الرئيسيةالهجرةألمانيا- أنامل سورية تحيي الأزياء المستعملة بمشروع "هدهد"

ألمانيا- أنامل سورية تحيي الأزياء المستعملة بمشروع “هدهد”

يزور‭ ‬الهدهد‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬لتعليم‭ ‬السوريين‭ ‬منهم‭ ‬الخياطة‭. ‬مشروع‭ ‬‮«‬هدهد‮»‬‭ ‬هو‭ ‬خطوة‭ ‬لادماج‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬المهنية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إحياء‭ ‬الملابس‭ ‬المستعملة،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬صعوبات‭ ‬كثيرة‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭.‬

في‭ ‬غرفة‭ ‬صغيرة‭ ‬مزينة‭ ‬بتصاميم‭ ‬مختلفة،‭ ‬التف‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬حول‭ ‬المصممة‭ ‬الألمانية،‭ ‬روث‭ ‬براون،‭ ‬وهي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تدريب‭ ‬وتوظيف‭ ‬الخياطين‭ ‬السوريين‭ ‬بمشغل‭ ‬خياطة‭ ‬بمدينة‭ ‬مورس‭ ‬الألمانية‭ ‬المهتم‭ ‬باعادة‭ ‬الحياة‭ ‬الى‭ ‬الملابس‭ ‬المستعملة‭ . ‬أما‭ ‬السيد‭ ‬راينر‭ ‬تيراكوفسكي‭ ‬فهو‭ ‬رئيس‭ ‬تعاونية‭ ‬‮«‬توفاس‮»‬‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية،‭ ‬والمشرف‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬،الذي‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم»هدهد‮»‬‭ ‬وعن‭ ‬سبب‭ ‬اختياره‭ ‬لهذا‭ ‬الإسم‭ ‬بالذات‭ ‬يقول‭ ‬السيد‭ ‬تيراكوفسكي‭ ‬في‭ ‬حواره‭ ‬معDW‭ ‬عربية‭:‬‮»‬‭ ‬اكتشفت‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬هدهد‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عملي‭ ‬بمصر‭ ‬وعرفت‭ ‬أنه‭ ‬اسم‭ ‬لطائرمشهورعند‭ ‬العرب‭ ‬تدور‭ ‬حوله‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأساطيروالأمثال،‭ ‬ولأنّ‭ ‬المشروع‭ ‬لصالح‭ ‬لاجئين‭ ‬عرب،‭ ‬فقد‭ ‬اخترت‮»‬‭ ‬هدهد‮»‬‭ ‬اسماً‭ ‬له‮»‬‭.‬

‮«‬هدهد‮»‬‭.. ‬فسحة‭ ‬أمل‭ ‬للاجئين

يتردد‭ ‬اللاجئ‭ ‬السوري‭ ‬جودت‭ ‬سيدو‭ ‬يومياً‭ ‬على‭ ‬مشغل‭ ‬الخياطة،‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬بأحد‭ ‬الأحياء‭ ‬الصغيرة‭ ‬بالمدينة‭ . ‬جودت،‭ ‬الذي‭ ‬ينحدر‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬حلب‭ ‬السورية،‭ ‬يمتهن‭ ‬الخياطة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬عاماً،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يدير‭ ‬مصنعاً‭ ‬لإنتاج‭ ‬الملابس‭ ‬الجاهزة‭ ‬بسوريا‭. ‬وعن‭ ‬احترافه‭ ‬لمهنة‭ ‬الخياطة‭ ‬في‭ ‬بلده‭ ‬وتجربة‭ ‬العمل‭ ‬بألمانيا‭ ‬يقول‭ ‬جودت‭ ‬في‭ ‬حواره‭ ‬مع‭ ‬DWعربية‭:‬‮»‬‭ ‬نشأت‭ ‬بمدينة‭ ‬حلب،‭ ‬وهي‭ ‬مدينة‭ ‬معروفة‭ ‬بانتشار‭ ‬ورشات‭ ‬ومعامل‭ ‬الخياطة‭ ‬فيها‭ ‬بكثرة،‭ ‬فامتهنت‭ ‬الخياطة‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافري،‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬تدريبي‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬هدهد‮»‬‭ ‬اكتسبت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الخياطة‭ ‬مهارات‭ ‬التصميم‭ ‬والتفصيل‭ ‬أيضاً‮»‬‭.‬

