هل سألت نفسك يوما، كيف يغسل رواد الفضاء ملابسهم المتسخة؟ في الواقع إنهم لا يفعلون.
ما يحدث أنهم يرتدون ملابسهم الداخلية والرياضية وكل شيء آخر، ويواصلون ارتدائها حتى يعجزوا عن تحمل رائحتها الكريهة أو الأوساخ البادية عليها، ثم يتخلصون منها تماما، حسب ما أشارت وكالة «أسوشتد برس».
لكن وكالة الفضاء الأميركية»ناسا» تريد تغيير ذلك، إن لم يكن على متن المحطة الفضائية الدولية، فليكن على سطح القمر أو المريخ، التوقف عن إلقاء أطنان الملابس المتسخة، أو جمعها مع القمامة كي تحترق في الغلاف الجوي على متن سفن الشحن المهملة.
لذلك تعاونت ناسا مع شركة بروكتر آند غامبل، للوصول لأفضل سبل تنظيف ملابس رواد الفضاء في الفضاء كي يتسنى إعادة استخدامها لأشهر أو حتى لسنوات، تماما كما يحدث على الأرض.
الشركة التي يقع مقرها في ولاية سينسيناتي، أعلنت الثلاثاء، أنها سترسل عبوات تجريبية من مسحوق للغسيل، إلى محطة الفضاء في وقت لاحق من العامين الحالي والمقبل، في إطار معركة المجرة للتخلص من مشكلة الملابس المتسخة والمتعرقة.
هي في الواقع ليست بالمشكلة الصغيرة، خاصة وأن الولايات المتحدة ودول أخرى تتطلع لإنشاء قواعد على القمر والمريخ.
تقول ناسا إن صواريخ الشحن ضيقة ومكلفة، ومن ثم لا يجب إهدارها في شحن ملابس جديدة إذا كان من الممكن الحفاظ على مظهرها ورائحتها منعشة.
وإلى هذا، قال مارك سيفيك، الكيميائي المتخصص في العناية بالأنسجة والمنازل في «بروكتر آند غامبل»، إنه عندما تكتشف أن رائد الفضاء يحتاج إلى 68 كيلوغراما من الملابس في الفضاء سنويا، يتضح لك حجم المشكلة بسرعة، خاصة في مهمة المريخ التي تستغرق ثلاث سنوات.
هناك أيضا عوامل الصحة والشعور بالاشمئزاز والغثيان، والأمر أن رواد الفضاء يتدربون كل يوم لمدة ساعتين للتغلب على آثار انعدام الوزن التي تدمر العضلات وتوهن العظام، لذا سرعان ما تصبح ملابسهم متيبسة من العرق ناهيك عن رائحتها.
وينتهي الأمر بقمصانهم وسراويلهم القصيرة وجواربهم وقد تحولت رائحتها إلى ما يشبه مكب النفايات فكل منهم يبقى مرتديا ملابسه لمدة أسبوع في الأقل، بحسب ليلاند ملفن، رائد الفضاء السابق في ناسا ولاعب في اتحاد كرة القدم الأمريكي.
وبالرغم من أن ناسا وشركائها في المحطة الفضائية الدولية أجروا أبحاثا حول إنتاج ملابس خاصة مضادة للميكروبات لإطالة مدة ارتدائها، فإن ذلك لا يصلح كحل طويل الأمد.
في تجربتها الأولية، من المقرر أن ترسل «بروكتر آند غامبل» منظفا مخصصا للفضاء في ديسمبر أول المقبل، حتى يتمكن العلماء من معرفة كيفية تفاعل الإنزيمات والمكونات الأخرى مع ستة أشهر من انعدام الوزن.
ثم في مايو ، تخطط الشركة لإرسال أقلام ومحارم مبللة تزيل البقع، كي يختبرها رواد الفضاء.