أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن نصف السوريين أصبحوا لاجئين ونازحين، بعد عشر سنوات من اندلاع النزاع في بلادهم. وأشارت إلى أن أكثر من 13 مليون سوري يحتاجون للمساعدة الإنسانية والحماية، بينما يعاني 12.4 مليون شخص (60% من إجمالي السكان) من نقص الغذاء. ودعت المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود الجماعية لدعم اللاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم.
قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن هناك أكثر من 5.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في المنطقة، ومئات الآلاف غيرهم منتشرون في 130 دولة. وأشارت إلى أن 70% من هؤلاء اللاجئين يعيشون في فقر مدقع، دون الحصول على الغذاء والماء والخدمات الأساسية.
العالم خذل السوريين
وأوضحت المفوضية في بيان بمناسبة مرور عشر سنوات على نشوب الأزمة السورية، أن «نصف السوريين أجبروا على الفرار من منازلهم».
وذكر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فليبو غراندي، «لقد تسببت عشر سنوات من الصراع في معاناة وألم لا يمكن تصوره، بعد أن خذل العالم السوريين».
وأضاف غراندي «يجب ألا تضعف جسامة هذه الأزمة تضامننا مع السوريين، بل على العكس من ذلك، يجب علينا مضاعفة جهودنا الجماعية لدعم كل من اللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم».
وأورد «بصفتي المفوض السامي لشؤون اللاجئين، الذي يقود الاستجابة لواحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العصر الحديث، احتفل بهذه الذكرى بقلب حزين. وبالنسبة لزعماء العالم، إنه تذكير قاتم ومؤلم بأن هذا العقد من الموت والدمار والتشريد قد حدث أمام أعينهم».
وتابع بيان المفوضية «أكثر الأفراد ضعفا هم الأطفال والمراهقون، و45% من اللاجئين تقل أعمارهم عن 18 عاما، حيث يوجد 1.6 مليون من الأطفال اللاجئين دون سن العاشرة، من بينهم مليون طفل يعيشون في المنفى».
وقال بن ستيلر، سفير المفوضية للنوايا الحسنة، «إن عشرة أعوام من الصراع في سوريا كانت لها تكلفة باهظة على العائلات السورية. لقد فقدوا أحباءهم ومنازلهم ومصادر رزقهم».
وأضاف «لا شك أنه بعد مضي 10 أعوام من الأزمة، خسر جيل كامل من السوريين أحلامهم». لكن بيان المفوضية أكد أنه «لا يزال بإمكاننا إحداث فرق في حياة الأطفال السوريين الذين مازالوا يحلمون بمستقبل أفضل».
وأردف البيان أن «جيلا كاملا أصيب بالندوب، وغالبا ما يحرم من التعليم، إضافة إلى المعاناة من سوء التغذية والأحوال المعيشية». قبل أن يضيف «الوضع الإنساني في سوريا مريع، حيث يوجد 6.7 مليون نازح سوري، نصفهم يعيشون بعيدا عن منازلهم منذ أكثر من خمس سنوات».
ونوهت بأن «أكثر من 13 مليون سوري يحتاجون للمساعدة الإنسانية والحماية، بينما يعاني 12.4 مليون شخص (60% من إجمالي السكان) من نقص الغذاء، و5.9 مليون شخص من حالة طوارئ تتعلق بالإسكان».
برنامج الغذاء العالمي، وهو أكبر منظمة إنسانية في العالم لمكافحة الجوع، قال في تغريدة عبر تويتر إنه بعد 10 سنوات «نصف أطفال سوريا لم يعيشوا يومًا بدون حرب».
وضع مأساوي
ووصفت المفوضية وضع الرعاية الصحية في سوريا بأنه مأساوي، حيث تعمل بشكل كامل 58% فقط من المستشفيات، و53% من المراكز الطبية التي تقدم الخدمات الأساسية. وأشارت إلى أن نحو تسعة من كل 10 سوريين يعيشون تحت خط الفقر.
واستطرد غراندي أن «المساعدات المتضائلة والتباطؤ الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا دفعا اللاجئين السوريين إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس. وفي الوقت نفسه، كنا شهودا على كرم استثنائي أنقذ حياة ملايين السوريين، حيث يقوم جيران سوريا بإيواء ملايين اللاجئين، ويتحملون مسؤولية ضخمة، وتتعرض مواردهم الاقتصادية النادرة وبنيتهم التحتية ومجتمعاتهم لضغط هائل».
ولفت إلى أن «موجة التضامن مع اللاجئين السوريين دفعت العديد من الحكومات خارج المنطقة إلى تغيير السياسات، وتقديم إيماءات حقيقية لمساعدة اللاجئين والدول المضيفة لهم من خلال إعادة التوطين ولم شمل الأسر والتأشيرات الإنسانية والمنح الدراسية وغيرها من المسارات الآمنة والقانونية للاجئين السوريين».
إضافة إلى ويلات الحرب ومآسيها «يواجه الكثير من اللاجئين والنازحين السورين في مخيماتهم تحديات عديدة ومخاطر طبيعية بسبب الطقس وتقلباته»، كما قال عبر تويتر مارك كوتس، نائب المنسق الإقليمي للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، الذي نشر صور الأضرار والخسائر جراء الرياح التي ضربت عددا من المخيمات في إدلب وخلفت أضرارا فادحة.