الرئيسيةأخبار الاقتصادحراك خفي.. إيران تحوم لضرب مشروع الكهرباء بين العراق والخليج

حراك خفي.. إيران تحوم لضرب مشروع الكهرباء بين العراق والخليج

أفادت‭ ‬مصادر‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬العراقية‭ ‬بغداد،‭ ‬بأن‭ ‬حراكا‭ ‬خفيا‭ ‬يجريه‭ ‬مسؤولون‭ ‬إيرانيون،‭ ‬وآخرون‭ ‬في‭ ‬سفارة‭ ‬طهران،‭ ‬لإيقاف‭ ‬أو‭ ‬عرقلة‭ ‬مشروع‭ ‬الربط‭ ‬الكهربائي‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬والدول‭ ‬الخليجية‭.‬

يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬عقب‭ ‬بلوغ‭ ‬المشروع‭ ‬مراحل‭ ‬متقدمة،‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الكهرباء،‭ ‬الجمعة،‭ ‬أن‭ ‬العراق‭ ‬أنجز‭ ‬نحو‭ ‬81‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬مستلزمات‭ ‬ومتعلقات‭ ‬هذا‭ ‬الربط،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مباحثات‭ ‬ومفاوضات‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬الربط‭ ‬الخليجي‭ ‬لإنشاء‭ ‬خط‭ ‬بطول‭ ‬300‭ ‬كم،‭ ‬وسيكون‭ ‬بواقع‭ ‬220‭ ‬كم‭ ‬داخل‭ ‬الأراضي‭ ‬الكويتية‭ ‬و80‭ ‬كم‭ ‬داخل‭ ‬الأراضي‭ ‬العراقية‭.‬

وقال‭ ‬مصدر‭ ‬سياسي‭ ‬رفض‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬هويته،‬‭ ‬إن‭ ‬‮«‬مسؤولين‭ ‬إيرانيين‭ ‬كانوا‭ ‬يرافقون‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬محمد‭ ‬جواد‭ ‬ظريف،‭ ‬حاولوا‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬مجريات‭ ‬مشروع‭ ‬الربط‭ ‬الكهرباء،‭ ‬عبر‭ ‬استمالة‭ ‬مسؤولي‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬ومنحهم‭ ‬تعاقدات‭ ‬جديدة،‭ ‬بأسعار‭ ‬مخفضة،‭ ‬مقابل‭ ‬وقف‭ ‬المشروع،‭ ‬أو‭ ‬إبطاء‭ ‬وتيرته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬وزير‭ ‬الكهرباء‭ ‬ماجد‭ ‬حنتوش‭ ‬إلى‭ ‬زيارة‭ ‬إيران،‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬ظريف،‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬مضي‭ ‬المشروع‭ ‬وفق‭ ‬الخط‭ ‬المرسوم‭ ‬له‮»‬‭.‬

رادار‭ ‬إيراني‭ ‬على‭ ‬المشاريع

وأضاف‭ ‬المصدر،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬لوبي‭ ‬ضغط‭ ‬تشكل‭ ‬مؤخراً‭ ‬داخل‭ ‬السفارة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ببغداد،‭ ‬يستهدف‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬المشروعات‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬فيها‭ ‬طهران‭ ‬خروجاً‭ ‬عن‭ ‬هيمنتها،‭ ‬وهي‭ ‬مئات‭ ‬المشاريع،‭ ‬وازداد‭ ‬عددها‭ ‬بعد‭ ‬وصول‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‮»‬‭.‬

ولدى‭ ‬العراق،‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬لاستيراد‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية،‭ ‬بواقع‭ ‬1200‭ ‬ميغاوات‭ ‬عبر‭ ‬4‭ ‬خطوط؛‭ ‬هي‭ ‬خط‭ (‬خرمشهر‭ – ‬البصرة‭)‬،‭ ‬و‭(‬كرخة‭ – ‬العمارة‭)‬،‭ ‬و‭(‬كرمنشاه‭ ‬–‭ ‬ديالى‭)‬،‭ ‬و‭(‬سربيل‭ ‬زهاب‭ ‬–‭ ‬خانقين‭).‬

والعام‭ ‬الماضي،‭ ‬تجددت‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬لمدة‭ ‬عامين‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تُوقع‭ ‬سابقا‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبرته‭ ‬أوساط‭ ‬عراقية،‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬طهران،‭ ‬للتأثير‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬الربط‭ ‬الكهربائي‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬والاستعداد‭ ‬له‭ ‬مبكرا‭.‬

كما‭ ‬يساهم‭ ‬الغاز‭ ‬المستورد‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬بتشغيل‭ ‬محطات‭ ‬كهربائية‭ ‬عراقية‭ ‬ترفد‭ ‬المنظومة‭ ‬بما‭ ‬يقارب‭ ‬من‭ ‬3300‭ ‬ميغاوات‭.‬