جودت،‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬بألمانيا‭ ‬منذ‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام،‭ ‬كان‭ ‬ملزماً‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬مناسب،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنهى‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬الألمانية،‭ ‬فاتجه‭ ‬إلى‭ ‬تعاونية‭ ‬‮«‬توفاس‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تعرف‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬ويصف‭ ‬جودت،‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬حالياً‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬الملابس‭ ‬“هدهد”،هذه‭ ‬التجربة‭ ‬بـ»الجيدة‮»‬‭ ‬قائلاً‭:‬‮»‬عملت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬لمدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬عملي‭ ‬كانوا‭ ‬يخططون‭ ‬لإنشاء‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬فأعجبوا‭ ‬بعملي‭ ‬واقترحوا‭ ‬علي‭ ‬الانضمام‭ ‬إليهم،‭ ‬فوافقت‭ ‬على‭ ‬الفور‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬إحياء‭ ‬كل‭ ‬قطعة‭ ‬ملابس‭ ‬قديمة،‭ ‬تبعث‭ ‬روح‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬الذين‭ ‬بات‭ ‬هذا‭ ‬المشغل‭ ‬الصغير‭ ‬مساحة‭ ‬طموح‭ ‬ضغير‭ ‬لهم‭. ‬فإلى‭ ‬جانب‭ ‬جودت‭ ‬يعمل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أم‭ ‬عمر،‭ ‬كمال‭ ‬وإيمان‭. ‬وحول‭ ‬تجربتها‭ ‬تقول‭ ‬أم‭ ‬عمر‭:‬‮»‬‭ ‬وصلت‭ ‬ألمانيا‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬تقريباً‭ ‬وبدأت‭ ‬العمل‭ ‬هنا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تأسيس‭ ‬المشروع‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬ولم‭ ‬أكن‭ ‬أمتهن‭ ‬الخياطة‭ ‬ولكن‭ ‬كأي‭ ‬ربة‭ ‬بيت‭ ‬كانت‭ ‬الخياطة‭ ‬مهنة‭ ‬والدتي‮»‬‭.‬

أما‭ ‬إيمان‭ ‬وكمال‭ ‬فكان‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬فرصة‭ ‬لهم‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬مأوى‭ ‬اللاجئين‭ ‬وتغيير‭ ‬نمط‭ ‬عيشهم‭ ‬‮«‬الممل‮»‬‭ ‬كما‭ ‬وصفته‭ ‬إيمان،‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬ألمانيا‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬رفقة‭ ‬والدتها‭ ‬وتقول‭ ‬لـDWعربية‭ ‬‮«‬‭ ‬الخياطة‭ ‬هوايتي‭ ‬وأعجبني‭ ‬الجو‭ ‬السائد‭ ‬هنا،‭ ‬و‭ ‬تعامل‭ ‬المصممة‭ ‬الألمانية‭ ‬معنا،‭ ‬فنحن‭ ‬نتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬فيما‭ ‬بيننا‭ ‬وتعلمنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مصطلحات‭ ‬الخياطة‭ ‬باللغة‭ ‬الألمانية‮»‬‭.‬

أما‭ ‬كمال،‭ ‬الذي‭ ‬امتهن‭ ‬الخياطة‭ ‬لـ17‭ ‬عاماً‭ ‬بسوريا،‭ ‬فقد‭ ‬التحق‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭ ‬بالمشروع‭ ‬وكان‭ ‬لهذه‭ ‬التجربة‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬كما‭ ‬يوضح‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـDWعربية‭ :‬‮»‬جئت‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬خصيصاً‭ ‬للعمل،‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬البث‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬لجوئي‭ ‬ولم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬الألمانية‭ ‬أيضاً،‭ ‬فوجدتها‭ ‬فرصة‭ ‬جيدة‭ ‬لتعلم‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الألمان‭ ‬بعالم‭ ‬الخياطة‭ ‬وأيضا‭ ‬للتواصل‭ ‬وتعلم‭ ‬اللغة‮»‬‭.‬

