منذ ظهر فيروس كورونا المستجد، تسكن حالة من الفزع الجميع، سواء من أصيبوا أو من يخشون الإصابه به. آلام وأحزان يخلفها كورونا منذ ظهوره، ويكون أثرها كبيرا عندما يكون المفقود شخصا مشهورا نعرفه ونشاركه تفاصيل حياتنا.
ومن بين المشاهير في مصر، يأتي الفنانون، حيث غيب كورونا عددا كبيرا منهم في الفترة الماضية.
وفي هذا التقرير نرصد أسماء بعضهم، وتعليق الأطباء والنقاد على انتشار الوباء بينهم، والنصيحة التي يقدمونها للفنانين ليتجنبوا مصير من رحلوا.
آخر الراحلين
كان الفنان سمير غانم آخر نجوم الفن الذين رحلوا عن عالمنا الخميس عن عمر الـ84 عاما، داخل غرفة العناية المركزة بعد إصابته بفيروس كورونا وإحداث مضاعفات بالكلى أودت بحياته.
وهناك أيضا الفنانة نادية العراقية التي رحلت قبل أيام قليلة عن عمر يناهز الـ57 عاما، متأثرة بإصابتها بالفيروس.
وسبقها الفنان القدير هادي الجيار عن عمر ناهز 71 عاما، بعدما تسبب فيروس كورونا في مضاعفة حالته جراء إجرائه لجراحة القلب المفتوح خلال الأشهر الماضية.
أما الراحلة رجاء الجداوي فكانت من أوائل الفنانين الذين تعرضوا للإصابة بالفيروس العام الماضي، حتى توفيت في 5 يوليو 2020 عن عمر ناهز الـ83 عاما، وأيضا الفنان يوسف شعبان الذي توفي عن عمر ناهز 90 عاما متأثرا بالفيروس، وكذلك محمد ريحان الذي توفي في مستشفى الزقازيق الجامعي، متأثرا بإصابته بكورونا والفشل الكلوي.
خطورة التجمعات
الدكتور عصام المغازي، مستشار منظمة الصحة العالمية واستشاري الأمراض الصدرية والحساسية والدرن، قال في تصريحات خاصة “التجمعات تمثل خطورة كبيرة جدا على جميع فئات الشعب، وليس على الفنانين فقط، فيمكن بسهولة انتقال الفيروس بين المواطنين بشكل عام وخصوصًا الفنانين أو الأطباء أو العمال الذين يعملون بشكل جماعي، في حال عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية بشكل تام”.
وعن الوفيات في مجال الفن، قال المغازي: “لا توجد لدينا إحصائيات رسمية يمكن من خلالها الإفصاح عن مدى نسبة الوفيات بين الفنانين، ولكن في حال عدم اتباعهم كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة سيكونون عرضة للإصابة أكثر، وخصوصًا في حالة الفنانين ذوي الأعمار الكبيرة”.
وتابع المغازي: “الفنانون مثلهم مثل باقي المواطنين فهم يتمتعون بنفس الخصائص الجسدية وأسباب إصابتهم تتشابه مع أسباب إصابة المواطنين”.
كما وجه نصيحة للعاملين بمجال الفن وباقي المواطنين بسرعة أخذ اللقاح “لأنه السبيل الوحيد المتاح لمجابهة الفيروس مع الحفاظ على كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية وعدم التواجد بالتجمعات قدر المستطاع وعدم البقاء بالأماكن المغلقة وكذلك عدم تبادل الأدوات الشخصية”.
طبيعة العمل
من جانبها، علقت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي في تصريح خاص، قائلة: “طبيعة عمل الفنانين والتي تحتم عليهم كثرة الاختلاط بالعديد من الأشخاص داخل الاستوديو، وبقاؤهم بأماكن مغلقة وكذلك عدم ارتداء الكمامات أثناء التصوير، تجعل من الصعب اتباع كافة أنواع الإجراءات الاحترازية المطلوبة، للوقاية من الإصابة بكورونا، فهم غير قادرين على الالتزام بها ومن هنا كانت فرصة تعرضهم للإصابة أكبر من غيرهم وأسهل من الناس الآخرين”.
وتابعت البشلاوي: “تسببت كورونا في فقداننا رموزا كبيرة في الفن مثل الفنان سمير غانم والذي شكل لونا مهما من ألوان الكوميديا التي اعتاد عليها الناس، وأصبح بينهم وبينه تفاعل كبير، حيث يمثل أيقونة البهجة، فهو رجل يتنفس الضحك ويتنفس موهبة جعلته يقدم الكوميديا بدون تكلف وبدون تصنع يبعد بينه وبين الجمهور. كما أن أعماله تتميز بسلاسة وخلو من الغموض والعمق والرسائل غير المباشرة”.
تأثير عالمي
وذكرت البشلاوي: “كورونا أثر على العديد من المجالات كما أثر على مجال الفن وعلى صناعة السينما وعلى صناعة الترفيه بشكل عام في كل الأماكن سواء في أميركا أو فرنسا أو في مصر بطبيعة الحال”.
وأضافت: “كورونا فيروس وبائي لم يشهده العالم من قبل، فقد شاهدنا أوبئة كثيرة ولكن كانت في أماكن محددة وبينها فترات، ولكن مثل هذا الفيروس لم نشهده، فهو يصل لكل الناس في كل العالم وفي نفس الوقت يصيب ويقتل الملايين”.