خيمت حالة من الحزن العميق على الوسط الفني المصري، بعد وفاة أسطورة الكوميديا سمير غانم عن عمر 84 عاما، متأثرا بمضاعفات في وظائف الكبد إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وكان سمير غانم قد دخل أحد مستشفيات القاهرة برفقة زوجته الفنانة دلال عبد العزيز، قبل أسابيع، لتلقي العلاج بعد إصابتهما بـ”كوفيد 19″، حيث تم وضعهما على أجهزة التنفس الاصطناعي للسيطرة على نسبة الأكسجين لديهما، حتى أعلنت وفاته الخميس.
واستطاع غانم ببراعة، على مدار عشرات السنوات، رسم البهجة والابتسامة على وجه الملايين من محبيه في مصر والعالم العربي، وظلت بصمته محفورة في قلوبهم وأذهانهم بنكاته اللطيفة وتلقائيته الاستثنائية ولونه الكوميدي الخاص به.
لكن على الجانب الآخر، ترك “فطوطة” حكايات مؤثرة عند رفقاء دربه من فنانين وكتاب ونقاد، تحدث إلى بعض منهم، فماذا قالوا؟
وجه السعد
تقول الفنانة المصرية نهال عنبر إنها “مدينة بفضل كبير للراحل العظيم”، لأنه “دعمها وشجعها كثيرا أثناء عملها معه وجعلها تمثل بكل طاقتها في فوازير (المتزوجون في التاريخ) في التسعينات من دون أي خوف أو قلق”، واصفة الراحل بأنه “وجه السعد”.
وتابعت: “سمير غانم فنان ونجم كبير، تعلمت المسرح على يديه وأول مرة أقف أمام كاميرا كانت معه. هو داعم ومحب للجميع وموقع العمل الخاص به أروع ما يكون”.
البساطة عنوانه
وكشفت الفنانة المصرية سميرة عبد العزيز عن الوجه الآخر للفنان الراحل بحكم صداقتها به على مدار سنوات، قائلة: “رغم نجوميته الكبيرة التي وصل لها فإنه كان إنسانا بسيطا جدا. البساطة كانت عنوانه في الحياة وهو متواضع للغاية”.
وقالت إنها كانت تدرس معه بجامعة الإسكندرية ومن هنا بدأت صداقتهما، كما مثّلا معا بمسرح الجامعة، وأضافت: “كواليس العمل معه كانت رائعة. كان يتعامل مع العمال مثل النجوم الكبار، ولا يعرف معنى التكبر في تعامله مع أي شخص”.
“عم الكوميديانات”
بينما أكد الفنان المصري عمرو عبد العزيز أن غانم “لن يتكرر مرة أخرى، فهو فنان جميل جدا”، وأطلق عليه لقب “عم كوميديانات مصر”، حيث “لن يأتي ممثل كوميدي مثله على الإطلاق”.
وأضاف عبد العزيز: “عملت معه بالسينما والتلفزيون والمسرح. هو إنسان خفيف الظل وروحه رائعة وكواليس العمل معه يسودها الحب والضحك، وبعد عملي معه أكثر من مرة أصبحت على تواصل دائم معه. كان يتصل بي دائما كي يطمئن على أحوالي”.
ولفت إلى أن آخر مكالمة دارت بينهما كانت قبل دخوله المستشفى بأسبوع، و”كانت كلها ضحك ودعابة، فهو رجل بسيط وجميل جدا رحمة الله عليه”.
متعدد المواهب
وأشارت الناقدة ماجدة خير الله إلى أن الراحل مر بمراحل كثيرة خلال مشواره الفني، كشفت عن تعدد مواهبه.
وأوضحت: “بدأ مع الضيف أحمد وجورج سيدهم وقدموا مجموعة من الاسكتشات الكوميدية والمسرحيات، ثم توفي الضيف فقدم سيدهم وغانم بعض المسرحيات الناجحة وأبرزها (المتزوجون)، ثم انفصل غانم عن سيدهم وقدم مسرحيات مثل (بهلول في إسطنبول) و(جحا يحكم المدينة)، كما كانت له مساهمات كثيرة في الأفلام والفوازير”.
وأردفت الناقدة أن “غانم صاحب مواهب متعددة في الغناء والأداء الحركي بالإضافة إلى الكوميديا التي كان متميز جدا بها، كما أنه كان لا يضاهَى في فن الارتجال، واستطاع أن يتواءم مع كل الأجيال”.
وأوضحت: “على مدار 50 سنة ذوق الجمهور يختلف، ومع ذلك كان عابرا للأجيال وكل الناس تحبه حتى آخر لحظة، على عكس آخرين كانوا مضحكين في زمن معين فقط. سمير غانم كان لديه مخزون كبير من الموهبة جعله يتواصل حتى مع الجيل الحالي، فهو موهبة نادرا ما تتكرر”.