توقع مصدر مطلع أن تهيمن القضايا الاقتصادية على أول زيارة لوفد سوداني إلى إسرائيل بالتزامن مع قرار السودان بإلغاء قانون مقاطعة إسرائيل.
وتشير التقارير إلى أن الوفد السوداني يضم خبراء أمنيين ودبلوماسيين وقانونيين واقتصاديين يشاركون في الجولة السادسة لمفاوضات العلاقات بين الجانبين والتي انعقدت الجولات الخمس الأولى منها بشكل سري في العاصمة السودانية الخرطوم واقتصرت على مشاركة وفود أمنية صرفة.
إزالة العقبات
وبحسب المصدر فإن هذه ستكون المرة الأولى، التي تنعقد فيها اجتماعات فنية بين البلدين خارج الإطار الأمني، مشيرا إلى أن خطوة إجازة السودان قانون إلغاء مقاطعة إسرائيل أسهمت في تهيئة المناخ المناسب للزيارة.
وأجاز مجلس الوزراء السوداني الأسبوع الماضي قانون يلغي قانون سابق بمقاطعة إسرائيل، وهو ما سيتيح التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين دون أي عقبات.
وظل القانون ساريا في السودان منذ عام 1958 أي قبل نحو 63 عاما وينص على منع أي سوداني من عقد أي اتفاق من أي نوع مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو مع هيئات أو أشخاص يعلم أنهم ينتمون بجنسيتهم إلى إسرائيل أو يعملون لحسابها كما يحظر التعامل مع الشركات والمنشآت الوطنية والأجنبية التي لها مصالح أو فروع أو توكيلات عامة في إسرائيل.
وكان نفس المنع ينطبق على تصدير السلع السودانية إلى البلاد، التي تعيد تصديرها إلى إسرائيل
وكان القانون يحظر دخول أو تبادل أو الإتجـار في البضـائع والسلـع والمنتجات الإسرائيلية المنقولة في السودان سواء وردت من إسرائيل مباشرة أو بطريق غير مباشر.
خطوات متلاحقة
منذ اللقاء المفاجئ والمثير للجدل الذي جمع بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مدينة عنتيبي الأوغندنية في فبراير 2020، تسارعت الخطى نحو تطوير العلاقة بين البلدين.
وخلال زيارة وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين للخرطوم في 5 يناير 2021 وقع السودان الاتفاق الإبراهيمي للتعايش السلمي الذي يمهد الطريق أمام العلاقات مع إسرائيل وينص على ترسيخ التسامح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب والأديان بمنطقة الشرق الأوسط والعالم.
كما زارت وفود إسرائيلية السودان وعقدت اجتماعات في الخرطوم دون أن تصدر بيانات رسمية عنها.
ويقول محللون إن حساسية ملف العلاقة مع إسرائيل ربما كان السبب وراء التكتم الذي أحيطت به تلك الاجتماعات.
قانون المقاطعة
ويرى رئيس اللجنة التمهيدية لجمعية الصداقة الشعبية السودانية الإسرائيلية حسين قمر أن إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل يفتح الباب امام البلدين للدخول في مفاوضات تجارية واستثمارية مباشرة، مشيرا إلى أن القانون الذي تم سنه في عام 1958 أضر بالعلاقات الاستثمارية والتجارية بين الجانبين.
وقال قمر إن خطوة إلغاء القانون ستدفع العلاقات الشعبية والتجارية والاقتصادية إلى الأمام.
وفي حين أكد قمر أهمية الدور الشعبي في دفع العلاقات، إلا أنه يقول إن المرحلة الحالية ستركز على تبادل الزيارات الرسمية.
وشدد على أن ما يشاع حول سفر وفود شعبية سودانية لإسرائيل هو أمر سابق لأوانه لأن ذلك لن يتم إلا باكتمال التبادل الدبلوماسي والقنصلي بين البلدين.