تحديات كثيرة واجهت منظمات إنقاذ المهاجرين في عام 2020 ، من بينها احتجاز السفن ووباء كورونا. مدافعين عن حقوق المهاجرين يطالبون بمزيد من التضامن من أجل إنقاذ من اضطروا للفرار من بلادهم والمخاطر بأرواحهم!
لم يكن عام 2020 سهلا بالنسبة لمنظمة “إس أو إس” التي تعنى بشؤون اللاجئين. وخاصة عندما يتعلق الأمر بعمليات الإنقاذ من البحر. إذا تسببت جائحة كورونا في خلق تحديات عدة مثل “إغلاق الموانئ واحتجاز السفن وطول فترات الحجر وإجراءات احتواء فيروس كورونا المرهقة للمهاجرين على متن السفن” وفق ما أعلنت منظمة “إس أو إس” بمناسبة إصدار بيانها السنوي يوم الأحد (09 مايو/أيار) وذلك بمناسبة مرور ست سنوات على تأسيس فرعة منظمة الإنقاذ “إس أو إس ميديترانيه في برلين.
في بداية انتشار وباء كورونا، أعلنت مالطا وإيطاليا أن موائنهما غير آمنة ويتوجب إغلاقهما حسبما أكدت المتحدثة جانا سيرنيوتش مشيرة إلى أن سفن الإنقاذ تم احتجازها منذ الصيف. وأضافت بالقول “بينما اتسمت الحياة في أوروبا بالتضامن لمواجهو وباء كورونا وإنقاذ الأرواح البشرية، إلا أن الحال لم يكن كذلك بالنسبة للاجئين على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. إذ شهدت عمليات الإنقاذ تضييقا شديدا في ظل استمرار فرار المهاجرين وغرق المئات في البحر وهو أمر مثير للسرخية وغير إنساني”.
وأعلنت منظمتي “سي آي” و”أطباء ألمانيا” عن التعاون المشترك بينهما بشأن رعاية اللاجئين في البحر المتوسط. “حتى في أوقات الوباء يجب ألا نغفل حقيقة أن الناس يواصلون يستمرون في المخاطرة في حياتهم على الطرق البحرية الخطرة هربا من الفقر والبؤس والاضطهاد في بدانهم الأصلية” يقول كريستين فينكلمان من إدارة مجلس منظمة الأطباء الألمان. مضيفا “من مسؤولياتنا أن نعتني بالأشخاص الذين يعانون من أوضاع بائسة في البحر المتوسط وأن نقدم لهم الرعاية الطبية الأولية” وجدير بالذكر أن سفينة الإنقاذ “سي إي 4” غادرت ولأول مرة إسبانيا باتجاه وسط البحر المتوسط. ووفقا لمنظمة الأطباء الألمان غرق ما لا يقل عن 616 شخصا أثناء فرارهم في البحر المتوسط في هذا العام حتى الآن.
وجدير بالذكر أن أوروبا استقبلت أقل من 10 بالمئة من اللاجئين من بين 80 مليون لاجئ في العالم وفقا لما أكدته منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ووفقا للمنظمة فإن معظمهم نزحوا في بدلانهم الأصلية أو هاجروا إلى بلدا مجاورة في إفريقا وآسيا. وهي دول تعاني أيضا من الفقر ومشاكل سياسية واجتماعية وصراعات. عملا أن عدد اللاجئين تضاعف في السنوات العشر الماضية. ففي عام 2009 كان عدد اللاجئين نحو 43 مليون شخص ليصل الآن إلى أكثر من 80 مليون شخص.
“لا أحد يهرب من بلده دون سبب”
ويعد السبب الرئيسي لتضاعف أعداد اللاجئين في العالم إلى الصراعات طويلة الأمد ما يدفع الناس للفرار من بلادهم مثل ما يحدث في سوريا و أفغانستان وجنوب السودان إلى جانب أزمات حديثة في بلاد مثل فنزويلا وإثيوبيا. وتقع معظم هذه المناطق خارج أوروبا وغالبا ما تتحمل البلدان المجاورة العبء الأكبر في مسألة تحمل اللاجئين، وغالبا لا يتم تسليط الضوء على هذه الأزمات حسبما ورد في تقرير المنظمة المساعدة للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
أوضح بيتر روهينستروث باور ، المدير العام لمساعدة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة : “لا أحد يهرب بدون سبب، ومعظم الناس يجدون صعوبة في مغادرة وطنهم. تحدث حركات اللاجئين الكبرى في أماكن أخرى. لكن أوروبا ومجتمعاتها المدنية يمكن أن تكون منارة عالمية للتضامن مع الفارين”.
ووفقًا لمنظمة مساعدة اللاجئين التابعة للامم المتحدة، فإن معظم الدول والمجتمعات التي استقبلت لاجئين ومشردين هي بحاجة إلى دعم واسع النطاق ، قد يؤدي نقص الأموال إلى عدم الاستقرار ، أو يكون له عواقب على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة أو يؤدي إلى الهجرة إلى أماكن أخرى.