محطة‭ ‬إنتاج‭ ‬كبرى

وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬أعلن‭ ‬السفير‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬أيرج‭ ‬مسجدي،‭ ‬الأحد،‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬‮«‬ستباشر‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬محطتين‭ ‬لتوليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬العراق‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أحد‭ ‬هذين‭ ‬المشروعين‭ ‬سيتحول‭ ‬إلى‭ ‬محطة‭ ‬كبرى‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‮»‬‭.‬

ومثّل‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬مفاجأة‭ ‬للأوساط‭ ‬المعنية،‭ ‬ومسؤولي‭ ‬ملف‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يُعلن‭ ‬سابقاً‭ ‬عن‭ ‬بوادر‭ ‬دخول‭ ‬طهران،‭ ‬لإنشاء‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬كهرباء‭ ‬داخل‭ ‬العراق،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن،‭ ‬الشركات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬غير‭ ‬مؤهلة‭ ‬للقيام‭ ‬بمثل‭ ‬تلك‭ ‬المشروعات‭.‬

وقال‭ ‬الخبير‭ ‬النفطي،‭ ‬حمزة‭ ‬الجواهري‭: ‬إن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬محطات‭ ‬ستُبنى‭ ‬قريباً‭ ‬شكّل‭ ‬مفاجأة،‭ ‬لعدم‭ ‬وضوح‭ ‬الاتفاق،‭ ‬وسبب‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تمنع‭ ‬الغاز‭ ‬الذي‭ ‬يشتريه‭ ‬العراقيون‭ ‬بأموالهم‭ ‬عن‭ ‬المحطات‭ ‬المحلية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬وجود‭ ‬نية‭ ‬أخرى‭ ‬لهذا‭ ‬الإعلان‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬الجواهري،‭ ‬‬أن‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬الربط‭ ‬الكهربائي‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬مثل‭ ‬ضربة‭ ‬لإيران،‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الطاقة‭ ‬والوقود،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بلغ‭ ‬المشروع‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المئة‮»‬‭.‬

ولفت‭ ‬الجواهري،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الشركات‭ ‬الإيرانية‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المحطات‭ ‬الكبيرة،‭ ‬بسبب‭ ‬حاجتها‭ ‬إلى‭ ‬معدات‭ ‬ثقيلة،‭ ‬مثل‭ ‬التوربينات‭ ‬وغيرها،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬امتلاكها‭ ‬التكنلوجيا‭ ‬المختصة‭ ‬بذلك‮»‬‭.‬

الكهرباء‭ ‬العراقية‭ ‬تنأى‭ ‬عن‭ ‬التوضيح

وفي‭ ‬أول‭ ‬تعليق،‭ ‬على‭ ‬تصريح‭ ‬السفير‭ ‬الإيراني،‭ ‬قالت‭ ‬وزارة‭ ‬الكهرباء‭ ‬العراقية‭ ‬إنها‭ ‬ستبين‭ ‬طبيعة‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬لاحقاً‭.‬

وقال‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الوزارة‭ ‬أحمد‭ ‬موسى‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬صحفي‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الوزارة‭ ‬لم‭ ‬تصدر‭ ‬أي‭ ‬تفصيل‭ ‬بشأن‭ ‬تصريح‭ ‬السفير‭ ‬الإيراني،‭ ‬واعتقد‭ ‬أننا‭ ‬سنوضح‭ ‬لاحقاً‭ ‬ذلك‭ ‬ببيان‭ ‬رسمي‮»‬‭.‬

وأزمة‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬مستمرة‭ ‬ومعقدة،‭ ‬وتتداخل‭ ‬فيها‭ ‬عوامل‭ ‬عدة،‭ ‬حيث‭ ‬فشلت‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬بعد‭ ‬نظام‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حلولٍ‭ ‬لانقطاعها‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭ ‬يوميا،‭ ‬ويقدر‭ ‬قيمة‭ ‬ما‭ ‬انفقته‭ ‬الحكومات‭ ‬العراقية‭ ‬منذ‭ ‬2003‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬حلول‭ ‬ملموسة‭. ‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬يرى‭ ‬النائب‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬العراقي،‭ ‬جاسم‭ ‬البخاتي،‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬المضي‭ ‬بمشروع‭ ‬الربط‭ ‬الكهربائي‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬بعد‭ ‬بلوغه‭ ‬مراحل‭ ‬متطورة،‭ ‬دون‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمؤثرات‭ ‬الأخرى،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬واعداً‭ ‬للعراقيين،‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الطاقة،‭ ‬ولتنويع‭ ‬الخيارات‭ ‬أمام‭ ‬الحكومة،‭ ‬لتختار‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يلائم‭ ‬بلادنا‮»‬‭.‬

Most Popular

Recent Comments