استنكر الهلال الأحمر السوري، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، زيادة معاناة جميع السكان في سوريا، وأوضحت هذه المنظمات أن حوالي 13 مليون شخص، يمثلون أكثر من نصف العدد الإجمالي للسوريين الذين بلغ عددهم 20 مليونا عند بداية اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العام 2011، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، من بينهم ثمانية ملايين شخص لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والرعاية الطبية والتعليم الأساسي، وذلك بعد مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب في سوريا.
أكد الهلال الأحمر العربي السوري، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أن أكثر من نصف السوريين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وذلك بعد مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب في سوريا.
نصف السوريين نازحون ولاجئون
وشجب رئيس الهلال الأحمر السوري خالد حبوباتي، ورئيس الصليب الأحمر بيتر مورير، ورئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فرانشيسكو روكا، خلال مؤتمر صحفي عبر شبكة الإنترنت، معاناة جميع السكان في سوريا.
وأوضحت هذه المنظمات، أن حوالي 13 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، من بينهم ثمانية ملايين لا يتمكنون من تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والرعاية الطبية والتعليم الأساسي.
وأكد قسم سوريا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة المعاناة التي يعيشها أكثر من «12.4 مليون سوري الآن من انعدام الأمن الغذائي، وأن 60% من السوريين لا يستطيعون شراء وجبة طعام أساسية».
وأضاف البرنامج حول الوضع الغذائي في هذا البلد أن «ارتفاع أسعار المواد الغذائية من جهة، والضغوطات الاقتصادية التي سببها انتشار كوفيد ــ 19 من فقدان للوظائف، كل ذلك يدفع بالعائلات إلى الجوع والفقر وانعدام الأمن الغذائي».
وكانت الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة السورية قد اندلعت في الربيع قبل 10 سنوات، وتم قمعها بطريقة دموية قبل أن تتحول إلى عنف مسلح على نطاق وطني، شاركت فيه تدريجيا أطراف إقليمية ودولية.
ويبلغ عدد النازحين الذين يعيشون حاليا «فقط داخل» مراكز إيواء غير ملائمة، ويفتقرون إلى الحد الأدنى من مستويات المعيشة 2،2 مليون شخص.
ووفقا لآخر التقديرات، فقد لقى نحو نصف مليون سوري حتفهم في الصراع، الذي لا يزال مستمرا، بينما أجبر حوالي نصف السوريين، الذين بلغ تعدادهم 20 مليون نسمة في العام 2011، على مغادرة منازلهم كلاجئين في الخارج أو نازحين في الداخل.
وأشار خالد حبوباتي، إلى المعاناة التي يعيشها ملايين السوريين جراء الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة لأسباب منها انتشار جائحة كورونا.
ويعد فيروس كوفيد – 19 أحد الانشغالات الأخيرة لكثير من السوريين، حيث يعتبر العديد منهم شراء أقنعة الوجه والمطهرات ترفا، وفقا لما صرح به حبوباتي.
نحو 11 مليون سوري على حافة الهاوية
وأوضح رئيس الهلال الأحمر السوري، أن «أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 236% في السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي دفع 11 مليون سوري إلى حافة الهاوية، على الرغم من أنهم لم يعانوا قبل الأزمة الاقتصادية من خطر نقص الطعام».
وتابع أن «هناك اليوم نصف مليون طفل في سوريا يعانون من سوء التغذية المزمن، وكل يوم في سوريا أصبح مسألة حياة أو موت». ونشر الهلال الأحمر السوري تغريدات لأطفال «دفعوا مستقبلهم ثمنا لواقع حاضر الذي لم يختاروه».
وعن هؤلاء الأطفال قال الهلال الأحمر «لقد فقدوا أحلامهم بين منازلهم المدمرة والمدارس وحتى الخيام»، وأضاف «السوريون هم الخاسر الأكبر بعد عقد من العذاب في سوريا».
بينما قال فرانشيسكو روكا رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إنه «بعد 10 سنوات من المعاناة، يتعين على قادة العالم إيجاد حل سياسي للأزمة السورية الآن، أكثر من أي وقت مضى».
وأضاف أن « السوريين يحتاجون إلى تضامننا ودعمنا، لدينا واجب أخلاقي لتقديم الدعم إلى الهلال الأحمر السوري ودوره الحاسم للوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً في كل جزء من سوريا».
ولفت إلى أن «التدابير الوقاية من جائحة كوفيد – 19، مثل التباعد الاجتماعي، يكاد يكون من المستحيل تطبيقها في العديد من المناطق السورية».
وأردف أن الأزمة الاقتصادية أدت إلى زيادة عدد السوريين المعرضين لانعدام الأمن الغذائي، قبل أن يضيف أن «عدد السوريين المحتاجين اليوم فاق الأعداد التي كانت موجودة قبل خمس سنوات».