كيف‭ ‬أندمج‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬ليسوا‭ ‬ألمان؟

يعاني‭ ‬معظم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخياطين‭ ‬السوريين‭ ‬من‭ ‬تعثر‭ ‬اندماجهم‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الألماني،‭ ‬فجميعهم‭ ‬يسعون‭ ‬بكل‭ ‬الطرق‭ ‬المتاحة‭ ‬أمامهم‭ ‬للاندماج،‭ ‬لكن‭ ‬الظروف‭ ‬من‭ ‬حولهم‭ ‬لا‭ ‬تساعدهم‭. ‬فاللاجئ‭ ‬السوري‭ ‬جودت،‭ ‬يرغب‭ ‬بالاندماج‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الألماني،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طور‭ ‬مهاراته‭ ‬في‭ ‬الخياطة‭ ‬والتصميم،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬أمامه‭ ‬صعوبات‭ ‬عديدة‭ ‬أهمها‭ ‬اللغة،‭ ‬فرغم‭ ‬تعلمه‭ ‬الألمانية‭ ‬لعامين‭ ‬وحصوله‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬1B،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬لغته‭ ‬لا‭ ‬تمكنه‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬،وعن‭ ‬سبب‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬يقول‭ ‬اللاجئ‭ ‬السوري‭:‬”‭ ‬التواصل‭ ‬المكثف‭ ‬هو‭ ‬شرط‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬وتواصلنا‭ ‬مع‭ ‬الألمان‭ ‬قليل‭ ‬جداً‭. ‬فتعلم‭ ‬اللغة‭ ‬بالمدرسة‭ ‬لا‭ ‬يكفي،لأن‭ ‬المدرسة‭ ‬تلقنك‭ ‬القواعد‭ ‬فقط‭.. ‬لغتي‭ ‬الألمانية‭ ‬مقبولة‭ ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬جيدة“‭.‬ويضيف‭ ‬الخياط‭ ‬السوري‭ ‬أن‭ ‬الاندماج‭ ‬“ضروري”‭ ‬للعيش‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الألماني،‭ ‬لكن‭ ‬يصعب‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كالتعقيدات‭ ‬الإدارية‭ ‬والسكن‭ ‬وقلة‭ ‬الاحتكاك‭ ‬بالمجتمع‭.‬

وبسبب‭ ‬التباين‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬سوريا‭ ‬وألمانيا‭ ‬رفض‭ ‬بعض‭ ‬اللاجئين‭ ‬الاستمرار‭ ‬بالمشروع‭ ‬لغياب‭ ‬ثقافة‭ ‬إعادة‭ ‬الحياة‭ ‬للملابس‭ ‬المستعملة،‭ ‬ولهذا‭ ‬لم‭ ‬تعجب‭ ‬فكرة‭ ‬المشروع‭ ‬بعض‭ ‬اللاجئين،لكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لجودت‭ ‬كان‭ ‬العمل‭ ‬وإيجاد‭ ‬فرصة‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬الألمان،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهمه‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‮»‬‭.‬

كمال،‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬ألمانيا‭ ‬منذ‭ ‬عامين،‭ ‬لازال‭ ‬يقطن‭ ‬بمأوى‭ ‬للاجئين‭ ‬خارج‭ ‬المدينة،‭ ‬بسبب‭ ‬تأخرالبث‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬لجوئه،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الالتحاق‭ ‬بدروس‭ ‬اللغة‭ ‬الألمانية‭ ‬ويقول‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬الألمان‭ ‬ويتقاسم‭ ‬غرفته‭ ‬مع‭ ‬لاجئين‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬وأفغانستان‭ ‬ويتساءل‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬كيف‭ ‬يريدون‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نندمج‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الألماني‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬ليسوا‭ ‬ألمان؟‭ ‬هل‭ ‬أندمج‭ ‬مع‭ ‬العراقي‭ ‬والأفغاني؟‮»‬

ويحس‭ ‬كمال‭ ‬بالحزن،‭ ‬كلما‭ ‬تذكر‭ ‬أنه‭ ‬قضى‭ ‬عامين‭ ‬بألمانيا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينجز‭ ‬شيئاً،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إنضمامه‭ ‬لمشروع‭ ‬‮«‬هدهد‮»‬،‭ ‬ترك‭ ‬أثراً‭ ‬إيجابياً‭ ‬في‭ ‬نفسه،‭ ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬لديه‭ ‬رغبة‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬الألمانية،‭ ‬فقد‭ ‬تعلم‭ ‬الأحرف‭ ‬بجهد‭ ‬شخصي‭ ‬منه‭ ‬ويستطيع‭ ‬مراجعة‭ ‬الطبيب‭ ‬ومكتب‭ ‬المساعدة‭ ‬الإجتماعية‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬مترجم‭ .‬

بدورها‭ ‬واجهت‭ ‬أم‭ ‬عمر‭ ‬صعوبات‭ ‬أثناء‭ ‬وصولها‭ ‬ألمانيا‭ ‬رفقة‭ ‬أبنائها،الذين‭ ‬اضطروا‭ ‬للتباعد‭ ‬عن‭ ‬بعضهم،‭ ‬بسبب‭ ‬اختلاف‭ ‬توقيت‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬الإقامة‭ ‬و‭ ‬بسبب‭ ‬قانون‭ ‬منع‭ ‬انتقال‭ ‬اللاجئين،‭ ‬وتقول‭ ‬أم‭ ‬عمر‭ ‬بنبرة‭ ‬حزن‭:‬‮»‬‭ ‬أصبحت‭ ‬أسكن‭ ‬بمنطقة‭ ‬بمفردي‭ ‬وابني‭ ‬بمنطقة‭ ‬وابنتي‭ ‬بمنطقة‭ ‬أخرى،‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬ببلد‭ ‬واحد‮»‬‭.‬

