بالإضافة إلى مواجهة جائحة كورونا، فقد حملت الدورة الـ74 لمهرجان كان السينمائي «من 6 إلى 17 يونيو» ، هواجس آخرى تتعلق أساسا بالبيئة، خصوصا التغيرات المناخية التي باتت تهدد البشرية.
في هذه الأجواء الحارة، اتخذت إدارة مهرجان «كان» قرارات صارمة تخص حماية البيئة، والبداية كانت بإلغاء المطبوعات الورقية، والقارورات البلاستيكية في إطار دعم مخطط حماية البيئة.
وتأسيسا على ذلك، تم إلغاء طباعة «كاتلوج» البرنامج الذي كان يوزع بالمجان، والملاحق الخاصة بالأفلام والدعوات الورقية، كل ذلك أصبح بالنسبة لمهرجان كان من الماضي اليوم.
وفي الوقت الذي يشهد فيه المهرجان توجه سريع نحو عالم الرقمنة، قرر عدد من نجوم السينما عقد لقاء على هامش فعاليات الحدث السينمائي العالمي، من أجل دق ناقوس الخطر في مواجهة أزمة المناخ والبيئة.
وقد جمع هذا اللقاء، السبت، كل من سيريل ديون، وعيسى مايغا، وفلور فاسور، وماريون كوتيار، للحديث عن المنبر الجديد الذي استحدثه المهرجان بعنوان «سينما من أجل المناخ».
ويبدو أن نجوم هوليود في السنوات الأخيرة، أصبحوا أكثر توجها نحو الدفاع عن قضايا البيئة، ويكفي مشاهدة فيلم «العائد» للمخرج أليخاندرو غونزاليز، والإحتفاء العالمي الذي حاز عليه بطله ليوناردو دي كابريو لنفهم حجم المسؤلية التي يحملها رواد الفن السابع، بهذه القضية،سواء في المهرجانات أو الجوائز العالمية.
وتقول النجمة ماريون كوتيار :»علينا أن تفعل شيء، نحن أمام أزمة حقيقية والسينما يجب أن تتحرك لحماية البيئية و العالم».
وتطرق اللقاء الذي نظم في قاعة الندوات بقصر المهرجانات بكان، إلى ذلك السؤال بالتفصيل، وحاول كل ضيف تقديم وجهة نظره كفنان يحمل رأي تجاه الآليات التي يجب اتباعها من أجل أن تعلب السينما العالمية دورا أكبر لحماية المناخ.
َوأكددت الممثلة و الناشطة الاندونسية ميلاتي وجين التي شاركت في الندوة، أن للسينما القدرة على إحداث تغيير حقيقي في سلوك الناس َدفعهم نحو الإحساس بالمخاطر التي تحدق بنا.
وقالت وجين : «لقد نجحت السينما في نشر الوعي تجاه عدة قضايا تخص البشرية، بعدما جعلتها في مقدمة المشاريع السينمائية الكبرى، ونحن نهدف الآن لتشجيع الممنتجين لإنتاج أفلام حول التغييرات المناخية».
وأشارت الممثلة الإندونسية الشابة إلى أن عددا كبيرا من سكان العالم لا يكترثون لهذه المخاطر، ويتعاملون مع مسألة البيئة على أساس أنها مسأله لا تعنيهم.
وأجمع المشاركون في الندوة على أن معظلة التغير المناخي تكمن في اللامبالاة عن الناس بالدرجة الأولى، وأيضا في التنافس العالمي نحو التسليح ودخول الدول الكبرى في حروب غير مباشرة.