اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، على «الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين باعتبارها مسألة أمن قومي»، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل وملزم لعملية ملء وتشغيل سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
جاء ذلك خلال لقاء السيسي مع البرهان في باريس، الأحد، على هامش مؤتمر دولي لدعم اقتصاد السودان.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن اللقاء «شهد استعراضا لمجمل العلاقات الثنائية بين البلدين»، حيث أعرب السيسي والبرهان عن «الارتياح لمستوى التنسيق القائم بين الجانبين، لا سيما في ظل تبادل الزيارات السياسية المكثفة خلال الفترة الأخيرة، مع تأكيد أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى الزخم القائم في العلاقات الثنائية، خاصة ما تم من تكثيف للتعاون العسكري المشترك من خلال إقامة مناورات (نسور النيل 2) المشتركة بالقاعدة الجوية بمدينة مروي، وهو ما عكس القناعة السياسية المتبادلة لدى البلدين الشقيقين بأن أمنهما القومي لا يمكن أن ينفصل».
كما شهد اللقاء استعراض آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها تطورات الأوضاع على الحدود السودانية الإثيوبية، فضلا عن التطورات المتعلقة بعدد من الأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وتم التوافق حول استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن السيسي «أشاد بالعلاقات الأخوية المتينة والأزلية بين مصر والسودان، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة»، معربا عن «تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، لا سيما على المستوى الأمني والعسكري والاقتصادي والتجاري».
وأكد السيسي «حرص مصر على المشاركة في المؤتمر الدولي لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان، بما يساعد على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، انطلاقا من دعم مصر الكامل للسودان في كل المجالات، وكذا الارتباط الوثيق بين الأمنين القومي المصري والسوداني، والروابط التاريخية التي تجمع شعبي وادي النيل».
كما أشار الرئيس المصري إلى أنه «التزاما من مصر ببذل كل الجهود لمساندة الخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والتخلص من ديونها المتراكمة وتخفيف أعبائها التمويلية، فإن مصر ستشارك في المبادرة الدولية لتسوية مديونية السودان من خلال استخدام حصتها لدى صندوق النقد الدولي لمواجهة الديون المشكوك بتحصيلها».
وأثنى السيسي على «الخطوات الشجاعة التي يقوم بها السودان في اتجاه الإصلاح الهيكلي للاقتصاد، بما يعكس إرادة سياسية حقيقية لإنجاح المرحلة الانتقالية»، ومؤكدا استعداد مصر لنقل تجربتها في الإصلاح الاقتصادي وتدريب الكوادر السودانية.
ومن جهة أخرى، أعرب البرهان عن «التقدير العميق الذي تكنه السودان تجاه جهود مصر لدعم السودان في المرحلة الانتقالية التي يمر بها، وهو ما تجسد في حرص السيسي على المشاركة الشخصية في مؤتمر باريس الحالي لدعم السودان، مما يرسخ قوة الروابط الممتدة التي تجمع البلدين الشقيقين».
وأشاد البرهان بـ»الجهود المتبادلة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، والدعم المصري غير المحدود من خلال مختلف المحافل للحفاظ على سلامة واستقرار السودان».
كما تحدث عن «آفاق رحبة لتطوير التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، وحرص السودان على توفير المناخ الداعم لذلك في مختلف المجالات التنموية الاستراتيجية، فضلا عن تعويلها على الدور المصري الداعم للجهود السودانية الجارية لإسقاط وإعادة جدولة الديون الخارجية عليها، وكذا الاستفادة من نقل التجربة المصرية الملهمة في الإصـلاح الاقتصادي وتدريـب الكوادر السودانية والمساعدة على مواجهة التحديات».