تكافح العديد من العائلات اللبنانية التي تهوى اقتناء الحيوانات الأليفة في منازلها لإبقائها معها في ظل أزمة اقتصادية خانقة طالت المجتمع اللبناني برمته، بينما استسلمت أخرى لبؤس الحال ورمت بالحيوانات على قارعة الطريق.
ولم تعد كلفة المرتفعة الاعتناء بهذه الحيوانات مقبولة على اللبنانيين بسبب الارتفاع الجنوبي في أسعار السلع وانهيار سعر الليرة اللبنانية، فعجز البعض عن توفير وجبة واحدة لحيوانه الأليف الذي ربّاه لسنوات.
ويرصد مختصون في الرفق بالحيوان اتساع ظاهرة التخلي عن الحيوانات الأليفة من قبل اللبنانيين ورميها في الشوارع.
وبعد أن كانت الكلاب والقطط مدللة مرفهة صارت مثل أصحابها تعاني من فقدان الأساسيات، بعد أن غدت أعباء معيشة هذه هذه الحيوانات والسهر على رعايتها تكلف مئات الدولارات، ناهيك عن أثمان اللقاحات الخاصة بها وعمليات التعقيم التي وصلت إلى مبلغ نصف مليون ليرة لبنانية بحسب ما أوضحته الناشطة في مجال الرفق بالحيوان في لبنان غنى نحفاوي.
عائلات كثيرة لم تتمكن من متابعة اهتمامها بالحيوانات الأليفة ، وهذا ما دفع عددأً من أصحابها إلى طلب المساعدة لتأمين الطعام لها، فيما يطلب بعضهم من آخرين إيواءها، أو يبيعونها، ووصل الأمر حد إلقائها في الشارع.
وقال أحمد الصاوي، الذي اعتنى بكلبته «ليكسي»، وهي من نوع «الراعي البلجيكي» منذ أن كانت جرواً صغيراً، لكن الأزمة الاقتصادية في لبنان جعلته عاطلاً عن العمل فإضطر إلى بيعها لسداد قرض مصرفي.
وأضاف شاب آخر كان يجلس في حديقة منزله قرب بيت خشبي كان يؤوي كلبه فيه خلال الليل: «لم أعد أملك المال لأشتري له وجبة الغذاء حتى جاري اللحام لم يعد يؤمن لي بعض العظام وبقايا اللحوم لأطعمها لكلبي بعد ارتفاع اسعار اللحوم بشكل جنوني».
ظاهرة يومية
وفي حديثها أعربت الناشطة في مجال الرفق بالحيوان في لبنان، غنى نحفاوي عن أسفها لما آلت اإليه الأمور في لبنان، حتى تضرر الحيوان الأليف الذي اعتاد أن يعيش بسلام في منازل اللبنانيين المرفهين وغير المرفهين.
وتابعت: «باتت الأسباب المادية والتكاليف الباهظة للإهتمام عبئاً ثقيلاً على الأسر اللبنانية وغير اللبنانية التي تعيش في لبنان ناهيك عن أسباب أخرى تتعلق بالهجرة بعد ان قررت عائلات كثيرة الهجرة من لبنان والتخلي عن حيواناتها رغماً عنها».
وقال إن الأمر وصل ببعض المواطنين إلى رمي «الكلاب الأليفة في أماكن جبلية بعيدة ووعرة ما جعلها عرضة للإفتراس من الحيوانات الأخرى ، كذلك القطط حتى لا تعرف طريق العودة»، معربة عن أسفها لهذا الحال.
وأضافت: «يومياً تتخلى عائلتان أو ثلاث في لبنان عن حيواناتها الأليفة ومن المؤكد أن هناك أرقاماً أعلى وما يحزن رمي بعضها في النفايات وخصوصا المولودة منها حديثاً».
وقالت: «أتعاون مع مجموعة من الناشطين المتطوعين بهذا المجال ونجهد لتوزيع عدد كبير من هذه الحيوانات على مراكز خاصة للكلاب الشاردة وهي غير كافية ولا تطبق نص المادة 12 من قانون الرفق بالحيوان وليست مقدمة من الدولة ، لأنها بيوت خاصة وتحتاج الى المصاريف أيضا».
وأضافت :» نحاول التواصل مع جمعيات في خارج لبنان لنرحل الكلاب والقطط المصابة لمعالجتها ونجحت معنا عدة محاولات علاجها ووجدنا لها بيوت في كندا خصوصا».
وتمنت نحفاوي على العائلات عدم التخلي عن حيواناتها الأليفة بهذه الطريقة محملة المسؤولية للدولة اللبنانية المسؤولة عن حماية هذه الحيوانات التي لاذنب لها مستنكرة تقاعسها وعدم اهتمامها بتطبيق قانون الرفق بالحيوانات وعدم معاقبة المعتدين عليها».