ما زالت التحقيقات جارية في حادث اعتداء فرتسبورغ. الاعتداء نفذه صومالي وأدى إلى مقتل ثلاث نساء. تحقيقات تشير إلى أنه من المرجح أن تكون الدوافع إسلامية ومطالبات من سياسيين ألمان بـ»مراجعة قانون اللجوء».
رجح محققون ألمان اليوم الثلاثاء (29 يونيو/حزيران) أن تكون عملية الطعن التي نفّذها صومالي الأسبوع الماضي وأدت إلى مقتل ثلاث نساء في مدينة فورتسبورغ، تمّت بدوافع إسلامية متطرفة. وجاء في بيان مشترك للمدعي في ولاية بافاريا ومكتب التحقيقات المرتبطة بالجرائم أن «المكتب البافاري المركزي للتطرف والإرهاب تولى التحقيق نظرا إلى الترجيحات بأن الدافع كان إسلاميا».
على خلفية الهجوم الذي وقع في مدينة فورتسبورغ يوم الجمعة (25 يونيو/حزيران)، دعا الكثير من النقاد إلى مناقشة جادة حول أعمال العنف التي يرتكبها طالبو لجوء مسلمون. وفي حواره لصحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار قال بوريس بالمر رئيس بلدية توبنغن، أنه عندما يتعلق الأمر بجرائم قتل يقوم بها يمنيون متطرفون مثل تلك التي وقعت في هانو في فبراير/شباط 2020، فإن «التركيز من قبل اليمين يكون على الجاني المضطرب عقليا بمفرده ، أما اليسار فيركز على النظام بأكمله» وفي حال جرائم القتل المرتكبة من قبل طالبي لجوء، فالأمر يكون بالعكس تماما.
وقال نائب رئيس المجموعة البرلمانية للاتحاد، ثورستن فراي، للصحيفة: «إن المهاجرين القادمين من من مجتمعات تتسم بثقافات ذكورية قوية ولا يملكون تأهيلا عليما عاليا، فغالبا ما يكون معدل جريمة في صفوفهم مختلف تمامًا عن المتخصصين المؤهلين تأهيلا عاليا ويعيشون في أوروبا أو الولايات المتحدة». وناشد فراي جميع القوى السياسية بضرورة رؤية الأمور على حقيقتها في ألمانيا وأضاف بالقول « يتوجب على جميع القوى السياسية الآن خلع «نظاراتها الاجتماعية الرومانسية».
حذرت خبيرة الاندماج دوزين تيكال من عدم تحديد خلفية إسلامية واضحة للجاني في فورتسبورغ. مشيرا إلى أن ذلك يزيد من تعقيد الأمور ووفقا لبيلد، قالت تيكال «يجب ألا نسترشد بالخوف من استغلال أيدي المتطرفين اليمينيين».
وكان رجل صومالي الجنسية (24 عاما) قد هاجم الجمعة (25 يونيو/حزيران) المارة بسكين، فقتل ثلاث نساء قالت شرطة فورسبورغ الأحد إن أعمارهن تتراوح بين 24 و82 عاما. كما أصيب خمسة أشخاص بإصابات خطيرة، كانت أحدها بالغة الخطورة قبل أن تسجل استقرارا في الليلة الماضية. وجرح اثنان آخران بجروح طفيفة.
واستنادا إلى أحدث معلومات أفادت بها شرطة المدينة، فمن بين الجرحى، هناك أربع نساء ورجل، وطفلة في 11 من العمر إلى جانب مراهق في ربيعه 16.
ونفّذ المشتبه به الصومالي الذي وصل إلى ألمانيا عام 2015، مستهدفا متجرا لبيع المعدات المنزلية قبل أن يتوجّه إلى مصرف. وأظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على الإنترنت مارة، يحمل بعضهم كراسي، أثناء محاولتهم منع تقدّم المهاجم. وذلك قبل أن تحضر الشرطة تسيطر عليه لاحقا بإطلاق النار على الجزء الأسفل من جسمه.
وعثر المحققون على سجّلات تظهر أن الرجل يتلقى العلاج في مصحة للأمراض النفسية فيما أشارت إلى أنه ليس إسلاميا معروفا بالنسبة للسلطات. لكن أحد الشهود قال إنه هتف «الله أكبر» أثناء الهجوم، ما أثار تساؤلات حول دوافعه.
وقال وزير داخلية ولاية بافاريا يواكيم هيرمان إن الشرطة ما زالت تبحث في الأدلة وبينها هاتفان محمولان. في الوقت ذاته شدد على أن «الادلة على وجود تطرف إسلامي محتمل والدلائل على احتمال وجود خلل نفسي لدى الجاني يمكن ألا تتعارض».
في ضوء النتائج التي توصل إليها من خلال التحقيقات حتى الآن، تحدث وزير الداخلية البافاري يواكيم هيرمان (CSU) عن «شك صارخ» في خلفية إرهابية إسلامية لعملية القتل. وأثناء مشاركته في برنامج «بيلد لايف»، أشار هيرمان، إلى ضرورة انتظار المزيد من التحقيقات. . واضاف بالقول «سيكون من الحكمة» مراجعة قانون اللاجئين.
دافع إسلاموي؟
وبينما تبدو الشرطة متحفظة في الإدلاء بتفاصيل أكثر عن دوافع الهجوم، ذكرت نسخة صحيفة «دير شبيغل» الإلكترونية أن المشتبه به قال خلال استجوابه إن ما قام به يندرج في إطار «الجهاد». وقالت صحيفة «بيلد دايلي» إن الشرطة عثرت على مواد دعائية صادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية في صندوق قمامة مأوى للمشردين أقام فيه المشتبه به. بيد أن الأجهزة الأمنية رفضت التأكيد على ما جاء في التقريرين.
وفي حال تأكدت دوافعه الإسلامية، قد يعيد الهجوم فتح الجدل في ألمانيا بشأن الهجرة، وهو ملف بدا أنه لم يعد أولوية في حملات العام الجاري الانتخابية، مقارنة بما كان عليه الوضع في 2017 عندما فاز «البديل من أجل ألمانيا» بمقاعد في البرلمان لأول مرة.
اليمين الشعبوي يهاجم ميركل مجددا
حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتشدد سارع إلى التعليق على الهجوم الذي يأتي قبل ثلاثة شهور فقط من الانتخابات العامة. وندد الرئيس المشارك للحزب المناهض للهجرة يورغ موتين بـ»عمليات القتل الإسلامية بالسكاكين في قلب ألمانيا» مؤخرا، مضيفا أن ما يحصل «مأساة بالنسبة للضحايا الذين أتعاطف معهم وتجسيد آخر لسياسة ميركل الفاشلة بشأن الهجرة».
وشدد حزب «البديل من أجل ألمانيا» مرارا على أن قرار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السماح بدخول أكثر من مليون طالب لجوء (فرّ العديد منهم من سوريا والعراق) منذ 2015 ساهم في رفع مستوى المخاطر الأمنية. في المقابل اعتبرت المستشارة الألمانية أن هذا الهجوم «هجوم» على جميع الأديان.