تفاعل العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع ما نشرته ابنة الفنان المصري عمرو دياب، جانا، حول رحلتها مع الاضطرابات والأمراض النفسية، وعلى رأسها مرض فرط الحركة “ADHD”، الذي تسبب في طردها من مدرستها السابقة في لندن، بعد تراجع نتائجها الدراسية.
وأوضحت جانا دياب أن المعلمين في المدرسة، لم يستطيعوا التعامل معها بالشكل الصحيح وكانوا يتهمونها بتشتيت انتباه زملائها، ويصفونها بـ”الغبية” و”الكسولة”، وأنه كان من واجب المدرسة أن توجهها للتصرفات الصحيحة، وليس فقط لومها على عدم تحقيق درجات مرتفعة.
وختمت دياب رسالتها إلى المدرسة التي أجبرتها على المغادرة، بالكشف عن نجاحها خلال الفترة الماضية في الحصول على شهادة “دبلوم” في الغناء من معهد “بيم” للموسيقى، وأنها تسعى لدراسة علم الاجتماع.
وتوجهت دياب بالحديث إلى كل من يعاني من اضطراب نفسي مهما كان نوعه، بالحفاظ على حظوظه في النجاح، والسعي باستمرار دون النظر إلى من يعطل مسيرتهم.
وتأتي رسالة ابنة عمرو دياب، بعد أيام من انتهاء عرض المسلسل الرمضاني “خلي بالك من زيزي”، الذي تحدث عن مرض الـ(ADHD) أيضا، الذي كانت تعاني منه بطلة العمل.. فما هو مرض “فرط الحركة”؟.
أفعال مفاجئة
يقول استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز، إن السبب الأساسي لمرض فرط الحركة هو النشاط الزائد في القشرة الداخلية للمخ.
ويضيف فرويز “توجد في المخ قشرتان، قشرة مخية خارجية، وقشرة داخلية (تحت مخية)، وبسبب النشاط الزائد بالقشرة الداخلية، يعاني مريض (ADHD) من فرط الحركة، ومحاولة دائمة لتفريغ تلك الطاقة الزائدة، مما ينتج عنه بشكل ملحوظ نشاط زائد للأطفال طيلة الوقت، لكن الأزمة الأكبر تكمن في التصرفات المفاجئة”.
ويتابع استشاري الطب النفسي: “النشاط الزائد يمكن للأسرة التعامل معه وتفريغه من خلال الأنشطة المختلفة، لكن الطفل المريض بـ(ADHD)، يقوم بتصرفات انفعالية مفاجئة، ربما تكون عواقبها وخيمة، مثل التفكير في الإلقاء بنفسه من النافذة، ليجرب شعور الرجل الخارق (سوبر مان)، ومن المعروف أن كل الأطفال تأتي إليهم تلك الأفكار، لكن مريض فرط الحركة وقلة الانتباه يقوم بتنفيذها بشكل مفاجئ”.
سن المرض
ويوضح فرويز أن المرض في الأغلب يظهر بين الأطفال من سن 3 إلى 5 سنوات، ويظهر بشكل أقل في بقية الأعمار، وهناك نسبة قليلة يستمر معها في المراحل التالية للطفولة.
كما يشير فرويز إلى أن علامات مرض “فرط الحركة” هي قلة التركيز، وصعوبة التعلم، وسرعة الغضب، منوها إلى أنه على الأهالي “التفرقة جيدا بين نشاط الأطفال العادي، والنشاط المبالغ فيه والناتج عن الـ(ADHD)”.
ويتابع: “هناك الكثير من الآباء والأمهات الذين يظنون أن علامات مرض فرط الحركة، هي علامات طبيعية للطفولة، وأن هذا النشاط الزائد طبيعي، والحقيقة أن المخيف في هذا المرض، ليس الحركة الزائدة، لكن القرارات الانفعالية المفاجئة، التي نتج عنها عديد من الحوادث، راح ضحيتها كثير من الأطفال في عمر الزهور”.
ويكشف الاستشاري الطب النفسي عدم توصل العلم حتى الآن إلى السبب وراء إصابة الأطفال بهذا المرض، وما الذي يتسبب في النشاط الزائد بالقشرة الداخلية في مخ مريض الـ(ADHD).
كيفية العلاج
ويوضح فرويز أن علاج مرض فرط الحركة ربما يحتاج إلى المواظبة فقط على الأدوية المنشطة للقشرة المخية، بالإضافة إلى العلاج السلوكي لمدة عام كامل، لافتا إلى أن هناك العديد من الحالات التي يقل نشاطها الزائد بالوصول إلى سن 14.
ويستطرد: “هناك من لا يمكنهم التخلص من المرض، ويعيش معهم بقية حياتهم، وهؤلاء يلتزمون بعلاج مدى الحياة، للسيطرة على قراراتهم الانفعالية، والقدرة على الاندماج مع من حولهم”.
وفي ختام حديثه ، يشير فرويز إلى “أهمية الوعي المجتمعي بالأمراض والاضطرابات النفسية، وضرورة تسليط الضوء عليها من قبل وسائل الإعلام والأعمال الفنية”.