رغم تدهور الوضع الأمني والمعيشي والبؤس الذي ازداد مع تفشي وباء كورونا في أفغانستان، يتم ترحيل لاجئين من ألمانيا إلى هناك. وقد توصلت دراسة حديثة إلى أن حياة هؤلاء في خطر وإن معظمهم إما غادر البلاد من جديد أو يخطط للمغادرة. ولهذا يطالب أصحاب الدراسة بوقف شامل للترحيل إلى أفغانستان.
توصلت دراسة حديثة إلى أن الأفغان الذين يتم ترحيلهم من أفغانستان معرضون هناك للخطر والفقر والملاحقة. كذلك العائلة العائدة من أوروبا إلى أفغانستان معرضة للخطر، حسب الدارسة المنشورة اليوم الجمعة (04 أيار/ مايو 2021) والتي تم إجراؤها بتكليف من مؤسستي “دياكوني” و”خبز للعالم” الخيريتين.
وبحسب الدراسة التي أجرتها الباحثة الاجتماعية، فريدريكه شتالمان، الخبيرة في الشؤون الأفغانية، فإن العائدين يتهمون بالخيانة أو التغريب أو السلوك اللأخلاقي أو الردة. ووثقت شتالمان تجربة 113 عائد من أصل 908 أفغاني تم ترحيلهم بين ديسمبر/ كانون الأول 2016 ومارس/ آذار 2020 من ألمانيا، وإن أغلب من تم ترحيلهم “إما غادروا أفغانستان مرة أخرى أو أنهم يخططون لذلك. وقد انتحر اثنان منهم” حسب “دياكوني” و”خبز للعالم”.
يجب إعادة تقييم الوضع
وعلق رئيس مؤسسة “دياكوني” أولريش ليلي، على ذلك بالقول “إننا نرى بأعيننا أن حياة هؤلاء الناس مهددة بترحيلهم إلى أفغانستان ونعرض حياتهم للخطر والبؤس”. وهذا مخالف للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، حسب ليلي الذي أضاف “إننا نطالب الحكومة الاتحادية بالعمل مع الولايات وقف عام على مستوى كل ألمانيا للترحيل إلى أفغانستان” كما يجب وقف رحلة الترحيل المقررة يوم الثلاثاء القادم (08 مايو/ أيار 2021).
في حين قالت داغمار بروين، رئيسة مؤسسة “خبز للعالم” التابعة للكنيسة البروتستانتية، إن “الوضع مأساوي في أفغانستان التي أنهكتها الحرب والأزمات منذ سنوات وتفاقم الوضع أكثر بسبب الجائحة. وإن تنامي وانتشار الفقر بشكل كبير وتراجع الوضع الأمني، يستوجب إعادة تقييم للوضع من قبل وزارة الخارجية”.
ولأول مرة أثبت بحث مستفيض ومفصل أن معظم الذين تم ترحيلهم إلى أفغانستان قد هربوا من البلاد مرة أخرى ويعيشون في حالة من البؤس والإحباط في بلدان مثل تركيا وإيران وباكستان والهند.