رغم تحقيقه نسبة مشاهدات عالية إلا أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر فتح تحقيقا عاجلا مع صناع مسلسل «الطاووس» والقنوات التي تعرضه على شاشاتها، حول استخدام المسلسل لغة لا تتفق مع تعليمات المجلس، مشددا في بيان له على احترامه لحرية والفن والإبداع، وحرصه في الوقت نفسه على «الحفاظ على هوية الشعب المصري» و»تنقية الأجواء ومنع الصور التي تسيء للفن الأصيل».
من جانبها أكدت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة حسين زين، أن جميع الأعمال الدرامية والبرامج التي تُعرض خلال شهر رمضان المعظم يجرى مراجعتها من الرقابة وحذف أى مشاهد قد تشكل خطرًا على المجتمع أو لا تتناسب مع عاداته وتقاليده، مؤكدة تمسكها بإعلاء القيم وعدم المساس بالأسر المصرية والإساءة إليها.
وحول تشابه قصة المسلسل مع قضية «الفيرمونت» الشهيرة أوضح طارق العوضي، محامي الفتاة الضحية في هذه القضية أن المجلس الأعلى للإعلام استدعاه للمثول أمام لجنة التحقيق التي تم تشكيلها لمتابعة أزمة مسلسل الطاووس، بعد البلاغ الذي تقدم به بالنيابة عن موكلته للمجلس يتهم فيه صناع المسلسل باستغلال القضية في عمل فني يحمل اسم «الطاووس».
من جانبها اعتبرت الفنانة رانيا محمود ياسين، وهي واحدة من أبطال المسلسل، في تصريح أن المسلسل نجح «بفضل من الله ونوايا المشاركين في العمل ومجهودهم».
وقالت رانيا: «قدمت مع الأستاذ رؤوف عبد العزيز مخرج العمل والفنان جمال سليمان والفنانة سهر الصايغ والفناة سميحة أيوب، عملا يناسب الأسرة المصرية، بنوايا طبية، وأردنا الخروج بعمل محترم يرقى بالأسرة المصرية، فالناس مشتاقة للأعمال الاجتماعية التي تهتم بقضية الاغتصاب والتحرش وتجعل كل فرد يخاف على بيته وأولاده لأنها قضية خطيرة على المجتمع، وركزنا عليها بطريقة درامية لطيفة تعجب الناس وتجذبهم».
وأضافت «في هذا العمل نرى نماذج كثيرة فهناك المحامي والإعلامي والصحفية والشخصيات المحيطة بالضحية، فهناك المحامي الذي يقف ضدها، وهناك من يقف مع القضية، وأقوم بعمل دور مذيعة توك شو (برنامج حواري) يضعها ابنها في موقف حرج جدا، وكيف يمكن استخدام سلاح الإعلام من جانبها هل تقوم بالدفاع عن مبادئها أم ابنها؟، وهي أول مرة أقوم بعمل دور أم لشاب كبير، وسعيدة بردود الأفعال وتصديق الناس واقتناعهم بالمشهد وهذا يعني أننا كنا جيدين».
موقف المجلس الأعلى للإعلام
أما بخصوص التحقيق الذي يقم به المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فقالت: «كل ما أستطيع قوله أن الرقابة أجازت المسلسل وأشادت به، ولا أدري وجهة نظر المجلس الأعلى للإعلام، ونحن كصناع المسلسل قدمنا دراما تحترمها العقول وتؤثر في وجدان الشعب والأسرة المصرية، فلا يوجد أي شيء ضد القيم أو الأخلاقيات، حتى مشهد الاغتصاب أخرجه الأستاذ رؤوف عبد العزيز دون أن نرى الاغتصاب بشكل فعلي، لكنه وجع قلب الناس «أثر فيهم بشدة» ، فالأستاذ رؤوف عب العزيز قدم المشهد بطريقة أثارت التعاطف دون أن نرى أي شيء يثير الغرائز أو الاشمئزاز ودون أن نرى تفاصيله وهذا وإبداع المخرج، وأنا كمشاهدة أرفع القبعة لهذا المشهد خاصة وأن الفنانة سهر الصايغ قدمت خلاله عملا وفنا رائعا».
وأضافت «ليس لدي علم عن طبيعة الشكوى المقدمة ضد المسلسل أو سبب التحفظ عليه، والتحقيق سيبين طبيعة الأمر وسيكشف إن شاء الله أننا بعيدون كل البعد عن التعدي على أخلاقيات الأسرة المصرية، والجمهور شاهد العمل والمسلسل لا يزال يعرض ويثبت كل يوم جماهيريته الكبيرة، وإن كان هناك شكوى مقدمة سيتم التحقيق فيها دون أن يتم إيقاف المسلسل إن شاء الله».
«قضية الفيرمونت»
وحول ارتباط العمل بقضية الفيرمونت أكدت الفنانة رانيا أن العمل ليس له علاقة بها أو بأي قضية منظورة أمام القضاء، لأنه يناقش قضية الاغتصاب، والشباب الذي يعتقد أنه بفكره الطاووسي «المتكبر» يمكنه تدمير فتاة تحاول الحصول على رزقها والسيطرة عليها، ونحن لا نناقش قضايا منظورة أمام المحاكم، وإن كان المسلسل قد تناول قضية تشبه بعض القضايا المطروحة حاليا فهذا ليس لنا علاقة به، وسبق للفنانة الكبيرة يسرا تناول قضية الاغتصاب في وقت سابق في «قضية رأي عام» فهذه ليست أول مرة تطرح فيها مثل هذه القضايا، فنحن نركز على قضايا المرأة ونقدم عملا دراميا ومسلسلا اجتماعيا ليس له علاقة بأي أحد ولا يمس أي أشخاص أو قضايا بعينها».
الشعور بالظلم
وأوضحت الفنانة أنها تشعر بأنها مظلومة كثيرا من الناحية الإعلامية، وتابعت «لم أحصل على فرصتي كاملة حتى الآن وأنا في كل شخصية أقوم بأدائها بشكل جيد، فسبق أن قمت بدور الزوجة المقهورة في مسلسل فلانتينو، وفي هذا العام أقوم بدور أم قوية ذات نفوذ من خلال عملها ولها شراسة الأم وخوفها على ابنها وسنشاهد كيف تتصرف وهو دور مختلف عن دور العام الماضي، فأنا لا أعتمد على مساحة الدور بقدر اعتمادي على تأثيره، ولا أدرى متى سأحصل على فرصتي كاملة لأني أقوم بأدواري بشكل يجذب المشاهدين، والجمهور هو الفيصل بعد الله لأنه أصبح واعيا جدا، ويرى الفنان الذي قام بلحظات صادقة، وقد لاحظت تأييدا كبيرا وتفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي مع أول مشهد أظهر فيه».
واختتمت الفنانة رانيا محمود ياسين حديثها بالقول: «أوجه الشكر للمخرج رؤوف عبد العزيز على هذا العمل، فهو مخرج رائع يضع كل ممثل بشكل جديد ومبدع ووضعني في شخصية لم أقدمها قبل ذلك، فهو مخرج يعرف كيف يضع الممثل في قالب جيد جدا، وقدمني بصورة رائعة لاقت ردود أفعال كبيرة من الناس».