يعرض فيلم الموريتاني قصة المواطن محمد ولد صلاحي الذي اعتقل في موريتانيا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بشبهة العلاقة بمنفذي هجمات برجي مبنى التجارة العالمي وتم تسليمه للأميركيين.
فولد صلاحي مهندس متدين تخرج من هامبورغ بألمانيا، حيث كان يدرس أغلب منفذي تلك الهجمات.
زار أفغانستان وتدرب على أيدي المسلحين في آخر عهد القتال ضد السوفييت، وبعد أن بدأ القتال عاد إلى ألمانيا.
وبعد تخرجه قرر العودة إلى بلاده مرورا بكندا، وكان ذلك في رمضان.. وتشاء الصدف أن يعتكف محمد في المسجد الذي كان يصلي فيه عضو القاعدة الجزائري أحمد رسام، المدان بالتخطيط لتفجير مطار لوس أنجلوس.
كل هذه الأمور جعلت من ولد صلاحي مشتبها به تمسكت إدارة بوش باتهامه وإن لم تجد دليلا واحدا يدينه. ليظل بعد ذلك في السجن إلى أن اطلعت على ملفه المحامية والمدافعة عن حقوق الانسان نانسي هولاندر التي دافعت عنه حتى إطلاق سراحه.
وتقوم بدور هولاندر الممثلة الحائزة على الأوسكار مرتين النجمة جودي فوستر. وقد حصلت على جائزة غولدن غلوب عن هذا الدور.
أما دور ولد صلاحي فيقوم به الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم، والفيلم من إخراج كيفن ماكدونالد.
ويستهدف العرض الأول لفيلم الموريتاني في نواكشوط تعريف الجمهور الموريتاني بهذا العمل الفني المتميز من جهة، وتكريم ضيوف موريتانيا الذين شاركوا في هذا العمل من جهة ثانية.
وتعتقد وزارة التجارة والسياحة الموريتانية التي نظمت العرض أنه سيكون له ما بعده فيما يتعلق بالتعريف بالبلد ومميزاته وقيمه ومقدراته الثقافية والسياحية، على اعتبار أن هذا الفيلم يعطي صورة ناصعة عن الإنسان الموريتاني في يتعلق بخصال القوة والتسامح والصبر.
بين الرضى وخيبة الأمل
الجمهور الموريتاني الذي تابع عرض الفيلم لأول مرة مساء السبت الماضي انقسم حول تقييمه، فبينما رأى عدد من المدونين أن الفيلم أقرب ما يكون للدعاية لأميركا، يعتقد الممثل والكاتب الصحفي عبد الباقي محمد «أنه قوي الحبكة وقد استطاع أن يلخص في ساعتين معاناة دامت أكثر من عقد ونصف لشخص يبدو أنه كان عظيما، وهو ما يبدو أن الذين تعاملوا معه أدركوه».
ويضيف عبد الباقي متحدثا : «أظهر الفيلم كذلك أن العدالة في الولايات المتحدة الأميركية عدالة حقيقية وأن الأميركيين شعب عظيم، استطاع رغم آلام الحادي عشر سبتمبر أن يحكم العقل والعدالة بدل العاطفة والرغبة بالانتقام من إنسان تحوم حوله الشبهات رغم براءته».
أما صلاح نجيب، المترجم الذي عمل مع فريق الفيلم أثناء تصوير مرحلته الموريتانية، فيرى أن الفيلم لم يظهر حقيقة ما تعرض له السجين السابق في غوانتانامو.
وقال : «حسب قراءتي لكتاب يوميات غوانتانامو فهناك تفاصيل دقيقة كان يمكن أن تظهر هول معاناة المهندس محمد ولد صلاحي، وقد تجاوزها كاتب السيناريو. وعموما حذفت من الفيلم بعض المشاهد التي تم تصويرها على الشاطئ في نواكشوط».