أثار موقع إلكتروني مزيف خاص بسياسة اللجوء في ألمانيا مشاكل كبيرة، إذ نشر خبراً يزعم أن وزير الداخلية هورست زيهوفر أعلن أن ألمانيا ستستقبل لاجئين من مخيمات في الجزر اليونانية. تفاعلا مع الخبر، أرسلت مجموعة من النشطاء رسالة مفتوحة إلى الحكومة الفيدرالية.
“نريد وقف المعاناة على حدود الاتحاد الأوروبي قبل الانتخابات الفيدرالية المقبلة”، هذه الجملة التي تشير إلى تحول مزعوم في سياسة اللجوء التي اتبعها وزير الداخلية هورست زيهوفر حتى الآن، هي جزء من مقطع فيديو ساخر نُشر يوم الثلاثاء (29 يونيو/حزيران) على الموقع الإلكتروني “endlich dahoam”، “(أخيرًا في المنزل)”.
خبر كاذب آخر زعم أن زيهوفر قدم “تنازلاً عن معتقده المسيحي”، بسبب “حبه للوطن الأم والأمن والإنسانية”، مما أدى إلى إصدار أمر من طرفه “بإنطلاق دخول منظم وآمن إلى ألمانيا لمن يبحثون عن الحماية”، انطلاقا من مخيم كارا تيبي في ليسبوس، كما أضاف الخبر الكاذب أن “وزارة الداخلية مستعدة لتوزيع اللاجئين”.
وفقًا لوكالة الأنباء dpa، تم تسجيل موقع”endlich dahoam” في 23 يونيو/حزيران 2021. كلمة “Dahoam” شائعة الاستخدام في بافاريا وسويسرا والنمسا.
رسالة للفت الانتباه
رسالة بعثت عبر البريد الإلكتروني، أُعلِنَ من خلالها أن بعض النشطاء وراء هذه الحملة، وأن المجموعة، التي تطلق على نفسها اسم “اتحاد الأخوات المبدعات”، تتكون من عدد من الفنانين.
في الرسالة الإلكترونية، قال النشطاء إن هدفهم من الحملة هو جذب الانتباه وإثارة النقاش حول الوضع المزري للأشخاص الذين يعيشون في مخيمات المهاجرين على الحدود الخارجية لأوروبا. الهدف الآخر هو تغيير المادة 23، خاصة الفقرة 1 من قانون الإقامة الألماني، التي تنص على أن منح تصاريح الإقامة الإنسانية يتطلب موافقة وزارة الداخلية الفيدرالية.
ونشر النشطاء رسالة مفتوحة موجهة إلى الحكومة الفيدرالية موقعة من السياسيين والصحفيين والأشخاص العاملين في القطاع الثقافي. وفقًا لمنظمي الحملة، تمت مشاركة مقطع الفيديو الذي يُظهر التغيير المزعوم في سياسة زيهوفر أكثر من 50000 مرة على Instagram وحده.
المتحدث باسم وزارة الداخلية، ستيف ألتر، نشر تغريدة حول الموضوع على موقع تويتر، قال فيها إن الموقع “ليس تابعاً لوزارة الداخلية الاتحادية” ولا لزيهوفر.
لا إعادة توطين على مستوى الولايات
رفض زيهوفر حتى الآن مطالب تغيير المادة 23، والفقرة 1 من قانون الإقامة الألماني. كما أوقف التقدم الذي أحرزته حكومات الولايات مثل برلين وبريمن وتورينغن لإعادة توطين المهاجرين واللاجئين الذين تم إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط وعلقوا في جزر بحر إيجه اليونانية. كما أعلن تحالف “الموانئ الآمنة” الألماني أنه سيستقبل المهاجرين واللاجئين الذين تم إنقاذهم من محنة في البحر أو تقطعت بهم السبل في مخيمات مكتظة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وكان ويزر الداخلية الألماني، قد وصف الهجوم الذي عاشت أحداثه مدينة فورتسبورغ الألمانية وراح ضحيته ثلاثة ضحايا وسبعة جرحى، بأنه مثال على محاولة فاشلة لدمج اللاجئ المشتبه به في المجتمع الألماني. قال زيهوفر لصحيفة Augsburger Allgemeine اليومية “عندما يعيش شاب في مأوى للمشردين لمدة ست سنوات دون أن يساعده أحد ويعتني به، لا يمكنني أن أكون راضيًا عن سياستنا”.