بعد إجراء تغييرات تقنية على بطاقات “آسبن” المخصصة لدعم طالبي اللجوء في المملكة المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، بقي آلاف الأشخاص دون مال وغير قادرين على شراء حاجاتهم الأساسية أو حتى الحصول على طعام. جمعيات محلية استنكرت هذا الوضع معتبرة أن هذه المشكلة كان من الممكن تفاديها، وأكدت أمس الأربعاء أن آلاف الأشخاص إما لم يتلقوا بطاقاتهم الجديدة بعد أو لم يتمكنوا من تفعيلها.
كشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن آلاف طالبي اللجوء انقطع عنهم الدعم المادي أثناء إجراء تغييرات أقرتها الحكومة متعلقة بعقود شركات البطاقة المالية. وبقي هؤلاء الأشخاص، ومن بينهم عائلات لديها أطفال، غير قادرين حتى على تحمل تكاليف الطعام لعدة أيام.
وتوضح المنظمات غير الحكومية أن طالبي اللجوء أُجبروا على العيش في “حالة من الفقر المدقع” بعد أن توقفت بطاقات آسبن (Aspen) عن العمل، وهي البطاقات المخصصة لطالبي اللجوء من أجل من شراء الحاجيات الأساسية.
وحدث ذلك بعد قرار وزارة الداخلية إنهاء عقد بطاقة آسبن مع شركة Sodexo، وبدء عقد جديد مع شركة التكنولوجيا المالية (Prepaid Financial Services). وجرت عملية النقل هذه خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتم إبلاغ طالبي اللجوء أنه في يومي السبت والأحد لن يتمكنوا من الحصول على البدل الأسبوعي (قدره 39.63 جنيها إسترلينيا للأشخاص المقيمين في منازل خاصة، و8 جنيهات إسترلينية للمقيمين في فنادق مؤمنة)، وكان من المفترض أن تكون البطاقات الجديدة قابلة للاستخدام اعتبارا من يوم الاثنين.
جمعيات تسد الحاجة
إلا أن جمعيات محلية أكدت أمس الأربعاء أن آلاف الأشخاص إما لم يتلقوا بطاقاتهم الجديدة بعد أو لم يتمكنوا من تفعيلها، ما تركهم دون أي مال.
وبسبب هذا الوضع، باتت تلك الجمعيات تسارع لتلبية حاجات المهاجرين المتزايدة. ونشرت منظمة “ويست لندن ويلكوم” سلسلة تغريدات ذكرت فيها أن طالبي اللجوء في المملكة المتحدة ليس لديهم الحق في العمل وبالتالي يعتمدون بشكل كامل على تلك المساعدات.
“يمر طالبو اللجوء في جميع أنحاء البلاد بأزمة مفاجئة كان يمكن تجنبها بالكامل، فالكثير منهم لا يملك المال على الإطلاق. بطاقات آسبن الجديدة لم تصلهم أو لا تعمل. نحن والجمعيات الخيرية الأخرى نضمن حصولهم على طعام كاف. وإلا فإنهم سيصابون بالجوع”.
قال أحد طالبي اللجوء لصحيفة “الإندبندنت”، إنه لا يزال بدون بطاقة آسبن، وهو وشريكته يأكلان مما يتوفر لديهما من طعام مخزّن كالخبز والمعكرونة، بعد أن أنفقا آخر أموالهما على حفاضات ابنهما البالغ من العمر ثمانية أشهر.
وقال الشاب البالغ من العمر 31 عاما “الطعام ينفد. لدينا فقط بعض الأشياء الأساسية لابني. نحن نحتفظ بالخضروات التي تركناها له”.
في كثير من الحالات، تم إرسال البطاقات إلى عناوين خاطئة أو غير محدثة. وتذكر الصحيفة حالات لأشخاص أُرسلت بطاقاتهم إلى أماكن إقامتهم السابقة.
وتعتقد مديرة الحملات في جمعية Asylum Matters إيما بيركس أن المشكلة كان من الممكن تفاديها، “الآلاف من العائلات الضعيفة في جميع أنحاء بريطانيا تُركوا الآن لعدة أيام دون أي نقود للطعام والضروريات الأخرى”. وترى أنه كان من المفترض اختبار انتقال العقود بدقة قبل طرحه في جميع أنحاء المملكة المتحدة خلال عطلة نهاية أسبوع واحدة، ووضع خطط للطوارئ.
وواجهت المملكة المتحدة الكثير من الانتقادات في الفترة الأخيرة بسبب ظروف استقبال المهاجرين في البلاد، وانتشرت تقارير تظهر سوء الظروف المعيشية في ثكنات نايبر التي حولتها الدولة من موقع عسكري سابق إلى مركز لاستقبال طالبي اللجوء.
وفي نيسان/أبريل الماضي، كشفت وسائل إعلام بريطانية أن طالبات لجوء ونساء حوامل في المملكة المتحدة أُجبرن على العيش في أماكن غير صحية تملأها الحشرات لعدة أشهر.