اللاجئون والمهاجرون في مراكز الاستقبال ينتمون إلى فئة التطعيم ذات الأولوية الثانية. لكن بيانا صدر عن حكومة ولاية ألمانية يؤكد أن 20 بالمئة فقط من اللاجئين وافقوا على تناول اللقاح. ولرفض اللاجئين تناول اللقاح أسباب مختلفة.
منذ أن بدأت حملة التطعيم ضد كورونا في مرافق استقبال اللاجئين وكثيرون منهم يرفضون تناول اللقاح. فوفقا لبيان صدر عن حكومة ولاية ساكسونيا السفلى أمس الثلاثاء (11 مايو/أيار)، فإن 20 بالمئة فقط من الأشخاص الذي حان موعدهم لتناول اللقاح، موافقون على أخذه. وهذ ه لم هذا ما أكدته ولايات أخرى حسبما أكدت هانا هنتزي المتحدثة باسم هيئة التسجيل الحكومية.
وغالبا ما يبرر اللاجئون رفضهم تناول اللتطعيم بأنهم لم يواجهوا أي حالات خطيرة في محيطهم، أما السبب الثاني فهو عدم ثقتهم باللقاح. « لهذا يتوجب علينا القيام بحملة توعية في مراكز الاستقبال على نطاق واسع» تقول هنتزي، مشيرة إلى أن يتوجب على المترجمين الفوريين والمرشدين الاجتماعيين التوجه إلى هؤلاء الأشخاص وتوعيتهم ونشر المنشورات توجيهية بلغات مختلفة. علما أن المهاجرين واللاجئين في مراكز الاستقبال ينتمون إلى فئة التطعيم ذات الأولوية الثانية.
اليونان: إصابة 30 مهاجرا بفيروس كورونا في مخيم في جزيرة ليسبوس
وجدير بالذكر أن مراكز استقبال أولية بدأت بإعطاء اللقاح ضد كورونا أثناء إجراءات الفحص الأولية للمهاجرين «نأمل أن يتقبل اللاجئون ذلك تماما كما حدث عندما بدأنا بمنحهم لقاح ثلاثي ضد الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، آنذاك وافق 95 بالمئة من المهاحرين على تناول اللقاح أثناء إجراءات الفحص الأولية».
ليس فقط في مراكز استقبال المهاجرين فحسب، إذ نشرت تقارير محلية أن نسبة قبول اللقاح تنخفض بين الأشخاص الذين هم من خلفية مهاجرة عن غيرهم. وذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية أن وزير الصحة الألماني ينس شبان قال في اجتماع مع هيئة رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي إن الترويج للتطعيم بين المهاجرين يمثل تحدياً كبيراً. كما تحدثت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة، آنيته فيدمان-ماوتس، عن وجود مشاكل في التواصل مع المهاجرين للتوعية بشأن كورونا، موضحة أن هذا الأمر غير مجدٍ بالطرق التقليدية.
ألمانيا- المهاجرون بين قبول تطعيم كورونا والخوف من آثاره
حواجز ومخاوف
يبدو أن السبب قد يكون في الحواجز اللغوية التي تلعب دوراً أساسياً في الوصول إلى المعلومات وبالتالي أخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على صحة الناس. إضافة إلى ذلك عناك عوامل أخرى تلعب دورا مهماً في ذلك، مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية، كبيئة العمل وطبيعة الحياة عموماً، وبيئة السكن.
غير أن مدير معهد روبرت كوخ لوتار فيلر يبني وجهة نظره على نقاشات غير رسمية حول «ارتفاع عدد مرضى كورونا بين الأشخاص من أصول مهاجرة». وكان فيلر قد أثار ضجة مع هذا الادعاء في بداية شهر آذار/ مارس الماضي. علماً أنه لا توجد أرقام دقيقة في عموم البلاد حول أعداد الإصابات بين المهاجرين، فالأعداد التي تصل إلى معهد روبرت كوخ من قبل المستشفيات والمؤسسات الصحية لا تحدد هوية أو جنسية أو دين المصابين. كما أكد دكتور الأمراض الداخلية البروفيسور أوفه يانسنز على أن احترام خصوصية المرضى هي من أولوياتهم كما يحرصون على معالجة جميع المرضى «بغض النظر عن أصلهم ولون بشرتهم».
الجزر اليونانية: انخفاض واضح في أعداد المهاجرين المحتجزين في المخيمات
من جهة أخرى، أشعل هذا الربط بين المنشأ والإصابة بفيروس كورونا انتقادات كثيرة بين جمعيات مختلفة وقال أحد المعلقين إن نسبة كبيرة من الألمان من أصول مهاجرة يعملون في المصانع والخدمات التي تتطلب التواجد في مكان العمل ولا يمكن إنجازها من المنزل، مع وجود عدد كبير من المهاجرين يعملون في الجبهات الأمامية في مكافحة الفيروس، فضلاً عن اضطرارهم لاستخدام وسائل النقل العامة.
من جهتها أيضاً ترى مفوضة شؤون الاندماج في ولاية شمال الراين ويستفاليا سيراب غولر ضعف استعداد المهاجرين للتطعيم في المقام الأول على أنه مشكلة لها علاقة بالتواصل واللغة. إذ قالت «لا يزال يتعين علينا القيام بحملة توعية أفضل باللغات المعنية».
ولاية ألمانية تبدأ تطعيم اللاجئين في مراكز الإيواء
وأوضحت غولر أن الظروف المعيشية المتردية للعديد من المهاجرين تجعل إمكانية التقاط العدوى أكبر، كما أشارت إلى تداول الخرافات والأساطير بين مجموعات المهاجرين المختلفة. إذ يعتقد العديد من طالبي اللجوء، على سبيل المثال، أن الأشخاص الذين سيحصلون على اللقاح سيتم ترحيلهم بسهولة أكبر. ومن جهة أخرى تخشى الشابات من أن بعض اللقاحات يمكن أن تؤثر على خصوبتهن. لهذ السبب تدعو غولر إلى حملات توعية كبيرة لتوضيح أهمية التطعيم في طريق العودة إلى الحياة الطبيعية.