بعد مرور أكثر من 48 ساعة على عمليات البحث غير الناجحة، فتحت السلطات الفرنسية تحقيقا يوم الجمعة حول «اختفاء مقلق» لمهاجر سوداني، كان دخل الأراضي الفرنسية من إيطاليا خلسة بعد عبوره جبال الألب. ويرجح أن الشاب سقط بين المنحدرات الجبلية أثناء محاولته التخفي من الشرطة.
اليوم الثلاثاء 29 حزيران/يونيو، يكون قد مضى أسبوع على اختفاء مهاجر سوداني، فُقد أثره في منطقة جبال الألب الحدودية بين فرنسا وإيطاليا. وقرر مكتب المدعي العام في مقاطعة جاب الفرنسية يوم الجمعة فتح تحقيق بشأن ما تطلق عليه السلطات «اختفاء مقلق» لشخص ما.
الشاب المفقود كان مع ثلاثة أشخاص آخرين يتحدرون أيضا من السودان، غادروا بلدة أولكس الإيطالية يوم الأحد الماضي بهدف عبور الحدود خلسة إلى الأراضي الفرنسية، لأنهم لو تم ضبطهم من قبل حرس الحدود الفرنسي، سيتم اقتيادهم إلى مبنى صغير مسبق الصنع بالقرب من مقرهم، حيث يتم التواصل مع الشرطة الإيطالية لتعيدهم إلى أولكس.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الناشط ديدييه فاسين المتواجد في بلدة بريانسون الفرنسية الحدودية، أن المجموعة تاهت لمدة يومين في الجبال دون ماء أو طعام. ومساء الثلاثاء، وجد الشباب الأربعة نهر دورانس أسفل ممر مونجينيفر وقرروا التوجه إليه. لكن أثناء سيرهم في تلك الطرق الجبلية، اعتقد الشباب أنهم رأوا أضواء مصابيح سيارة ظنوا أنها تتبع لشرطة الحدود. فأصابهم الذعر وحاولوا الاختباء.
وأثناء تخفيهم، وقع أحدهم وسقط بين المنحدرات الجبلية، وفقا للشهادات التي جمعها فاسين.
ووصلت أخيرا المجموعة صباح الأربعاء 23 حزيران/يونيو إلى ملجأ في بلدة بريانسون الفرنسية، لكنها كانت تنقص فردا. وطلب السوادنيون المساعدة في العثور على صديقهم، وسارع الناشط ديدييه فاسين إلى تنبيه خدمات الطوارئ للبحث عن الشاب.
محافظة الشرطة المحلية قالت إنها حشدت عناصر من الشرطة واستخدمت طائرة مروحية جابت المنطقة، لكن دون جدوى.
وتعد بريانسون محطة عبور إما باتجاه مدن فرنسية أو دول أوروبية أخرى.
بالنسبة لجمعية «كل المهاجرين» التي تقدم الدعم للمهاجرين في المنطقة، فإن هذا الاختفاء ليس مفاجئا. ويندد الناشط ميشيل روسو أثناء حديثه مع مهاجر نيوز بالطريق الخطرة التي يتوجب على طالبي اللجوء اجتيازها، موضحا «إذا تمكن الناس من عبور الحدود بشكل طبيعي وتقديم اللجوء، فلن تكون هناك كل هذه المآسي. يتم وضع العقبات في طريقهم في تحد لاتفاقية جنيف، كل ذلك يؤدي إلى وقوع وفيات»، في إشارة إلى التواجد الكبير لقوات الشرطة في المنطقة لمنع المهاجرين من عبور الحدود.
ومنذ عام 2018، عُثر على أربع جثث في جبال الألب، وتم تسجيل ثلاثة أشخاص في عداد المفقودين، وفقا للأرقام التي وثقتها الجمعية.