميزة كبيرة لصربيا، وكذلك للاتحاد الأوروبي».
وقال فولين خلال محادثات مع يوهانسون قبل ساعات قليلة من الاحتفال، إن «كل مهاجر يتم إيقافه على الحدود الصربية يمثل مهاجرا أقل في فيينا وبرلين وبقية دول الاتحاد الأوروبي».
وأكد أن صربيا لا تريد أن تتحول ساحة انتظار للمهاجرين، الذين يسافرون على طول طريق البلقان. وشدد على أنه «من الضروري اتخاذ موقف مشترك لدول الاتحاد الأوروبي، التي تعتزم بلغراد مواصلة التعاون معها عن كثب، من أجل حل مشكلة الهجرة غير الشرعية».
جهاز حماية الحدود الأوروبية «فرونتكس»، شكر مفوضة الشؤون الداخلية لمساهمتها بإطلاق «عمليتنا الخامسة خارج الاتحاد الأوروبي»، وقال «ابتداءً من هذا الأسبوع، هناك 44 ضابطاً في الفيلق الدائم للاتحاد الأوروبي من فرونتكس يعملون مع زملائهم الصرب لمعالجة الجريمة عبر الحدود».
وخلال الاجتماع، الذي ركز أيضا على مكافحة الفساد والجريمة المنظمة، أوضح المشاركون أن الهجرة ليست ظاهرة جديدة، وأنها ستستمر في الوجود، واتفقوا على ألا تركز الجهود المشتركة على إعاقة أو منع التدفقات، لكن على إدارتها بطريقة قانونية ومنظمة.
إعادة افتتاح مركز استضافة جنوب بلغراد
وافتتح فولين ويوهانسون، قبل التوجه إلى الحدود، مركز استضافة في أوبرانوفاتس جنوب غرب بلغراد، بعد أن أعيد بناؤه جزئيا بفضل تمويل يزيد عن ثلاثة ملايين يورو قدمها الاتحاد الأوروبي.
وقالت يوهانسون إن صربيا أصبحت واحدة من أكثر شركاء الاتحاد ثقة في إدارة أزمة الهجرة، وأشارت إلى أن حوالي ثلاثة ملايين مهاجر يصلون إلى أوروبا سنويا، بينما يغادرها نحو 1.5 مليون مهاجر.
ورأت أن هذه الظاهرة لا تؤدي إلى خلق المشاكل فحسب، بل تساهم أيضا في النمو الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد الأوروبي، وتابعت أنه «لهذا السبب، يجب أن تكون تدفقات الهجرة قانونية ومنظمة».
من جهته، كشف فلاديمير شوشيتش، مفوض شؤون اللاجئين والهجرة في حكومة بلغراد، عن وجود أكثر من 4 آلاف مهاجر حاليا في صربيا، وهو عدد أقل من الرقم المسجل خلال الذروة التي تم الوصول إليها في الأشهر الأكثر سخونة من أزمة الهجرة على طول طريق البلقان.
وكانت المفوضة الأوروبية يوهانسون قد التقت الخميس الماضي الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، وحضرت مراسم التوقيع على اتفاقية مساعدة الاتحاد الأوروبي لصربيا في إدارة أزمة المهاجرين.
وأوضح فوسيتش أن صربيا سوف تتلقى مساعدات من الاتحاد الأوروبي بقيمة إجمالية تبلغ 11 مليون يورو.