خلال الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، وصل ما مجموعه 360 مهاجرا إلى سواحل لامبيدوزا الإيطالية. وسائل إعلام محلية أوردت أن المهاجرين وصلوا على دفعات، وأن السلطات المعنية نقلتهم جميعا إلى مركز الاستقبال الأولي في أمبرياكولا.
أوردت صحيفة «لا ريبوبليكا» اليومية الإيطالية خبرا مفاده أن نحو 360 مهاجرا وصلوا إلى سواحل جزيرة لامبيدوزا خلال الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء 30 آذار\مارس.
وجاء في الخبر أن السلطات قامت بإنقاذ 95 مهاجرا، جميعهم من الرجال، قبالة ساحل بيلاجياس، وتم إنزالهم في أحد موانئ الجزيرة. لاحقا، تم اعتراض قارب آخر على متنه 94 مهاجرا، بينهم 15 امرأة و11 قاصرا غير مصحوبين بذويهم، وتم إنزالهم في الميناء أيضا. ليتم لاحقا إنقاذ قارب جديد يحمل 18 مهاجرا.
وقبيل ساعات الظهيرة، أنقذت دوريات تابعة لهيئة الموانئ والشرطة المالية قاربا ثالثا يحمل 94 مهاجرا، بينهم 23 امرأة. ليعودوا وينقذوا زورقا مطاطيا يحمل 60 مهاجرا.
ولم يتم ذكر الجهة التي جاءت منها تلك القوارب.
وتم إرسال كافة المهاجرين إلى مركز الاستقبال الأولي (النقطة الساخنة) في منطقة إمبرياكولا.
تونس نقطة انطلاق رئيسية للقوارب المتجهة للامبيدوزا
وسجلت السلطات الإيطالية ارتفاعا متزايدا بأعداد قوارب المهاجرين الواصلة إلى سواحلها، خاصة في لامبيدوزا، التي تحولت إلى الوجهة الأساسية للقوارب المنطلقة تحديدا من تونس.
مفوضية اللاجئين كانت قد أحصت وصول 5,685 مهاجرا إلى السواحل الإيطالية منذ مطلع 2021 وحتى السابع من آذار\مارس الجاري، أكثر من 1500 منهم جاؤوا من تونس. وتلك النسبة تعتبر ضعف مثيلتها التي سجلت خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي تقرير نشره بداية الشهر الجاري، أكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية «الزيادة الملحوظة» بأعداد المهاجرين المغادرين للسواحل التونسية. وأورد المنتدى في أحد تقاريره أنه منذ بداية 2021، تم اعتراض 94 قاربا لمهاجرين قبالة سواحل البلاد، كما تم توقيف 1,736 مهاجرا. وتلك الأرقام تمثل ضعف مثيلاتها خلال الفترة نفسها من 2020.
جهود دبلوماسية إيطالية لوقف تدفق القوارب على سواحلها
وشكلت تونس مؤخرا نقطة انطلاق مستحدثة للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا، ويستدل على ذلك من خلال تنوع جنسيات والبلدان التي يجيئون منها.
هذا الواقع أدى بالسلطات الإيطالية إلى مطالبة نظيرتها التونسية ببذل المزيد من الجهود لوقف انطلاق تلك القوارب. ومن أجل ذلك، أرسلت روما عددا من الوفود إلى تونس لمناقشة سبل وقف الهجرة غير النظامية والآليات المناسبة لذلك.
وشكلت قضية الهجرة محور مباحثات متكررة بين كل من روما وتونس، حيث عبر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في أكثر من مناسبة أن بلاده تعتبر تونس بلدا آمنا، وأنه ستتم إعادة التونسيين الذين يدخلون إيطاليا بشكل غير شرعي.
وكان وفد أوروبي قد توجه إلى تونس في آب/أغسطس الماضي لمناقشة قضية الهجرة مع الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي قال إن المقاربة الأمنية لمشكلة الهجرة ليست كافية، وشدد على ضرورة تعزيز الاقتصاد وفرص العمل والتنمية للمساعدة على مكافحتها.