من مصر إلى الدنمارك أثيرت قصة نجاح المهندس المصري هاني طارق النبرواي، حيث أقام اتحاد الصناعات الدنماركي معرض صور في الشوارع، وتصدره بورتريه للشاب المصري ونماذج لمشروعات ناجحة له في مجال الصناعات الهندسية. فما القصة وراء اختياره لهذا التكريم؟
يوضح اتحاد الصناعات الدنماركي عبر صفحته على فيسبوك أن معرض الصور المتنقلة لقصص نجاح الشباب العربي، أُقيم أولا في حدائق وميادين عامة بالعاصمة كوبنهاغن، وسيتنقل لعدة مدن أخرى لاحقا، للاحتفاء بهم.
ويضيف الاتحاد الدنماركي أن المعرض أٌقيم تحت شعار «أحلام عربية» ووقع الاختيار على المهندس المصري، ضمن 12 شخصية أخرى في مجالات مختلفة، ويهدف إلى تمكين الشعب الدنماركي من التعرف على قصص نجاحهم خلال الـ10 سنوات الماضية.
تقدير كبير
ويقول المهندس المصري، في حديث خاص إن هذا التقدير المعنوي الكبير من اتحاد الصناعة الدنماركي وبرنامج الشراكة الدنماركية العربية التابع للخارجية الدنماركية وراءه قصة نجاح بدأت قبل 4 سنوات.
ويوضح النبراوي أن هذا الاختيار تكريم لكل المهندسين المصريين والعمال الذين يؤدون عملهم بإخلاص داخل مصانعهم ومؤسساتهم الانتاجية، في سبيل تحقيق التنمية والرخاء لبلدهم.
بداية القصة
ويشرح المهندس، الذي يعمل مديرا تنفيذيا لشركة «الميكانيكون العرب» للصناعات الهندسية في مصر، قائلاً: «البداية كانت بتعاون بين الشركة ومركز الالتزام البيئي والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصري على مدار 4 سنوات، واخترنا الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة لتطبيقه لدينا، ويتضمن توفير بيئة عمل لائقة والمساهمة في نمو الاقتصاد».
ويضيف أن التعاون أسفر عن تطوير مستمر داخل مصانع الشركة، استهدفت تعزيز التواصل والحوار بين الإدارة وفريق العمل بالكامل، وتزايد الاهتمام بالسلامة والصحة المهنية وتحسين بيئة العمل.
ويكمل الشاب المصري قائلا إنه التقى بعدد من المتخصصين و الاستشاريين من مصر والدنمارك، وتلقى تدريبات قبل سنتين في اتحاد الصناعات الدنماركي، بهدف الوصول إلى أفضل الأساليب لتوفير بيئة عمل صحية وآمنة في مصنعه.
ومع انطلاق عملية التطوير داخل مصانع الشركة، تمت زيارات لوفود دنماركية لتقييم التطوير الذي أنجزه المهندس المصري، وهنا قرر الدنماريكيون اختياره للاحتفاء به وعرض قصة نجاحه في بلادهم.
مسيرة المهندس المصري
وتخرج المهندس المصري عام 2005 في جامعة مصر الدولية ودرس في كلية الهندسة قسم العمارة، وحصل على عدة دورات تدريبية في الإدارة والتسويق داخل مصر وخارجها.
ومنذ تخرجه في الجامعة، التحق بشركة «الميكانيكون العرب» وأمضى بها 15 عاما متصلة، وترقى في المناصب داخلها حتى وصل إلى موقع المدير التنفيذي، كما يشغل عضوية نقابة المهندسين المصريين والمجلس التنفيذي فى جميعة المستثمرين بمدينة بدر.
تطور ملموس
ويقول المهندس المصري إن المبادئ العامة للتواصل مع العمال وقواعد السلامة المهنية كانت متوفرة في شركته، لكنها لم تكن «استراتيجية عمل»، وأنه بعد التعاون مع اتحاد الصناعات في مصر والدنمارك، تحولت المبادئ إلى استراتيجية أساسية ويتم تطويرها باستمرار.
ويضيف أنه طبّق خلاصة التدريبات التي حصل عليها في مجال «تحسين التواصل وبيئة العمل»، ومنها إنشاء مجلس تنفيذي للتواصل يضم ممثلين لإدارات الشركة، وإقامة «صندوق شكاوى» لتلقى شكاوى العمال والعمل على حلها، فضلا عن صندوق آخر لمقترحات تطوير الإنتاج يديره ممثلون عن العمال.
ويتابع قائلا أنه يدرس حاليا اقتراحا لخبراء دنماركيين زاروا المصنع بتقليل حدة للضوضاء للحد من تأثيرها على صحة العمال.
ويلفت المهندس المصري إلى أن إدارة الشركة استجابت للعديد من مطالب العمال، منها زيادة دورات المياه لتتناسب مع عددهم، وزيادة قيمة الوجبة الغذائية، وتوفير 4 مشروبات من الشاي للعامل يوميا بالمجان.
ويوضح أنه جرى تخصيص مكان ثابت لتناول الطعام ومنع التدخين، وأقيمت منطقة ترفيهية بها طاولة تنس وطاولة بلياردو وألعاب أخرى للترويح عن العاملين في أوقات الراحة.
ويتم حسب النبرواي عمل إفطار جماعي شهريا يحضره قيادات الشركة والعمال والمهندسين في أجواء عائلية حميمة، مع تكريم أفضل عامل حافظ على السلامة المهنية، فضلا عن احتفاء سنوي بالعمال في عيدهم وتوزيع منتجات الشركة الخاصة بالمنازل عليهم.
أثر فوري
ويؤكد المهندس المصري أن الاستجابة للعديد من المطالب البسيطة للعمال انعكس على أدائهم بشكل إيجابي وملموس، وكان له أثر كبير على الإنتاجية وسُمعة الشركة محليا وعالميا.
ويشير إلى أن عمال الشركة لمسوا تغييرا كبيرا يحيط بهم، مما دفعهم للحرص على أن يكونوا جزءا من النجاح وهم كذلك بالفعل ولهم الفضل في تكريمي بالدنمارك.
ودعا النبرواي الشركات الصغيرة والمتوسطة ألا تفكر بمنطق التكلفة المادية للسياسات الجديدة، لأن التكلفة صغيرة بينما المردود أعلى بكتير من التكاليف.
رؤية مصر 2030
وتعد شركة «الميكانيكيون العرب» التي يديرها المهندس المصري، واحدة من أكبر شركات الهندسة الصناعية في مصر، وتأسست عام 1977 ومتخصصة في مجالين: السقالات والشدات المعدنية ونظم التخزين.
وفي 2016، وضعت مصر استراتيجيتها للتنمية المستدامة تحت عنوان «رؤية مصر 2030»، استنادا إلى أهداف الأمم المتحدة، ورسمت الاستراتيجية المصرية إجراءات الحكومة على مدى الـ15 سنة المقبلة، لتغطي الأبعاد الإنمائية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
ويدعم القطاع الخاص جهود الحكومة المصرية لتحقيق التنمية، فيما تدعم الحكومة بشكل متواصل القطاع الخاص والاستثمار والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتعتبرها شريكا مهما.