أعلن رئيس الحكومة اليونانية كيرياكوس ميتسوتاكيس خطة العمل الجديدة التي ستنفذها حكومته لمواجهة أزمة الهجرة المستمرة في اليونان. وتتكون الخطة من ست نقاط، هي حماية الحدود البحرية والبرية، والتمييز بين اللاجئين والمهاجرين لأسباب اقتصادية، وإعادة طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم، وإنشاء مرافق مغلقة للمهاجرين، والعمل على دمج اللاجئين في المجتمع، وفرض مزيد من الشفافية في عمل المنظمات غير الحكومية.
زار كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس الوزراء اليوناني، وزارة الهجرة واللجوء، وكشف للصحفيين عن خطة العمل التي ستتبعها حكومته في محاولة للتعامل مع أزمة اللاجئين المستمرة في البلاد.
ميتسوتاكيس يدافع عن حكومته
وأوضح ميتسوتاكيس، المبادئ الستة الرئيسية لسياسته، وهي حماية الحدود البحرية والبرية للبلاد، والتمييز بين اللاجئين والمهاجرين لأسباب اقتصادية، وسياسة فعالة لإعادة طالبي اللجوء غير المؤهلين للحصول على الحماية الدولية، وإنشاء مرافق مغلقة ومراقبة بشكل جيد، وفرض مزيد من الشفافية في عمل المنظمات غير الحكومية، وأخيرا سياسة اندماج فعالة للاجئين المعترف بهم.
ودافع رئيس الوزراء اليوناني عن سياسة حكومته التي تعرضت لانتقادات شديدة بشأن الهجرة منذ وصول حزب الديمقراطية الجديدة للسلطة، قائلا إنه «من السهل دائما تقديم شعارات مبسطة وشكاوى غامضة، لكن الأمر صعب للغاية عندما نتعامل مع مثل هذه المشاكل المعقدة على أرض الواقع».
وأضاف «نحن ملتزمون بالتعامل بشكل خاص مع قضية القصر غير المصحوبين بذويهم، ومن هنا ناقشنا الأمر مع الأمانة المختصة، واعتقد أن النتائج مبهرة، ليس فقط من حيث الحد من الأطفال غير المصحوبين بذويهم، الذين يتم استضافتهم في بلدنا، لكن بشكل أساسي من حيث الظروف التي يتم استضافتهم فيها».
وتابع أنه «لم يعد هناك أطفال غير محميين مكدسين في الأدغال مثل (مخيم) موريا، حيث يتم الآن إيواء جميع القاصرين في منازل استضافة، وبالطبع تم إلغاء إجراء الحجز الوقائي بموجب القانون، الذي أبقى للأسف الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم في مراكز الشرطة، كما تقدم الآلية الوطنية للاستجابة للطوارئ اليوم مساعدة فورية وكرم ضيافة».
انخفاض كبير في تدفقات الهجرة
وقال وزير الهجرة واللجوء نوتيس ميتراكيس، «لقد حققنا هدفين مهمين، الأول هو الحد بشكل كبير من تدفقات الهجرة، حتى لا تصبح بلادنا بوابة لشبكات التهريب، ومن خلال تنفيذنا استراتيجية خطة النقاط الست تمكنا من خفض التدفقات في عام 2020 بنسبة 80%، وفي الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 بنسبة 73%».
وأردف ميتراكيس، أن «هدفنا الثاني هو الحد بشكل كبير من تأثير أزمة الهجرة على المجتمعات المحلية، وبشكل خاص في المناطق النائية في اليونان والجزر الخمس في شرق بحر إيجة، والتي تحملت في السنوات الأخيرة وطأة الأزمة بشكل كامل، بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، حيث قلصنا المرافق التي تستضيف المهاجرين في بلدنا بنسبة 70% من 121 منشأة في عام 2020 إلى 37 فقط اليوم».
واستطرد أن اليونان شهدت انخفاضا كبيرا في عدد المهاجرين الوافدين من 72 ألفا في العام 2019 إلى 15 ألفا في عام 2020، و2500 فقط في الربع الأول من 2021.
وواصل أن «الأرقام تشير إلى أنه لا يزال هناك ما يقرب من 60 ألف طالب لجوء ولاجئ في مباني الإقامة والمخيمات في جميع أنحاء اليونان، في حين أن وفاة مهاجرين اثنين مؤخرا في مخيم في كيوس أثارت مرة أخرى أسئلة حول الظروف المزرية في مخيمات المهاجرين، خاصة في الجزر».
وفاة مهاجرين اثنين في كيوس
وقامت وزارة الهجرة، يوم الإثنين الماضي بإرسال وحدة خاصة من المحققين إلى جزيرة كيوس عقب وفاة المهاجرين اللذين كانا يقيمان في مخيم فيال للاجئين، حيث توفي رجل عراقي (51 عاما) مساء الأحد الفائت، بعد وفاة صومالي (28 عاما)، وهو أب لخمسة أطفال، في 3 أيار/ مايو الجاري.
وتوفى الرجلان لأسباب مرضية، وفقا للحكومة، التي انتهزت الفرصة أيضا لانتقاد تقارير إعلامية سابقة تفيد بأن الرجل الصومالي مات نتيجة لدغات القوارض.
وانتقد العديد من جماعات حقوق اللاجئين والمراقبين الإعلاميين والمنظمات غير الحكومية، بشدة سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي، باعتبارها غير إنسانية، كما وجهوا انتقادات لحكومة الديمقراطية الجديدة في اليونان، بسبب ما يعرف بسياسة «الاحتواء»، المتمثلة في إبقاء المهاجرين محاصرين في المخيمات بالجزر، حيث الظروف المعيشية مزرية.
ويُذكر أن مخيم موريا بجزيرة ليسبوس، الذي التصق ذكره بالاكتظاظ والقذارة، كان قد احترق تماما في أيلول/ سبتمبر الماضي، إثر اندلاع سلسلة من الحرائق فيه، وتم نقل سكانه إلى مخيم مؤقت مكون بالكامل من الخيام في كارا تيبي.
وأطلقت منظمات حقوق اللاجئين، على مدينة الخيام اسم «موريا 2»، وتم بناء المخيم في ميدان كان سابقا حقلا للرماية العسكري مكشوفا لكافة العناصر الجوية على الساحل، وعانى من مشاكل الفيضانات وانقطاع التيار الكهربائي.
ولا تزال جميع المخيمات تعاني من اكتظاظ واسع النطاق، بالرغم من انخفاض عدد طالبي اللجوء في الجزر اليونانية على مدى الإثني عشر شهراً الماضية.