في ثالث هجوم من نوعه خلال أسابيع، اخترق قراصنة إلكترونيون شبكة شرطة العاصمة الأميركية واشنطن، وبدأوا تسريب معلومات خاصة بها على الإنترنت.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن مجموعة قراصنة تطلق على نفسها «بابوك»، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الإلكتروني.
وتعرف هذه المجموعة بشن هجمات «برامج الفدية»، أي أنها تطالب بفدية مقابل عدم نشر بيانات الضحايا، وغالبا من خلال العملة الرقمية «بتكوين».
ونشر أعضاء هذه المجموعة بيانا على ما يعرف باسم «الإنترنت المظلم»، ادعوا فيه أنهم سرقوا ما يعادل 250 غيغابايت من البيانات الخاصة بشرطة واشنطن، وهددوا بستريبها ما لم يتم تلبية مطالبهم في غضون أيام.
كما هددوا بإفشاء معلومات عن مخبري الشرطة لصالح العصابات الإجرامية، مع تهديد بمواصلة الهجمات على مؤسسات الدولة مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن السيبراني ومركز أمن البنية التحتية الأمنية.
وتظهر المعلومات المسربة تقارير عن قوائم الاعتقال، والأشخاص الموضوعين على رادار الشرطة.
ويضيف هذا الهجوم ضحية جديدة لما بات يعرف بـ»الوباء الرقمي» في الولايات المتحدة، إذ تعرضت 26 وكالة حكومية إلى هجمات الفدية منذ بداية 2021.
وكان من بين ضحايا هذه الهجمات، 16 وكالة لم يكتف المجرمون باحتجاز بياناتها فحسب، بل سربوها إلى الإنترنت عندما رفضت دفع الفدية.
وفي تفسير تعرض شبكة الشرطة الأميركية للاختراق الإلكتروني، قالت «نيويورك تايمز» إن هيئات إنفاذ القانون تستخدم أنظمة تشغيل قديمة سهلة الاختراق.
وأضافت الصحيفة أن شرطة مدينة بريسكي أيل بولاية مين تعرضت لهجوم في وقت سابق في أبريل الجاري، وفي مارس الماضي اخترق القراصنة شبكة شرطة مدينة أزوسا بولاية كاليفورنيا.
وتأتي الهجمات الإلكترونية الجديدة في وقت تحاول به إدارة الرئيس جو بايدن تحصين الدفاعات الإلكترونية لمؤسسات الدولة، بعد سلسلة من الهجمات الإلكترونية الضخمة التي نفذ الروس بعضا منها، كما تقول واشنطن.
وفي سياق ذلك، من المتوقع أن يصدر بايدن أمرا تنفيذيا في المستقبل القريب بشأن التصدي لهذه الهجمات، لكن مسؤولين أميركيين يرون أن الأمر لن يفعل الكثير لوقف الهجمات.