المشروع‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬طريق‭ ‬الاندماج‭ ‬ولكن‭..‬؟

وعُرضت‭ ‬مؤخراً‭ ‬أول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬تصميم‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬بالمشغل‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬“هدهد”‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬مجموعة‭ ‬حقائب‭ ‬يدوية‭ ‬للحياة‭ ‬اليومية‭ ‬مصنعة‭ ‬من‭ ‬الملابس‭ ‬المستعملة‭. ‬وعن‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬تقول‭ ‬مصممة‭ ‬الأزياء‭ ‬الألمانية‭ ‬وصاحبة‭ ‬محل‭ ‬‮«‬سيكونريلا‮»‬‭ ‬للخياطة‭ ‬الراقية‭ ‬بمدينة‭ ‬مورس،السيدة‭ ‬روث‭ ‬براون‭ ‬لـDWعربية‮»‬‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬المنتوجات‭ ‬جيد‭ ‬جداً،‭ ‬وبيعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬بالأخص‭ ‬الحقائب‭ ‬اليدوية‭ ‬لزبائن‭ ‬من‭ ‬برلين‭ ‬وميونيخ‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬أتى‭ ‬خصيصاً‭ ‬هنا‭ ‬لشراء‭ ‬هذه‭ ‬الحقائب‭ ‬المميزة‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬زبائن‭ ‬المحل‭ ‬الأوفياء‭ ‬سيمون،‭ ‬التي‭ ‬أعجبت‭ ‬بفكرة‭ ‬المشروع‭ ‬وبالقطع‭ ‬المعروضة‭ ‬للبيع‭ ‬‮«‬كل‭ ‬قطعة‭ ‬أجمل‭ ‬من‭ ‬الأخرى‭ ‬وبالكاد‭ ‬تستطيع‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬الجميلة‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬أقمشة‭ ‬الملابس‭ ‬المستعملة‮»‬‭. ‬وبدوره‭ ‬أعجب‭ ‬السيد‭ ‬بيتر‭ ‬بيكرز‭ ‬أيضا‭ ‬بأحد‭ ‬الفساتين‭ ‬المعروضة‭ ‬بالمحل‭ ‬وينوي‭ ‬إهدائه‭ ‬لزوجته‭.‬

تقضي‭ ‬المصصمة‭ ‬بروان‭ ‬معظم‭ ‬وقتها‭ ‬مع‭ ‬الخياطين‭ ‬السوريين،‭ ‬لهذا‭ ‬باتت‭ ‬تعرف‭ ‬معظم‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬اندماجهم‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الألماني،‭ ‬فقد‭ ‬تابعت‭ ‬مؤخراً‭ ‬معاناة‭ ‬إيمان‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬بيت‭ ‬وتقول‭:‬‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬معاناة‭ ‬لاتصدق،‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬النهاية‭ ‬سعيدة‭ ‬وحصلت‭ ‬إيمان‭ ‬على‭ ‬البيت‮»‬‭ ‬وتضيف‭ ‬بروان‭:‬‮»‬‭ ‬أحب‭ ‬هذا‭ ‬التبادل‭ ‬الجميل‭ ‬بيننا،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬بالمشروع‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لتعلم‭ ‬الخياطة‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬للتواصل‭ ‬وكسر‭ ‬الأحكام‭ ‬المسبقة،‭ ‬وليتعرف‭ ‬الألمان‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬لحياة‭ ‬اللاجئين‭ ‬ومعاناتهم‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الاندماج‭ ‬بمجتمعنا‮»‬‭.‬

ويرى‭ ‬السيد‭ ‬راينر‭ ‬تيراكوفسكي‭ ‬أنّ‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬هدهد‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬أنشأ‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬دياكوني‮»‬‭ ‬الألمانية‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخيرية،‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬خطوة‭ ‬مهمة‮»‬‭ ‬لادماج‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬المهنية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬صعوبات‭ ‬كثيرة‭ ‬تواجه‭ ‬المشروع‭ ‬أهمها‭ ‬انخفاض‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغيرة‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬هدهد‮»‬‭ ‬بمدينة‭ ‬مورس،‭ ‬يفتح‭ ‬أبوابه‭ ‬أمام‭ ‬جميع‭ ‬اللاجئين‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬فن‭ ‬الخياطة‭ ‬والتصميم‭ ‬وكذلك‭ ‬إعادة‭ ‬الحياة‭ ‬الى‭ ‬الملابس‭ ‬المستعملة‭.‬

Most Popular

Recent Comments